تصريحات مشعل الأخيرة تؤكد تراجع حماس عن ثوابتها
فجَّرَ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قنبلة سياسية جديدة في المنطقة، وذلك بعد إدلائه بتصريحات سياسية جديدة غيَّرت تغييراً نوعياً من موقف الحركة من الصراع مع الكيان اليهودي تغييراً جوهرياً، وقرَّبت الحركة من نهج المفاوضات الذي تلتزم به السلطة الفلسطينية المدعومة من النظام العربي الرسمي، فقد تحدث مشعل لمجلة نيوزويك الأمريكية عن استعداد حركته: "لتقبل أي اتفاق يجري التوصل إليه مع (الإسرائيليين) شريطة موافقة غالبية الفلسطينيين عليه"، وأوضح بأن: "الحركة ستكون مستعدة لقبول اتفاق مع إسرائيل إذا وافقت على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967م عاصمتها القدس وحق العودة وأن تكون للدولة الجديدة سيادة كاملة على أراضيها وحدودها وبدون مستوطنات"، وناشد المشعل الإدارة الأمريكية "بأن لا تكتفي بالحوار مع حماس عبر وسطاء مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر"، وطالبها بأن "تسمع من حماس مباشرة".
وهذه التصريحات تدل على أن مواقف حماس قد تراجعت كثيراً عن الميثاق الذي تواضعت عليه حركة حماس قبل عقدين من الزمان.
فلم يعد يختلف موقف حماس عن موقف منظمة التحرير الفلسطينية حتى أن المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي قال: "إن تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل التي عبَّر فيها عن استعداد الحركة لقبول اتفاق مع إسرائيل يؤكد على تطابق كامل مع المواقف السياسية التي تبنتها القيادة الفلسطينية عام 1988م".
وفي تصريحات أخرى لمشعل أظهر خلالها تهالكاً على الحوار والمصالحة مع حركة فتح قال أن اللقاءات الأخيرة بين فتح وحماس تعتبر بمثابة "خطوات حقيقية وجادة نحو المصالحة" وشدَّدَ على: "ارتياح حماس من نتائج اللقاء مع حركة فتح" وأكَّدَ على: "أن المصالحة الفلسطينية ضرورة وطنية وهي ضرورة لفتح وحماس على حدٍ سواء ومن يقول غير ذلك فهو مكابر" على حد تعبيره.
واعتبر مشعل أن الرد على توسيع المستوطنات يجب أن يكون بالمصالحة وقال: "أعتقد أن أعظم رسالة حقيقية للرد على هذا الصلف الصهيوني هي بالمصالحة أولاً ومن ثم بامتلاك أوراق القوة بين أيدينا كفلسطينيين حتى لا نذهب إلى الهيجة بغير سلاحنا والتفاوض بغير أوراق قوة عبث".
إن تصريحات مشعل هذه وتهالكه على التقرب من السلطة والمصالحة مع حركة فتح كلها تشير إلى أن حركة حماس تهيئ الأرضية لمشاركتها لمنظمة التحرير الفلسطينية في لعبة المفاوضات مع دولة العدو، وهذا يعتبر بلا ريب تنازلاً خطيراً عن ثوابت حركة حماس التي أقرتها منذ أكثر بقليل من عشرين عاماً فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق