الحكومة السودانية تعتبر خيار الوحدة ( تشبثاً بالأحلام )
لأول مرة يتحدث أحد أقرب المقربين للرئيس السوداني عمر حسن البشير ويُمهد للاعتراف بانفصال الجنوب السوداني بعد الاستفتاء الذي سيقع في التاسع من شهر كانون الثاني (يناير) القادم، فقد قال نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني: "من المتوقع أن يختار الناس في جنوب السودان الانفصال في الاستفتاء وأن كافة الجهود والسبل المبذولة قد عجزت عن الحفاظ على وحدة السودان"، وأضاف: "يجب أن لا نخادع أنفسنا أو نتشبث بالأحلام ولكن يجب أن نركن للحقائق والواقع وأن انفصال الجنوب صار أمراً راجحاً لأنه يمثل توجه الحركة الشعبية (المتمردين) التي يدعمها الغرب كله".
إن حديث نافع هذا يعتبر أول حديث لمسؤول حكومي سوداني يعترف فيه بصراحة بانفصال الجنوب ويبرر ذلك الانفصال بدعم كل دول الغرب له.
وقد كانت أبواق حكومة البشير قبل من تضلل الرأي العام دائماً وتدعي بأن خيار الوحدة هو الذي سيتحقق مع علمها منذ توقيع اتفاقية نيفاشا الخيانية في العام 2005م بالنتيجة البديهية للاتفاقية وهي وقوع الانفصال.
أما تبرير حكومة البشير بأن سبب الانفصال هو دعم الغرب له فهو عذر أقبح من ذنب، لأنه إذا كانت الحكومة تعلم بذلك الدعم الغربي للانفصال فلماذا تقبل أصلاً بتوقيع اتفاقية نيفاشا التي تدعمها أمريكا والدول الغربية؟ ولماذا تتعاون مع الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا من أجل تحقيق ذلك الانفصال؟ ولماذا لم تفعل الحكومة شيئاً في السنوات الخمس الأخيرة من أجل الحفاظ على الوحدة؟
إن وقوف الحكومة السودانية عاجزة عن مواجهة الانفصال طوال السنوات الأخيرة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنها متواطئة فعلاً مع أمريكا ومتآمرة معها على تمزيق السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق