هنية يُكرر عرض تنازلات حماس على (المجتمع الدولي)
كرَّر إسماعيل هنية مطالب حركة حماس بإدماجها في اللعبة السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتي تتحكم بخيوطها الإدارة الأمريكية تحكماً كاملاً فقال: "نقبل بدولة فلسطينية كاملة السيادة على الأراضي التي احتلت عام 1967م وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين"، ثم علَّق قبول حركته لتلك الدولة الفلسطينية بقبول الفلسطينيين لها، وبقبول منظمة التحرير الممثلة لهم فقال: "نقبل بعرض أي اتفاق تتوصل إليه منظمة التحرير مع إسرائيل على استفتاء شعبي وفق وثيقة الوفاق الوطني"، وأضاف: "إن حركته سوف تحترم نتائج الاستفتاء الشعبي لأي اتفاقات حتى لو تعارضت هذه النتائج مع قناعات حماس السياسية"، واعتبر ذلك "قمة الديمقراطية" كما نقلت عنه صحيفة القدس العربي.
إن أقوال هنية هذه يُلاحظ فيها ثلاثة نقاط جديدة لم تكن الحركة من قبل تقبل بها وهي:
1- التركيز على الاستفتاء باعتباره المرجعية الأولى والمركزية في تمرير التسوية السلمية، وحصر القضية الفلسطينية بالفلسطينيين وفصلها عن محيطها الإسلامي.
2- التنازل عن ثوابت حركة حماس المتعلقة بالقضية الفلسطينية علانية وبلا مواربة وذلك ظاهر في قوله: "حتى لو تعارضت هذه النتائج مع قناعات حماس السياسية".
3- الاحتكام للقواعد الديمقراطية وليس القواعد الإسلامية في التعاطي مع الشؤون السياسية للمسلمين.
إن هذا الخطاب المتكرر لقادة حماس عن الدولة الفلسطينية بحدود عام 1967 وعن منظمة التحرير، وعن الديمقراطية، يجعل الحركة تخطو خطوات واسعة وخطيرة لمشاركة السلطة الفلسطينية في الاثم، واللحاق بها، والسير معها، وإلى جانبها، في مخططات تصفية القضية الفلسطينية.
ولعل ما يؤكد هذا التوجه السياسي الجديد استماتة حركة حماس للانخراط في المصالحة مع حركة فتح ومع السلطة الفلسطينية لتتقاسم معها الكعكة السياسية، ويبدو ذلك جلياً من خلال قول هنية: "إن تحقيق المصالحة بحاجة لثلاثة مقومات وهي:
1- الإيمان المطلق بتحقيق الشراكة السياسية والأمنية.
2- أن تكون المصالحة بلا ثمن سياسي يمس حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني.
3- تهيئة الأجواء المناسبة للمصالحة".
إن هذه المقومات التي أوضحها هنية للمصالحة تدل على مدى تهافت حركة حماس للوصول إلى سدة الزعامة المنقوصة والمشروطة بالتنازل عن الثوابت الإسلامية.
إلاّ أنّ أمريكا و(مجتمعها الدولي) لا يبدو أنها تستجيب لاستجداءات هنية ومشعل لإدماجها في لعبتها السياسية اللعينة في هذه الأثناء على الأقل، لأنها تريد ابتزاز حركة حماس أكثر من ذلك ما دام عندها الاستعداد للتنازل، فتريد منها تقديم تنازلات جديدة تجعلها في النهاية لا تختلف عن حركة فتح في شيء.
إن هذه العروض الأخيرة لحماس هي عروض مدمّرة للفلسطينيين وللحركة الاسلامية، فهي خطيرة جداً لأنها ستلحق العار بهذه الحركة وبعزة وكرامة أتباعها. وهذه التنازلات هي الخطوة الأولى فقط على طريق طويل يوصلها في النهاية إلى الهاوية السياسية التي بعد بلوغها لن تقوم لها قائمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق