السبت، 4 ديسمبر 2010

عنصرية النظام السعودي بلغت الخطوط الحمراء

عنصرية النظام السعودي بلغت الخطوط الحمراء

كل شيء في بلاد الحجاز معرض للسّعودة، فآل سعود لم يكتفوا بغصب البلاد وتغيير اسمها وجعل أرض الحجاز الطاهرة ونجد وغيرها من مناطق جزيرة العرب من ممتلكات آل سعود وتُسمى بالمملكة السعودية، ولم يكتفوا بفرض حكم العائلة السعودية على الدولة فيتوارثه الأبناء عن الآباء، ولم يكتفوا بنهب البترول والثروات والموارد الضخمة من المسلمين ومنحها إلى أمريكا ودول الاستعمار الأخرى بأثمان بخسة، ولم يكتفوا بجعل أبناء العائلة من أصحاب الأموال الطائلة فيعبثون بالمليارات والملايين على ويُبذرونها على شهواتهم ونزواتهم، ولم يكتفوا كذلك بمنح كيان يهود الشرعية من خلال عرض المبادرات الخيانية المتعددة التي تُرسّخ وجود الدولة اليهودية في فلسطين، ولم يكتفوا بفعل كل شيء قبيح ومعادي للأمة الإسلامية في أرض الجزيرة من قبيل تمكين الأمريكان من بناء القواعد ونصب الرادارات والانطلاق من أرض الحرمين لغزو العراق وأفغانستان.

نعم لم يكتف آل سعود بذلك كله، بل قد بلغت العنصرية بهم أن تمادوا في جاهليتهم، وتخطوا الحدود الحمراء وذلك بتعميمهم فكرة السعودة لتصل إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم.

فما يُسمى بأمير مكة المكرمة خالد الفيصل وضع خطة لسعودة حلقات تحفيظ القرآن الكريم وفقاً لجدول زمني لا تتجاوز مدته ثلاثة أعوام، ليقتصر تدريس القرآن الكريم في الحلقات بعد ذلك على المواطنين السعوديين فقط، ومن ثمّ يُطرد سائر المسلمين، ويُفصلوا من هذا العمل النبيل، وكأن الفضل في تدريس القرآن لا ينبغي أن يكون إلا للسعوديين، وكأن قاعدة الأخوة الإسلامية – في نظرهم - لا تنطبق إلا على السعوديين.

إن ارتكاب هذه الجريمة السعودية الجديدة في حق المسلمين، وحرمانهم من نيل شرف تدريس القرآن العظيم في بلاد الحرمين، لهو أبشع ما بلغته الدولة السعودية من جرائم بحق الأمة الإسلامية، وإن هذا التصرف العنصري الجاهلي الأحمق لا يختلف عن تصرفات أعداء الأمة الإسلامية العدوانية ضد المسلمين، وذلك كما يحصل في الغرب حيث يطرحون فكرة الإسلام القطري فيقولون مثلاً: إسلام فرنسي وإسلام بريطاني وإسلام ألماني.

فآل سعود بفعلهم الشنيع هذا قد فاقوا الغرب في محاربة الدين الإسلامي لطرحهم فكرة الإسلام السعودي، ليكونوا قدوة سيئة للآخرين، ثم لتنتشر هذه الفكرة الخبيثة لسائر البلدان الإسلامية التي تُحكم من قبل مرتزقات وشلل عميلة تابعة لأمريكا والغرب، فتتأسى الأنظمة القائمة في تلك البلدان بهذا النهج السعودي الهدام، ويوجدون بدعة جديدة على غرار البدعة السعودية، فيقال: إسلام مصري وإسلام جزائري وإسلام عراقي وإسلام باكستاني وإسلام إندونيسي وما شاكل ذلك.

إن على كل مسلم يقر بالشهادتين أن يُفكر ويعمل بجد من أجل القضاء على هذه الفكرة من جذورها قبل أن تستفحل، فالقضاء على هذه العنصرية السعودية واجب على الأمة الاسلامية جمعاء، ولا يمكن القضاء عليها إلا بالقضاء على النظام السعودي نفسه، وإزالته من الوجود.

ليست هناك تعليقات: