أسوأ زيارة لأسوأ ملك
تعليق سياسي
بالرغم من أن زيارات جميع ملوك وحكام البلدان العربية والإسلامية إلى عواصم وحواضر الدول الغربية الاستعمارية عادةً ما تُحاك فيها المؤامرات والدسائس ضد الشعوب المغلوبة على أمرها، إلا أنها دائماً ما تجري خلف الكواليس، ويُسدل عليها ستار حديدي من السرية والكتمان، ولا يتم اكتشاف نتائجها الخبيثة من قبل العامة إلا بعد وقوع الكوارث والنكبات على رؤوس الناس.
وكانت إماطة اللثام عن المؤامرات التي يتم تدبيرها أثناء زيارات الملوك والحكام للدول الاستعمارية تستغرق أحياناً عشرات السنين، ولا تُعرف على وجه الدقة إلا بعد إفراج الدول الاستعمارية عن بعض تلك الوثائق السرية المتعلقة بتلك المؤامرات.
غير أن أمور الملوك والزعماء الخونة قد اختلفت في هذه الأيام، وأصبحت مؤامراتهم وخياناتهم مفضوحة مكشوفة، ولم يعودوا يأبهون لانكشافها لحظة إبرامها، فقد (طق عندهم عرق الحياء) وأصبحت القاعدة التي يعتمدونها في علاقاتهم الخارجية "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". وها هو الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز يضرب مثلاً في ذلك، ويُسجل سابقة فريدة في الخيانة لم تحصل مع غيره من أقرانه من قبل، فقد جمع في زيارته الأخيرة لأمريكا السوء من جميع جوانبه، بحيث لم يتسن لملك قبله صنع ما صنعه.
ففي نيويورك رعى الملك عبد الله مؤتمراً لحوار الأديان لم يجر فيه أي حوار، وإنما كان منبراً إعلامياً لمعاداة الإسلام، والطعن في عقائده، وتحريف أحكامه، كما كان مكاناً مثالياً للتطبيع مع كيان يهود، وإبراز شمائله، وفضائله.
لقد شن عبد الله في خطابه الافتتاحي هجوماً عنيفاً على المجاهدين المؤمنين ناعتاً إياهم بالإرهابيين الذين لا دين لهم ولا ايمان، وبعد ذلك أعلى من قدر الأديان المحرفة، وساواها بالدين الإسلامي بزعمه وجود العدل والتسامح فيها، ثم استمع لرئيس الكيان اليهودي شمعون بيريس وهو يطري الملك عبد الله ومبادرته، ويتحدث متفذلكاً عن حقوق الإنسان وعن الدفاع عنها، في الوقت الذي تقترف فيه دولة يهود كل الجرائم بحق أهل فلسطين، والذي ليس آخرها فرض حصار خانق ومحكم ضد قطاع غزة، ومنع إدخال الغذاء والدواء والوقود إلى مليون ونصف إنسان وذلك في أكبر عملية انتهاك لحقوق الإنسان في التاريخ المعاصر.
وبينما تطالب الهيئات الحقوقية الدولية ومفوضو حقوق الإنسان، ويطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شخصياً دولة يهود بفك الحصار عن قطاع غزة، لم يتكلم الملك عن هذا الموضوع، ولم يعترض عليه، ولم ينبس ولو بكلمة واحدة للاحتجاج على كلام بيريس المكذوب عن حقوق الانسان. وبسكوته هذا أقر الملك إجرام دولة يهود ضد الفلسطينيين في أكبر تجمع دولي، معتبراً أن ما يجري ضدهم لا علاقة له بحقوق الإنسان.
لقد نالت مواقف الملك عبد الله الخيانية هذه بالطبع رضا قادة الكيان اليهودي، فقالت وزيرة خارجية هذا الكيان تسيبي ليفني: "إن الملك عبد الله أخذ خطوة شجاعة بالدعوة لعقد الاجتماع الأمر الذي يشير إلى إدراك أن عدو الدول العربية ليس هو إسرائيل وإنما الإرهاب".
هذه هي النتيجة الفعلية الوحيدة الذي خرج بها هذا المؤتمر المشؤوم الذي رعاه الملك عبد الله، وهي الاتفاق على أن عدو السعودية وعدو الدول العربية هو الإسلام (الإرهاب) وليس دولة يهود.
لقد تمادى أساطين الكفر كثيراً في هذا المؤتمر الذي رعاه الملك عبد الله فقال الرئيس الأمريكي بوش: "الحرية تشمل حق كل فرد بممارسة دينه كما يشاء وتشمل حقه في تغيير دينه"، ولم يعترض الملك على هذا الكلام الخطير الذي يطالب السعودية والبلدان الإسلامية بعدم معاقبة المرتدين عن الإسلام بحجة حرية الفرد في ممارسة دينه!!.
ثم تمادوا مرة أخرى عندما تدخلوا وعبثوا في الشؤون الداخلية للسعودية، وطالبوها باحترام حرية العقيدة مع الطائفة الاسماعيلية الموجودة قي نجران، وتباكوا على حالها، وذرفوا عليها دموع التماسيح، ونصّبوا من أنفسهم محامين للدفاع عنها، والذود عن قيمها ومعتقداتها.
إنه لعار ما بعده عار أن توجه هذه الطعون من قبل الكفار الأعداء لتمس صلب العقيدة الإسلامية بينما الملك المسمى بخادم الحرمين لا يعترض، ولا يستنكر ولا يدفع أياً من الإساءات الموجهة ضد المسلمين وهو صاحب المؤتمر!!.
لقد كافئه الأعداء على جهوده في محاربة الاسلام بهذه الصفعات القاسية في الفصل الأول من زيارته المشؤومة إلى أمريكا، أما في الفصل الثاني من الزيارة فتوّجها الملك في حفلة العشاء التي أقامها الرئيس بوش لضيوفه في مؤتمر قمة العشرين، وقدّم لهم الخمرة المعتّقة، وتم تسليط عدسات الكاميرات على (حامي الحرمين) وهو يحتسي الخمر، ويقرع كأسه بكأس الرئيس بوش على الطريقة الأمريكية (تشيرز)، مستخفاً بمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين، وضارباً بعرض الحائط ثوابت الأمة الإسلامية وقيمها ورموزها، لتكون فضيحته في جلاجل.
إن زيارته هذه لأمريكا كانت مفعمة بالفضائح والإهانات، لقدكانت بالفعل أسوأ زيارة لأسوأ ملك.
تعليق سياسي
بالرغم من أن زيارات جميع ملوك وحكام البلدان العربية والإسلامية إلى عواصم وحواضر الدول الغربية الاستعمارية عادةً ما تُحاك فيها المؤامرات والدسائس ضد الشعوب المغلوبة على أمرها، إلا أنها دائماً ما تجري خلف الكواليس، ويُسدل عليها ستار حديدي من السرية والكتمان، ولا يتم اكتشاف نتائجها الخبيثة من قبل العامة إلا بعد وقوع الكوارث والنكبات على رؤوس الناس.
وكانت إماطة اللثام عن المؤامرات التي يتم تدبيرها أثناء زيارات الملوك والحكام للدول الاستعمارية تستغرق أحياناً عشرات السنين، ولا تُعرف على وجه الدقة إلا بعد إفراج الدول الاستعمارية عن بعض تلك الوثائق السرية المتعلقة بتلك المؤامرات.
غير أن أمور الملوك والزعماء الخونة قد اختلفت في هذه الأيام، وأصبحت مؤامراتهم وخياناتهم مفضوحة مكشوفة، ولم يعودوا يأبهون لانكشافها لحظة إبرامها، فقد (طق عندهم عرق الحياء) وأصبحت القاعدة التي يعتمدونها في علاقاتهم الخارجية "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". وها هو الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز يضرب مثلاً في ذلك، ويُسجل سابقة فريدة في الخيانة لم تحصل مع غيره من أقرانه من قبل، فقد جمع في زيارته الأخيرة لأمريكا السوء من جميع جوانبه، بحيث لم يتسن لملك قبله صنع ما صنعه.
ففي نيويورك رعى الملك عبد الله مؤتمراً لحوار الأديان لم يجر فيه أي حوار، وإنما كان منبراً إعلامياً لمعاداة الإسلام، والطعن في عقائده، وتحريف أحكامه، كما كان مكاناً مثالياً للتطبيع مع كيان يهود، وإبراز شمائله، وفضائله.
لقد شن عبد الله في خطابه الافتتاحي هجوماً عنيفاً على المجاهدين المؤمنين ناعتاً إياهم بالإرهابيين الذين لا دين لهم ولا ايمان، وبعد ذلك أعلى من قدر الأديان المحرفة، وساواها بالدين الإسلامي بزعمه وجود العدل والتسامح فيها، ثم استمع لرئيس الكيان اليهودي شمعون بيريس وهو يطري الملك عبد الله ومبادرته، ويتحدث متفذلكاً عن حقوق الإنسان وعن الدفاع عنها، في الوقت الذي تقترف فيه دولة يهود كل الجرائم بحق أهل فلسطين، والذي ليس آخرها فرض حصار خانق ومحكم ضد قطاع غزة، ومنع إدخال الغذاء والدواء والوقود إلى مليون ونصف إنسان وذلك في أكبر عملية انتهاك لحقوق الإنسان في التاريخ المعاصر.
وبينما تطالب الهيئات الحقوقية الدولية ومفوضو حقوق الإنسان، ويطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شخصياً دولة يهود بفك الحصار عن قطاع غزة، لم يتكلم الملك عن هذا الموضوع، ولم يعترض عليه، ولم ينبس ولو بكلمة واحدة للاحتجاج على كلام بيريس المكذوب عن حقوق الانسان. وبسكوته هذا أقر الملك إجرام دولة يهود ضد الفلسطينيين في أكبر تجمع دولي، معتبراً أن ما يجري ضدهم لا علاقة له بحقوق الإنسان.
لقد نالت مواقف الملك عبد الله الخيانية هذه بالطبع رضا قادة الكيان اليهودي، فقالت وزيرة خارجية هذا الكيان تسيبي ليفني: "إن الملك عبد الله أخذ خطوة شجاعة بالدعوة لعقد الاجتماع الأمر الذي يشير إلى إدراك أن عدو الدول العربية ليس هو إسرائيل وإنما الإرهاب".
هذه هي النتيجة الفعلية الوحيدة الذي خرج بها هذا المؤتمر المشؤوم الذي رعاه الملك عبد الله، وهي الاتفاق على أن عدو السعودية وعدو الدول العربية هو الإسلام (الإرهاب) وليس دولة يهود.
لقد تمادى أساطين الكفر كثيراً في هذا المؤتمر الذي رعاه الملك عبد الله فقال الرئيس الأمريكي بوش: "الحرية تشمل حق كل فرد بممارسة دينه كما يشاء وتشمل حقه في تغيير دينه"، ولم يعترض الملك على هذا الكلام الخطير الذي يطالب السعودية والبلدان الإسلامية بعدم معاقبة المرتدين عن الإسلام بحجة حرية الفرد في ممارسة دينه!!.
ثم تمادوا مرة أخرى عندما تدخلوا وعبثوا في الشؤون الداخلية للسعودية، وطالبوها باحترام حرية العقيدة مع الطائفة الاسماعيلية الموجودة قي نجران، وتباكوا على حالها، وذرفوا عليها دموع التماسيح، ونصّبوا من أنفسهم محامين للدفاع عنها، والذود عن قيمها ومعتقداتها.
إنه لعار ما بعده عار أن توجه هذه الطعون من قبل الكفار الأعداء لتمس صلب العقيدة الإسلامية بينما الملك المسمى بخادم الحرمين لا يعترض، ولا يستنكر ولا يدفع أياً من الإساءات الموجهة ضد المسلمين وهو صاحب المؤتمر!!.
لقد كافئه الأعداء على جهوده في محاربة الاسلام بهذه الصفعات القاسية في الفصل الأول من زيارته المشؤومة إلى أمريكا، أما في الفصل الثاني من الزيارة فتوّجها الملك في حفلة العشاء التي أقامها الرئيس بوش لضيوفه في مؤتمر قمة العشرين، وقدّم لهم الخمرة المعتّقة، وتم تسليط عدسات الكاميرات على (حامي الحرمين) وهو يحتسي الخمر، ويقرع كأسه بكأس الرئيس بوش على الطريقة الأمريكية (تشيرز)، مستخفاً بمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين، وضارباً بعرض الحائط ثوابت الأمة الإسلامية وقيمها ورموزها، لتكون فضيحته في جلاجل.
إن زيارته هذه لأمريكا كانت مفعمة بالفضائح والإهانات، لقدكانت بالفعل أسوأ زيارة لأسوأ ملك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق