الأحد، 16 نوفمبر 2008

جولة الأحد الإخبارية

جولة الأحد الإخبارية
عناوين الجولة

1- المجاهدون الصوماليون يحررون عدة مدن صومالية ويتقدمون نحو العاصمة مقديشو.

2- مجلة الأيكونوميست الاقتصادية العالمية تُقدر خسائر الصناديق السيادية لدول الخليج بأربعمائة مليار دولار.

3- السوق المالية الكويتية خسرت مائة مليار دولار خلال الأربعة أشهر الأخيرة.

4- أردوغان صار يغلب عليه الميل نحو التعصب للقومية التركية.


الأنباء بالتفصيل


1- يواصل المجاهدون الصوماليون تقدمهم السريع نحو العاصمة الصومالية مقديشو، وتتساقط بأيديهم البلدات الصومالية الواحدة تلو الأخرى، وقد بلغوا يوم الجمعة الماضي مشارف العاصمة بعد أن دخلوا بلدة إيلاشا الصغيرة التي تقع على بعد كيلو مترين فقط من الحامية الأثيوبية في سينكاطيرو التي تبعد عن مقديشو مسافة 15 كيلو متراً فقط.
وصرَّح الشيخ عبد الرحيم عيسى ادو المتحدث باسم اتحاد المحاكم الإسلامية التي يرافق مقاتلوها مقاتلي حركة شباب المجاهدين قائلاً: "نقاتل للحصول على السلام، وسندافع عن الناس في البلدة وفي المناطق القريبة ضد اللصوص والأثيوبيين".
وأما المتحدث باسم حركة شباب المجاهدين مختار علي روبو فكان قد قال يوم الأربعاء الماضي أمام حشد من سكان مدينة ميركا الساحلية التي تم تحريرها الأسبوع الماضي بأن: "أحكام الشريعة الإسلامية ستطبق في البلدة"، وحذَّر من محاولة استعادتها من قبل الغزاة وعملائهم فقال: "سيقاتل مسلحو المجاهدين أي جهة تحاول العودة إلى المدينة وسيهزمونها إن شاء الله".
وبينما تتقدم قوات حركة الشباب المجاهدين في جبهات القتال وتسيطر على المزيد من الأراضي تستحكم الخلافات بين عملاء أمريكا وأثيوبيا في الصومال، حيث لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومة صومالية تابعة للاحتلال بسبب رفض رئيس الدولة إقرار تشكيلها. وهذا ما اضطر أثيوبيا الدولة الغازية للصومال، والمنهكة من ضربات المجاهدين، اضطرها لاستدعاء الرئيس عبد الله يوسف ورئيس حكومته نور حسن عدي إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لإنهاء الخلافات بينهما ، ولكنهالم تفلح في ذلك.
وهكذا تمكن الصوماليون من استعادة زمام المبادرة، والالتفاف حول قيادات المجاهدين، وتلقين قوات الاحتلال الأثيوبية ومن خلفها من الأمريكيين والمستعمرين الآخرين دروساً لا تُنسى في القتال والجهاد، لدرجة أن أثيوبيا اضطرت إلى توقيع (اتفاق سلام) عاجل - تحت ضربات المجاهدين - مع فصيل صغير من فصائل المقاومة الصومالية في جيبوتي للهروب من الصومال في أسرع وقت ممكن.


2- صدر تقرير حديث عن مجلة الإكونوميست الاقتصادية العالمية جاء فيه أن خسائر المحافظ التي تكبدتها صناديق الثروة السيادية في دول الخليج قد تصل إلى (400) مليار دولار، ويقول التقرير أن هذه الخسائر التي مُنيت بها تلك الصناديق آتية من ثروة تراكمت لدى الدول الخليجية في السنوات الماضية والتي تقدر بـِ 1,5 تريليون دولار.
إن ما ورد في هذا التقرير يعني أن دول الخليج قد خسرت حوالي 27% من ثروتها السيادية في الأزمة المالية الأخيرة، وبدلاً من إنفاق هذه الأموال الوفيرة على حاجات الشعوب الحقيقية، ومتطلباتها الكثيرة، تقوم الحكومات الخليجية بكنزها، وإهدار قيمتها، وذلك بسبب تحويلها إلى دولارات غير مغطاة بالذهب، وبسبب وضعها في أسواق المال المهدرة للأموال.
ولا تكتف تلك الحكومات المهترئة بإضاعة هذه الأموال التي يوجد في الأمة من هو في مسيس الحاجة لها، لا تكتف الحكومات بذلك، بل إنها تعهدت أيضاً بدعم بنوك ومصارف الغرب المنهارة بما تبقى من تلك الثروة، فيستفيد منها الأعداء، ولا تنتفع بها الأمة بشيء.
إن تصرف حكام الدول الخليجية بأموال المسلمين بعد انكشاف هذه الحقائق الخطيرة يعتبر تصرفاً باطلاً ولا يلزم الأمة بشيء ، بل إن شعوب الأمة سوف تطيح بهؤلاء الحكام العملاء في القريب العاجل بسبب مثل هذه التصرفات.

3- لم تكد خسائر السوق المالية الكويتية تتوقف هنيهة منذ حوالي الأربعة أشهر، ففي كل يوم تشرق فيه الشمس تأتي الأنباء من سوق المال بأخبار سيئة، وهو ما أدَّى في النهاية إلى مطالبة صغار المستثمرين في السوق الحكومة الكويتية للتدخل الفوري والباشر من أجل إيقاف هذا النزيف المزمن في تبديد الأموال.
وتقول المصادر الإخبارية إن السوق الكويتية خسرت 43% من قيمتها منذ 24 حزيران (يونيو) الماضي وهو ما يقارب المائة مليار دولار. واضطرت المحكمة الإدارية في الكويت أخيراً وبسبب هذه الخسائر المتواصلة إلى إصدار أوامرها (بتعليق التداول فوراً في البورصة حتى 17 تشرين الثاني (نوفمبر))، وهو التاريخ الذي ستعيد المحكمة النظر فيه مجدداً في هذه المسألة. وجاء هذا الحكم بعد دعوى تقدم بها المحامي عادل عبد الهادي باسم المستثمرين الذين قالوا إنهم تكبدوا خسائر ضخمة في الأسابيع الأخيرة. وكان المؤشر الكويتي لسوق المال قد سجل انخفاضاً بنسبة 8,1% وهو أدنى مستوى له منذ أربعين شهراً.
وحكومة الكويت كغيرها من الحكومات الخليجية العميلة تملك صندوقاً سيادياً تستثمر فيه حوالي 300 مليار دولار في الأسواق العالمية، وتشتري الحكومات الخليجية بأموال هذه الصناديق الأسهم الخاسرة في الدول الغربية بمئات الملايين من الدولارات، مع أنها لو استثمرتها بمشاريع حيوية في البلاد الإسلامية فإنه لا يضمن لها تحقيق مكاسب حقيقية وعدم تعرضها لأية خسائر وحسب، وإنما يضمن أيضاً لتلك البلدان بهذه الملايين المهدورة تعزيز قوتها واستقلالها وكرامتها.
لكن استسلام حكام الكويت والخليج للدول الغربية تجعلهم يهدرون أموال الأمة الإسلامية في خدمة مصالح أعدائها، ولا يستفيد منها في بلاد المسلمين سوى حفنة من المنتفعين والوصوليين من العملاء والمأجورين.

4- بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الأسابيع القليلة الماضية باستخدام لغة سياسية جديدة تفوح منها رائحة التعصب المقيت والعنصرية البغيضة ضد الأكراد، وضد كل ما هو غير تركي.
ففي معالجته لحزب العمال الكردستاني، وتناوله للقضية الكردية في تركيا، أصبح أردوغان يميل إلى أسلوب القوميين الأتراك المتطرفين تدريجياً، وذلك بعد أن كان يحاول الجمع بين كل القوميات التي تعيش في تركيا بروح من التسامح وبمنح الأقليات لحقوقها على قدم المساواة مع الأكثرية التركية.
وفي ردة عصبية على الاقتتال الدائر شرقي تركيا بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكردستاني صرَّح أردوغان بالقول: "إن كل من لا يؤمن بوحدة العلم والأرض والدولة عليه أن يترك تركيا ويرحل عنها"، وفي تصريح آخر حرَّض أردوغان على استخدام الأتراك لسلاحهم الشخصي ضد المظاهرات الكردية بحجة الدفاع عن النفس فقال: "إن من حق رجل الشارع أن يدافع عن نفسه" موضحاً أن لجوء المواطن التركي إلى السلاح وإطلاقه النار في الهواء رداً على تظاهرة كردية أمر مقبول.
إن هذه السياسة العنصرية العمياء الخرقاء التي يتبعها أردوغان لا تخالف الإسلام الذي يزعم أنه يلتزم به وحسب، بل إنها أيضاً تثير في المستقبل حرباً طائفية شعواء في تركيا من شأنها أن تفتت الدولة التركية وتمزقها إرباً إرباً، لتحقق بالتالي الأهداف الاستعمارية الأمريكية في المنطقة.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

ان سماح امريكا للاسلاميين بالعودة للصومال لهو امر مكشوف لايجاد عذر لها

اضعك اخي احمد امام هذه المقالة:


منذ أن بدأت القوات الدولية تتوافد إلى البحر الأحمر، بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي في مطلع أكتوبر الماضي، الذي أجاز استخدام القوة ضدّ أعمال القرصنة، والتساؤلات تتزايد حول مآل هذا التّـواجد وحول أهدافه المُـعلنة والمضمرة.
هذا الأمر انعكس بوضوح، ومنذ الوهلة الأولى، على المواقف المُـرتبكة للدُول المطلة على البحر الأحمر، التي ظلّـت طيلة الفترة الماضية بعيدة عن هذه التطورات، رغم اقترابها منها أكثر فأكثر، حتى بدأت تتبلوَر مواقِـف جديدة لبعض الدول المعنية، لكن دون معرفة مستقرّها ولا حدود استمرارها في وضع دولي، أصبحت تتبدل فيه المعطيات والمتغيرات بوتيرة أسرع من قُـدرة بلدان المنطقة على استيعابها أو التفاعل الخلاق معها.

ولعل الترقّـب الحذر، الذي أبدته بعض الأطراف في المنطقة، ومنها اليمن، لم يستمر كثيرا، إذ سُـرعان ما بدأت في الآونة الأخيرة تلوح مخاوف بعض دولها، داعية إلى تشاوُر إقليمي، لاسيما من قِـبل البلدان العربية المطلّـة على البحر الأحمر.

دعوة إلى تحمل المسؤولية
فاليمن، الذي ظل يرقب التطورات الحاصلة بحذر شديد، خرج لأول مرة عن كِـياسته الدبلوماسية مُـعلنا على لسان وزير خارجيته الدكتور أبو بكر القربي، قلق بلاده من "مخاطر الوجود العسكري المكثّـف والمتعدّد الجنسيات في جنوب البحر الأحمر على الأمن القومي العربي، وما يمثله ذلك التّـواجد من مقدّمة لتمرير مشروع تدويل مياه البحر الأحمر، الذي سبق أن اقترحته إسرائيل وقُـوبل برفض عربي"، مشيرا إلى أن اليمن "تبذل جهودا لبلوَرة موقِـف عربي موحّـد تجاه ما يجري من حُـشود عسكرية وأعمال قَـرصنة في مِـياه البحر الأحمر".

ودعا القربي الدول المُـطلّـة على البحر الأحمر والبحر العربي، إلى تحمل مسؤولياتها وتنسيق جهودها لمكافحة أعمال القرصنة وعدم التعويل على الدّول الأجنبية في ذلك.

ويأتي هذا الموقِـف اليمني مُـتزامنا مع تحرّك مصري مماثل. فقد وجّـهت وزارة الخارجية المصرية في مطلع الأسبوع الجاري دعوة للدول العربية المطلّـة على البحر الأحمر لعقد اجتماع عاجل، لبحث سُـبل مكافحة القرصنة أمام السّـواحل الصومالية، فيما القوات الأجنبية تجُـول وتصُـول تحت غِـطاء الشرعية الدولية، وهو ما يعني أن الحذر الشديد، الذي أبدته دول البحر الأحمر العربية في بادئ الأمر حِـيال تدفّـق القوات الدولية المسنودة بغطاء الشرعية الدولية، تحوّل إلى مخاوف بدأت تعبّـر عن نفسها علنا، بعد أن ظلّـت حبيسة الأنفاس تترقّـب ما ستحمله الأيام.

صراع دولي على النفوذ
فقد وجدت دُول المنطقة، ومن بينها اليمن، نفسها أمام تطوّر جديد يتعدّى حدود خطر القرصَـنة البحرية، إلى ما يُـشبه الإقامة الدائمة للقوات الأممية المدعومة بقرار مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي رقم (1838)، الذي صوّتت عليه الدّول الأعضاء بالإجماع، رغم تضارُب مصالحها في هذه المنطقة الحيوية، وهو أمر أربَـك سياسات دُولها، التي غلب عليها الترقّـب والحذر الشّـديدين، على الرّغم من أن كل المؤشرات كانت تدلّ على أن الأمر هو أبعد من مجرّد ملاحقة القراصنة.

فالتسابق بين الدول الكُـبرى الفاعلة، لا تغذيه فقط رغبات قديمة في المنطقة، بل وحاضرة يختلط فيها الحنين الاستعماري إلى الماضي بالتطلّـع إلى الموقع الاستراتيجي ومصادر الطاقة، التي باتت تشكّـل قُـطب الرّحى في الصِّـراع الخفي تارة، والمعلن تارة أخرى بين الفاعلين الرئيسين، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين وروسيا، مما يعني أن كل الأطراف الفاعِـلة والمؤثرة، تريد أن تسجِّـل حضورها وعدم تخلّـفها عن حلَـبة الصِّـراع على أهم الممرات الدولية القريبة من مصادر الطاقة، التي أخذت الحاجة تتزايد إليها أكثر من أي وقت مضى، لاسيما مع ما تشهده الصين من نمو غير مسبوق ومع تزايد نذر العودة إلى سياسة الاستقطاب الدولي مجدّدا.

ويمكن القول إن الشواهد تشير إلى أن المِـنطقة مرشّـحة لأن تكون ضِـمن حسابات القِـوى الدولية المُـتصارعة على مناطق النفوذ، وبالرغم من تراجع حدة الصِّـراع الدولي بين المعسكرات التي كانت قائمة سابقا بعد سقوط حائط برلين، إلا أنها ظلّـت موضع تقاطب واضح.

نحو تواجد أجنبي دائم
فالولايات المتحدة وفرنسا لم تُـكُـفّـا عن مُـحاولاتهما البحث عن موضع قدم لهما في الجُـزر اليمنية، وليس بخافٍ على هذا الأمر. فالتقارير تُـشير إلى أن ضُـغوطا كبيرة مورست على صنعاء طيلة الثمانٍ سنوات المُـنصرمة، خاصة منذ تفجير المدمّـرة الأمريكية "اس اس كول" عام 2000 وتفجيرات 11 سبتمبر والهجوم على ناقلة النفط الفرنسية "لمبرج" عام 2003، بهدف حمل السلطات اليمنية على إتاحة المجال لإنشاء نِـقاط مراقبة رادار بحرية في الجُـزر اليمنية، خاصة في جزيرة سوقطرة، إلا أن هذا المسعى تعثّـر أكثر من مرّة، نتيجةً لتردّد اليمن وحرَجِـها من المعارضة الداخلية.

وهو ما يجعل التواجد الدولي تحت غِـطاء الشرعية الدولية غير بعيد عن تحقيق تلك الأهداف، ولكن بصورة أخرى، حيث بات الجميع ينظر إلى السياقات التي ظهر فيها الإجماع على التحرّك الدولي ضدّ القرصنة، بأنه اجتماع على التقاء مصالِـح للقوى الكبرى في المنطقة، خاصة مع تزايد الحديث عن الخطر الإيراني في المنطقة والصِّـراع الخفِـي على منابِ،ع النفط والاقتراب منها، مما أبقى الأهداف الحقيقية لهذا التواجد، هي المهيمنة على قراءتها من قِـبل مختلف الأطراف.

وحول الحضور الكثيف للقوات الدولية في منطقة البحر الأحمر ودوافعه الحقيقية قال الأستاذ خالد الرماح، الباحث في شؤون الصراعات الإقليمية بمركز سبأ للدراسات الإستراتيجية لسويس انفو: "الأطراف الإقليمية تنظر بكثير من الشكّ والرّيبة إلى الإجراءات الدولية التي اتّخذت مؤخّـرا من أجل الحدّ من عمليات القرصنة، لأنه تحرُّك يرمِـي، على ما يبدو، إلى إكتساب الوجود العسكري الأجنبي في البحر الأحمر شرعية دولية أكثر منه محاولة للقضاء على ظاهرة القرصنة، لاسيما إذا ما أخذنا في الاعتبار أن ظاهرة القرصنة تزايدت ونمَـت في ظِـلّ تواجد عسكري أمريكي كثيف في المنطقة طيلة الفترة الماضية، دون أن يؤدّي ذلك بالولايات المتحدة الأمريكية لاستنفار قواتها ضدّ مثل هذه الأعمال، ويخشى من أن يظَـلّ التواجد الأجنبي في البحر الأحمر تواجُـدا دائما، لأنه مرتبط بمكافحة القرصنة التي، على ما يبدو، أنها ستبقى ما بقِـيت الفوضى في الصومال، خاصة مع غياب حكومة مركزية قوية تكون مسؤولة أمام المجتمع الدولي عن أي تهديدات تنطلق من أراضيها".

أهداف دولية.. مُضمرة
وما يزيد المخاوف من تواجُـد القوى الدولية، حسب ما يراه الرّماح هو أن البحر الأحمر "تحوّل إلى ساحة للسُّـفن والزّوارق الأجنبية، ما يعرِّض أمن وسيادة جميع الدّول المطلّـة على البحر الأحمر للتّـهديد، حيث ستُـصبح مياهها وأجواؤها عُـرضة للانتهاك، والسّـفن القادمة إليها والمغادرة منها، ستكون عُـرضة للتّـفتيش بذريعة ملاحقة القَـراصنة، والذي قد يتحوّل إلى فرْض حِـصار غير مُـعلن على واردات دُول المنطقة من الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، مثلما حدث للسّفينة الكورية، التي كانت متّـجهة لليمن بحمولة من صواريخ سكود عام 2002".

من جهته، يرى عبده سالم، الباحث المتخصّص في شؤون القرن الإفريقي في قراءته للتطورات الحاصلة في المنطقة وما ترمي إليه في حديثه لسويس انفو أن "التواجد الدولي له أهداف دولية، هي تسابق نفوذ على المنطقة، خصوصا أننا في مرحلة بدأت تشهد ظهور بوادِر عودة تشكل المِـحور الشرقي بقيادة روسيا والصين والهند".

واستطرد عبده سالم في تفسيره للإجماع على قرار التّـواجد الدولي، رغم التناقض بين مصالح الدّول الكبرى قائلا: "مواجهة القرصنة، هي محلّ إجماع، لكن الهدف ليس القضاء على القرصنة، وإنما هناك أهداف مضمرة لم تبرز إلى حيّـز الوجود، وإنما يمكن استشرافها من السِـياق التفاعلي في مسار هذا الملف"، موضحا ذلك بقوله "إن القرصنة تجري أمام جمهورية أرض الصومال، وهي محمية بريطانية سابقا وتعيش في عزلة دولية، وعلى ما يبدو، فإن بريطانيا أوعزت لها باللّـعب على القَـرصنة، مقابل حصولها على اعتراف أمريكا، لكنها لا تريد أن تُـبادر إلى ذلك الاعتراف، وإنما قد يأتي من دول المنطقة وربّـما تحت مظلّـة عقد اجتماع لدول البحر الأحمر، الذي دعت له مصر مؤخرا، وهذا الاعتراف سيكون مقدّمة لقيام عدّة دويلات في إفريقيا، التي تعاني من تشظي إثني، والمرشح لذلك جنوب السودان ثم اليمن".

أما فيما يتعلق بوضع اليمن، التي تجري هذه التطورات على مقربة من حدوده، يرى سالم أن "اليمن يُـعاني من فجوات إستراتيجية، تتمثل في عدم ترسيم حدوده مع الصومال ومع جيبوتي، إضافة إلى ما يُـعانيه من فجوة في المناطق الجنوبية"، معتبِـرا أن القضية الجنوبية "ما زالت تشكِّـل مطمعا لكثير من القوى الدولية، وأن اليمن، إذا لم يُـسارع إلى سدّ كل تلك الفجوات التي تنهش جسده، فإنه لن يكون بمقدوره تدارك الأمر وتخطي الحسابات الدولية، التي تدبّـر حاليا تحت مظلة الشرعية الدولية".

فريسة سهلة
من الواضح أن كلّ القراءات المختلفة لمسار التطورات في هذه المنطقة، تنظر إلى التحرّك الدّولي تحت مظلّـة الشرعية الدولية بكثير من الرّيبة والحذر، وتلتقي على ترقّـب الأهداف الخفية، التي كثيرا ما تتستّـر بغطاء الشرعية، لاسيما أن التاريخ المُـعاصر، بعيده وقريبه، حلقات من الصِّـراع على المناطق الإستراتيجية الحيوية، كما هو حال هذه المنطقة، التي ظلت على الدّوام بُـؤر تنافس بين الكِـبار، على الرغم مِـما يعانيه صِـغارها من بُـؤس وتشظي وسوء إدارة وتسيير تغري الطامعين بأن تكون لهم فريسة سهلة في مستقبل الأيام.

عبد الكريم سلام – صنعاء

احمد الخطواني يقول...

لا أظن أن أميركا هي التي سمحت بعودة المجاهدين، فأميركا أوكلت مهمة إبعاد المجاهدين عن حكم الصومال لأثيوبيا، فهي حرّمت على نفسها دخول الصومال منذ قتل جنودها وسحلهم في الشوارع في بداية التسعينيات، والصومال لا طاقة لها بقتال المجاهدين بنفس طويا فقد استنزفت قواها المادية ووجدت نفسها عالقة في مستنقع عجزت أميركا عن الولوج فيه، لذلك اضطرت الى توقيع اتفاق جيبوتي على عجل لتجد مبرراً لها للهروب من الصومال. هذا علاوة على أن جيشها ضعيف شأنه شأن سائر الجيوش الأفريقية ومقارعة المجاهدين المدربين والذين يملكون خبرات عالية لا طاقة لها به. لذلك آثرت الهروب.
أما مسألة التواجد الدولي العسكري قبالة السواحل الصومالية ففيه ناحية استعمارية وفيه محاولة اثبات نفوذ خاصة للقوى الاستعمارية المعروفة.
أما فكرة تدويا البحر الاحمر فهو أصلاً مدولاً ومنذ متى كان البحر عربياً؟؟!!
وأحاديث المسؤولين في مصر واليمن هو حديث فارغ ولا قيمة له فهذه الدول أعجز من أن تبحث مواضيعاً كتلك، وكان الأحرى بها لو كانت جادة أن تنقذ الصومال من الاحتلال الاثيوبي ومن حكم الميليشيات المرتزقة.
ويبدو أن الله سبحانه وتعالى سيمكن للمجاهدين مكاناً في الصومال ليقارعوا منه الأعداء والعملاء على حد سواء. وما يدريك لعل النصر يأتي من أضعف البلدان!!