الجمعة، 17 أبريل 2009

إستراتيجية إدارة أوباما تقوم على قاعدة تسخير الآخرين لخدمة المصالح الأمريكية



إستراتيجية إدارة أوباما تقوم على قاعدة تسخير الآخرين لخدمة المصالح الأمريكية

من يراقب السياسة الخارجية لإدارة أوباما يجدها تقوم على أساس واحد فقط هو تسخير الدول والشعوب لخدمة المصالح الأمريكية. والأمثلة على ذلك كثيرة، ففي الصومال مثلاً قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن بلادها "ستسعى إلى تعزيز قدرة الحكومة الصومالية الانتقالية الهشة من خلال المشاركة في مؤتمر للدول المانحة للصومال سيعقد الأسبوع المقبل في العاصمة البلجيكية بروكسل"، وقالت بأنها ستحث "المسؤولين الصوماليين وزعماء القبائل على اتخاذ إجراءات ضد القراصنة والقواعد التي يسيطرون عليها"، فكلينتون لم تكتف بتعزيز قدرة حكومة شريف الصومالية للقيام بدور حماية السفن الغربية في منطقة القرن الأفريقي بل طالب أيضاً بأن تقوم الدول الأوروبية وغيرها بدعم حكومة شريف لمواجهة القرصنة، فأمريكا وبحسب رؤية إدارتها الحالية تأمر فقط وعلى الآخرين واجب التنفيذ بحسب كلام كلينتون.
وهذا التوجه الأمريكي الجديد ضد القراصنة الصوماليين يُفسر بأنه يراد منه تقوية حكومة شيخ شريف شيخ أحمد الذي أتت أمريكا به إلى السلطة بديلاً عن الرئيس السابق عبد الله يوسف، فكانت قصة القراصنة قصة مصطنعة ومفبركة من أجل إثارة الرأي العام لدى الغرب والدول المانحة ثم الضغط عليها من خلال أعمال القرصنة لحملها على المساعدة وتقديم الدعم لحكومة شريف العميلة لأمريكا.
وفي باكستان لم تكتف أمريكا بالضغط على دول حلف الناتو وعلى الحكومة الباكستانية لحملها على القيام بما تستطيع عمله لمحاربة الإسلاميين وحسب، بل إنها طلبت أيضاً من الهند المشاركة في تلك الجهود، كما طلبت كذلك من روسيا ودول آسيا الوسطى لفتح ممرات آمنة لتكون طرقاً للإمدادات للقوات الأمريكية وذلك بعد أن تعرضت الممرات الباكستانية كممر خيبر لأخطار قطعها من قبل المجاهدين من حركة طالبان. ولم تكتف إدارة أوباما بذلك بل طلبت من إيران عبر مؤتمر دولي حول أفغانستان بأن تشارك في تقديم الدعم لحكومة قراضاي العميلة ضد المجاهدين وحركات المقاومة.
وأما في العراق فطلبت إدارة أوباما من تركيا وسوريا وإيران معاونتها في استخدام نفوذها لاستتباب الأمن في مختلف المناطق العراقية ليسهل على أمريكا فرض هيمنتها هناك من دون عوائق أو مقاومة تُذكر. وتأتي هذه الطلبات الأمريكية من تلك الدول لتقديم المزيد من الجهود لتأمين تلك المناطق المتفجرة في وقت تسعى فيه للخروج العسكري التدريجي من تلك المناطق، أو الهروب من مستنقعاتها مع الإبقاء على نفوذها السياسي فيها.
فأمريكا كانت إبان الإدارة السابقة تركز على قوتها العسكرية المباشرة في الحفاظ على مصالحها، بينما هي تركز الآن على قوى الآخرين للحفاظ على تلك المصالح وعلى تثبيت نفوذها، وبمعنى آخر فهي تريد استغلال وتسخير الآخرين وتوظيفهم في خدمة مصالحها مع محاولة تقليل خسائرها إلى الحد الأدنى.

ليست هناك تعليقات: