التعليق السياسي
النظام في إيران يتبنى القومية الفارسية بغطاء إسلامي
جميع التصريحات التي تصدر عن كبار المسؤولين الإيرانيين يلاحظ فيها أن رابطة القومية الفارسية هي الزاوية التي تستند إليها تلك التصريحات، بينما لا يُشكل الإسلام سوى الغطاء الشكلي للدولة.
وعلى سبيل المثال فالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في آخر تصريحاته صرَّح بأنه لن يمنع الفلسطينيين من الاعتراف بالكيان اليهودي إذا هم قرَّروا ذلك فقال: "مهما كان القرار الذي يتخذونه، لا مشكلة لنا، لن نحول دونه، مهما كان القرار الذي سيتخذونه فإننا سندعمه ... بالنسبة لنا، المسألة تتعلق بحق الشعب الفلسطيني، ونأمل أن تكون وجهة نظر الدول الأخرى على هذا النحو"، ويؤكد هذا الرأي كلام المرشد الأعلى (للجمهورية الإسلامية) في إيران آية الله علي خامنئي الذي اعتبر أن "مصير فلسطين ينبغي أن يُحدده استفتاء يشمل جميع الفلسطينيين واللاجئين ...".
إن مثل هذه التصريحات تعني أن قضية فلسطين بالنسبة لحكام إيران ليست قضية إسلامية تهم المسلمين جميعاً بل هي قضية أهل فلسطين وحدهم، وبالتالي فإن ممثلي الفلسطينيين هم الذين يقررون ويبتون في الشأن الفلسطيني، فإذا أرادوا الاعتراف بدولة يهود وإقامة دويلة فلسطينية هزيلة إلى جانبها فلهم ذلك، وإذا أرادوا التنازل عن نصف المسجد الأقصى مثلاً فلهم ذلك، فإيران مهمتها فقط هي دعم الفلسطينيين في اختيارهم ولو كان ذلك الاختيار غير شرعي. إن هذه النظرة القومية الفارسية للقضية الفلسطينية لا تختلف عن النظرة القومية العربية لها، فالفرس وفقاً لهذه النظرة أصبحوا كالعرب الذين نفضوا أيديهم عن القضية الفلسطينية وتركوها للفلسطينيين الذين لا طاقة لهم بمواجهة دولة يهود المدعومة من قبل أمريكا وأوروبا والعالم.
ولو كانت الدولة في إيران جادة في إزالة كيان يهود كما يقول أحمدي نجاد لما أوكل قادتها مصير فلسطين -أرض الإسراء والمعراج- لمجموعة من التنظيمات الفلسطينية الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة، ولاعتبروا أن القضية الفلسطينية هي قضيتهم وقضية كل الشعوب الإسلامية، ولأكدوا على أن حلها لا يكون إلا بالجهاد المفضي إلى القضاء التام على كيان يهود، أما الحديث عن حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وفي حل القضية الفلسطينية كما يتراءى لهم ففيه تهرب واضح من الحل الشرعي للقضية، وفيه تنصل كامل من المسؤولية المتعلقة بأهم وأخطر قضايا الأمة.
إن هذه المواقف الإيرانية السياسية تؤكد أن كلام أحمدي نجاد عن إزالة (إسرائيل) من الخارطة ما هو سوى مزايدات إعلامية للاستهلاك المحلي.
وما يؤكد هذه النظرة الفارسية للشأن الفلسطيني الاحتجاج الشديد الذي تبديه الدولة الإيرانية فيما يتعلق بإطلاق الدول العربية لفظ (الخليج العربي) على الخليج الفاصل بين إيران والدول العربية الخليجية وعدم استخدام (الخليج الفارسي) عليه، وقد قال أحد المسؤولين الإيرانيين أن استخدام تعبير (الخليج العربي) هو مؤامرة كبرى يجب التصدي لها لأن الخليج هو فارسي وبريطانيا هي التي غيَّرت اسمه إلى (الخليج العربي)!!.
إن هذه النظرة الساذجة للاسم، وهذا التعصب الأعمى لإضافة كلمة الفارسي على الخليج يؤكد وجود البعد القومي الفارسي للدولة في إيران ويدلل على اعتباره المنطلق أو الأساس الذي تستند إليه كل السياسات الرسمية للدولة الإيرانية. على أن استخدام المسلمين الأوائل لأسماء البحار والخلجان بأسماء غير عربية لا يدل على تمليك تلك البحار والخلجان الشعوب غير العربية أو غير الإسلامية وإنما يدل على الدلالة الجغرافية فقط، فخليج فارس مثلاً كان يعني بالنسبة للدولة الإسلامية هو ذلك الخليج الذي يوصل إلى بلاد الفرس تماماً، وكذلك كان يعني إطلاق بحر الروم على البحر المتوسط فهو كان يعني أن هذا البحر هو الذي يوصل إلى بلاد الروم وليس أن هذا البحر هو ملك للشعوب الرومانية.
فإطلاق اسم الخليج الفارسي من جانب العرب يعني أنه هو الخليج الذي يتصل ببلاد الفرس، وإطلاق اسم الخليج العربي من جهة إيران يعني أنه هو الخليج الذي يتصل ببلاد العرب ولا دخل للقومية العربية أو الفارسية في إطلاق الاسم.
وقد يكون من الأفضل أن نطلق على الخليج اسم الخليج الإسلامي لاستبعاد وجود أي شبهة للنعرة القومية في تسميته.
إن الارتباط القومي الفارسي الجاهلي بالنظام الحاكم في إيران يطغى حتى على الارتباط المذهبي البغيض لديه، وهو أمر مذموم من شأنه أن يكرس ويثبت عوامل الفرقة والانقسام والتشرذم بين الشعوب الإسلامية.
إن المطلوب من الشعوب الإسلامية سواء أكانت في غيران أم في البلاد العربية أم في تركيا أم في غيرها من ديار المسلمين إسقاط الروابط القومية النتنة من تفكيرها، وأن تركز فقط على رابطة المبدأ الإسلامي التي تنص على أن المؤمنين إخوة مهما اختلفت أعراقهم وجنسياتهم وأن التقوى معيار التفاضل الوحيد المعترف به في الإسلام.
هذه مدونة سياسية خاصة غير متأثرة بأي وجهة نظر سياسية حكومية ولا محسوبة على أية جهة رسمية. والمواد السياسية المنشورة فيها متجددة متنوعة تتضمن عناوين إخبارية وتعليقات سياسية وأبحاث سياسية ومواد أخرى.أرحب بجميع المشاركات والتعقيبات والاستفسارات ذات الصلة.
الخميس، 30 أبريل 2009
الأربعاء، 29 أبريل 2009
عناوين وأخبار
عناوين وأخبار
1- نجلا رئيس السلطة الفلسطينية يلمعان وجه أمريكا القبيح مقابل الحصول على عقود بملايين
الدولارات.
1- نجلا رئيس السلطة الفلسطينية يلمعان وجه أمريكا القبيح مقابل الحصول على عقود بملايين
الدولارات.
2- الإعلان عن إفلاس مؤسسات مالية أمريكية جديدة.
3- قوات طالبان باكستان تنسحب من إقليم بونر تجنباً لسفك الدماء، وقوات الحكومة تهاجمها.
الأخبار بالتفصيل
1- أماطت رويترز اللثام عن وثائق تعود إلى العام 2005م لم يُكشف عنها من قبل، تُبيّن أن نجلا محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية التابعة للاحتلال اليهودي قد حصلا على عقود أمريكية بلغت ملايين الدولارات.
وأظهرت رويترز سجلات داخلية للحكومة الأمريكية تتعلق ببرامج ومساعدات أمريكية في الضفة الغربية وقطاع غزة تكفلت بها شركات للإنشاءات والعلاقات العامة يديرها كل من طارق محمود عباس وشقيقه ياسر محمود عباس، وأن هذه الشركات حصلت على عقود بلغت قيمتها منذ العام 2005م مليوني دولار.
وإضافة إلى ذلك فقد نشرت رويترز في مراجعاتها لهذه الوثائق أن مشروعات يدعمها رجال محمود عباس في السلطة فازت بعقود تتعلق بضمانات قروض ومساعدات زراعية.
ونقلت جريدة القدس العربي عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قولها: "إن شركة فالكون الكتروميكا نيكال كونترا كيتنغ التي يرأسها ياسر عباس، وشركة سكاي للإعلان التي يتولى طارق عباس منصب المدير العام فيها قد فازت بعقود من خلال تقديم مناقصات (شاملة وعلنية)"، وزعمت الوكالة الأمريكية "أن العلاقات الأسرية لم تكن ضمن العوامل التي أُخذت في الاعتبار".
وقد حصلت رويترز على "نسخ من عقدين أوليين للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مع فالكون وسكاي لكن الوكالة حجبت أسماء مسؤولي الشركات والموظفين المدرجة في وثائق التعاقد".
وتقول صحيفة القدس العربي "إن رويترز التي حصلت على عشرات الوثائق التي تبين بالتفصيل كيف موّلت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مشروعات لدعم حكومة عباس دون أن تكشف عن دورها، ووصفت وثيقة أمريكية في عام 2007 استراتيجية ما بعد الانتخابات التي تقضي بتقديم دعم موجه وسري لزعماء صاعدين ووسائل إعلام مستقلة وجهود منتقاة للمجتمع المدني"، وأضافت الصحيفة نقلاً عن سكوت إيمي المستشار العام للمشروع بشأن الإشراف الحكومي في واشنطن قوله: "عندما يُفترض أننا نُروج لمثاليات ديمقراطية واستعادة الثقة والإيمان في النظام الأمريكي للحكم فإنه من السخف ألا تنشر الحكومة الأمريكية المعلومات الكاملة والدقيقة للعقد".
يبدو أن صناعة أمريكا للقادة والزعماء في بلادنا باتت مكشوفة ومفضوحة لدرجة الإعلان عنها في الصحف، أما الزعماء والقادة الذين تصنعهم أمريكا على عين بصيرة فهؤلاء لم يعودوا يكترثون من إدانتهم بالعمالة، وصار ينطبق عليهم ما قيل قديماً "إذا لم تستح فاصنع ما تشاء".
2- ذكرت وكالة CNN أن "الحكومة الأمريكية أعلنت الجمعة الماضي عن إفلاس ثلاثة بنوك جديدة" وهو ما يرفع عدد البنوك المفلسة منذ مطلع هذا العام إلى ثمانية وعشرين بنكاً، والبنوك الثلاثة هي "أمريكان ساوثرن بنك" بولاية جورجيا والذي تبلغ أصوله 112.3 مليون دولار، وكلفت خسائره مؤسسة ضمان الودائع الأمريكية حوالي 42 مليون دولار.
والبنك الثاني هو "ميتشيغان هرتج بنك" بولاية ميتشيغان والذي تبلغ أصوله 184.6 مليون دولار وكلف مؤسسة الضمان خسائر بقيمة 71 مليون دولار.
وأما البنك الثالث فهو "فرست بنك أوف بيفرلي هيلز" والذي تبلغ أصوله 8 بليون ونصف البليون من الدولارات وكلف مؤسسة الضمان خسائر بقيمة 394 مليون دولار.
إن تدخل الحكومة السافر لشراء هذه البنوك المفلسة فوراً ودعمها بمئات الملايين من الدولارات هو عبارة عن فرض ضرائب جديدة على الفقراء لتمويل خسائر الأغنياء، وهو ما يؤكد انحياز النظام الرأسمالي دوماً إلى جانب الأغنياء المتخمين على حساب الفقراء المعدمين، الذين يزدادون فقراً يوماً بعد يوم ليدفعوا ضريبة العيش في ظل هذه الرأسمالية الفردية الاستغلالية الجشعة.
3- تناقلت وكالات الأنباء خبر انسحاب مقاتلي حركة طالبان باكستان من إقليم بونر المحاذي لوادي سوات الذي تحكم الحركة قبضتها عليه. ويأتي هذا الانسحاب بعد أن أرسلت الحكومة الباكستانية قوات شبه عسكرية إلى منطقة بونر للاشتباك مع عناصر الحركة.
وطالب صوفي محمد زعيم حركة تطبيق الشريعة المحمدية مسلحي حركة طالبان الانسحاب من الاقليم احتراماً للاتفاق الموقع مع الحكومة من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية في وادي سوات.
وكانت السرعة التي اجتاحت بها قوات طالبان الإقليم قد أذهلت المسؤولين الأمريكيين والباكستانيين، فقال وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس: "إن طالبان باكستان تهدد استقرار البلاد وتقوض جهود التحالف الدولي في أفغانستان" وطالب الحكومة الباكستانية باتخاذ إجراءات مناسبة لمواجهة الحركة لكي يستمر التعاون معها، ويستمر دعمها.
وأما وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فقالت الأسبوع الماضي "إن الحكومة الباكستانية قد أذعنت لطالبان وأن الباكستان أصبحت الآن تمثل تهديداً قاتلاً للعالم".
واستجابت حكومة زراداري العميلة لهذا التحريض الأمريكي المباشر، وقامت بمهاجمة قوات طالبان، ودخلت معها حرباً ضروساً سقط في أول يومين منها العشرات، ويُتوقع لها أن تدوم لمدة طويلة.
ومن جهة أخرى فقد أحرقت قوات طالبان شاحنات أمريكية وغربية جديدة قرب مدينة بيشاور وهو الأمر الذي زاد من قلق الأمريكيين، وجعلهم يتخبطون في تصرفاتهم، فالأوضاع المتدهورة في الباكستان تؤكد على حقيقة أن أمريكا وعملائها من الحكام الباكستانيين قد وصلوا إلى مرحلة من العجز المطبق عن القيام بأي شيء يكبح جماح الإسلام المتنامي في أرجاء الديار الباكستانية، وفقدوا البوصلة التي توجههم نحو بر الأمان، ولم يعد أمامهم سوى خوض الحروب المجنونة التي لن تجلب لهم سوى الهزيمة والخيبة .
الجمعة، 24 أبريل 2009
إدارة أوباما تقدم المصالح الأمريكية على المصالح (الإسرائيلية)
إدارة أوباما تقدم المصالح الأمريكية على المصالح (الإسرائيلية)
تحدثت الصحافة (الإسرائيلية) عن تقرير يعده الجنرال الأمريكي بول سيلفا الذي عُيِّنَ كمبعوث لإدارة أوباما إلى المناطق الفلسطينية والكيان اليهودي خلفاً للجنرال السابق وليام فرايزر وردت فيه سلسلة من الاتهامات شديدة اللهجة ضد (إسرائيل).
وينتقد التقرير "الأجهزة الإسرائيلية المختلفة التي يُفترض أن تُنفذ خطوات معينة تعهدت بها إسرائيل في إطار خريطة الطريق"، ويضيف التقرير أن كل واحدة من هذه الأجهزة "سَلَّمته معطيات مختلفة ومضللة، فضلاً عن انعدام مصداقية المعلومات التي حصل عليها من جهات إسرائيلية مختلفة"، وانتقد التقرير بشدة أسلوب المماطلة وَ "التحايل الإسرائيلي فيما يتعلق بمسألة إزالة الحواجز العسكرية في الضفة الغربية من خلال إزالة سواتر ترابية ومكعبات إسمنتية تغلق فيها مداخل قرى مع إقامة حواجز أمنية في أماكن أخرى"، وشدَّد التقرير على أن "حرية الفلسطينيين التي التزمت بها إسرائيل لا تُنفذ، وأن حركة الفلسطينيين ليست أسهل مما كانت عليه في الماضي، علاوة على أن إسرائيل لا تُنفذ عملية إخلاء حقيقية للبؤر الاستيطانية العشوائية".
وعلَّق محرر صحيفة يديعوت أحرنوت أليكس فيشمان على هذا التقرير الذي قدَّمه سيلفا إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالقول: "إنك هناك أحاسيس شديدة من عدم الراحة والقلق والحرج في الساحة السياسية الأمنية في إسرائيل على ضوء هذا التقرير الأمريكي القاسي". وقالت الصحيفة إن محافل سياسية في إسرائيل قالت: "إن التقرير الفظ للجنرال سيلفا ليس مفاجئاً، فهو معروف لهم جيداً، وهو يعتقد أن الإسرائيليين موظفون عنده، ويعملون لديه، فنهجه متعال، مهين، معاد وفظ".
ومعلوم أن بول سيلفا إضافة إلى عمله كمبعوث لمراقبة تنفيذ استحقاقات خارطة الطريق فهو ما زال يشغل منصب مساعد رئيس الأركان المشتركة الأمريكية وسكرتيراً عسكرياً لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
إن تشدد إدارة أوباما الواضح مع كيان يهود مقارنة بتساهل إدارة بوش السابقة يؤكد أن السياسة الأمريكية الجديدة تضع مصالح أمريكا فوق المصالح الإسرائيلية في تعاملها مع ملفات الشرق الأوسط وقد ظهر ذلك أيضاً من خلال إلغاء وتعطيل صفقات بيع طائرات F35 لإسرائيل وصاروخ حيتس الأمريكي (الإسرائيلي) المشترك.
الأربعاء، 22 أبريل 2009
عناوين وأخبار
عناوين وأخبار
1- مؤتمر طوكيو يقدم مليارات الدولارات للحكومة الباكستانية المشروطة بقيام قواتها بقتال المجاهدين .
2-· السعودية تبذل جهوداً مضنية لحذف معاني آيات الجهاد من الكتب المدرسية.
3- الرئيس الفرنسي يقيم سلبياً بعض القادة الغربيين.
4- تجدد القتال في الشيشان بُعيد إعلان روسيا انتهاء العمليات العسكرية هناك.
5- توقعات جديدة لصندوق النقد الدولي حول استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية.
تفاصيل الأخبار
1- قدَّم المانحون الغربيون واليابان وعوداً مالية سخية للباكستان فقدموا خمسة مليارات دولار لها شريطة أن تلتزم قواتها بقتال المجاهدين المسلمين في منطقة القبائل. ووعدت كل من أمريكا واليابان بمنح الباكستان مليار دولار خلال العامين المقبلين فيما وعد الاتحاد الأوروبي بدفع 640 مليون دولار على مدى أربع سنوات.
واستجاب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري لتلك الدعوات وقال: "نحن مستعدون لمحاربة المتطرفين، فالإرهاب لا يتوقف عند حدودنا وإذا كنا الخاسرين فإن العالم خاسر" على حد تعبيره.
وأما رئيس الوزراء الياباني الموالي للأمريكان تارو آسو فقال: "إن جهود استئصال الإرهاب تدخل مرحلة حاسمة"، وأكد على "الدور الحيوي" الذي على الباكستان أن تلعبه.
إلا أن هذه الجهود الدولية الخبيثة لمحاربة الإسلام في باكستان سوف تبوء بالفشل، وهذا التجاوب المفضوح من قبل حاكم باكستان سوف يحرق ما تبقى لهم من شعبية مخادعة لا سيما وأن الشعب الباكستاني يبدو مصمماً على تطبيق أحكام الإسلام في جميع البلاد الإسلامية، ولن يردعه لا تهديد الغرب ولا تخويف زرداري، وقد عبَّر عن هذا التوجه بكل صرامة يوم الجمعة الماضي إمام المسجد الأحمر عبد العزيز غازي والذي خطب في حشد من المصلين في المسجد قائلاً: "إن شاء الله لن تذهب تضحياتنا هباء وسيتم تطبيق دين الإسلام ليس في باكستان فحسب بل في جميع أنحاء العالم".
2- تسعى الحكومة السعودية منذ العام 2005م وبمنهجية بطيئة وثابتة لإحداث تغييرات جوهرية في الكتب المدرسية تتلاءم من الطلبات الأمريكية التي تلح على إبعاد كل المفاهيم الإسلامية الصحيحة عنها.
وقد ذكر مراقبون ومحللون: "إن الإصلاحيين في الحكومة واجهوا مقاومة بشأن تغيير الكتب الدراسية نزولاً على طلب أجانب، ونتيجة لهذا فإن التغييرات التي أجريت حتى الآن للأجزاء المتعلقة بالجهاد وعلاقة المسلمين بغير المسلمين غير كافية".
وقال دوايت بشير كبير المحللين السياسيين بالمفوضية الأمريكية للحريات الدينية في العالم والتي زارت مفوضيته السعودية في العام 2007م وأصدرت تقريراً عن الكتب المدرسية السعودية قال: "قلقنا من هذه الكتب يكمن في أن التفسير محافظ بشدة، وينطوي على فهم ضيق الأفق للإسلام يشجع على عدم التسامح"، وأضاف: "إن بعض الآيات القرآنية تحتاج إلى تفسير حتى لا يُنظر على أنها تشجع العنف" مشيراً إلى آيات الجهاد.
وفي المقابل يرفض المدرسون في المدارس السعودية إدخال هذه التغييرات المشبوهة في المدارس ويظهرون امتعاظهم و تذمرهم منها، فقال أحد مدرسي الدراسات الإسلامية في السعودية: "ما يجري يظلم الإسلام، إنهم يُغيرون مبادئ الإسلام ويُقدمون أشياء بطريقة خاطئة".
وهكذا يتآمر الملك عبد الله وحفنة مارقة ممن حوله مع أمريكا والغرب على محاربة الإسلام وعلى حذف معاني آيات الجهاد من الكتب المدرسية، لكن المسلمين في جزيرة العرب ما زالوا يتصدون لهذه المؤامرة الخبيثة، وما زالوا يوقفون تمريرها رغم أنف أمريكا وآل سعود.
----------
3- نقلت صحيفة التايمز اللندنية على لسان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تقييمات سلبية لاذعة لبعض كبار القادة الغربيين، ففي اجتماعه مع النواب الفرنسيين في قصر الأليزيه بباريس لإطلاعهم على نتائج قمة العشرين التي عقدت في لندن أوائل الشهر الجاري وزّع ساركوزي تقييماته الشخصية المتعلقة ببعض القادة الغربيين على النواب، فوصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه "لا يرتقي دائماً لمستوى اتخاذ القرار ومعيار الكفاءة" وذلك بالرغم من وصفه له "بمنتهى الذكاء" وباعتباره "شخصية كارزمية للغاية" لكنه مع ذلك وصفه بالضعف كونه لا يملك خبرة و "لا يملك موقفاً بشأن عدد من القضايا".
ووصف ساركوزي الزعيم الإسباني خوسيه ثاباتيرو بأنه "باهت". وأما رئيس المفوضية الأوروبية فقال عنه بأنه "غائب تماماً"، وأما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل فقال بأنها "تحذو حذو فرنسا تماماً".
----------
4- لم تمض ساعات على إعلان روسيا رسمياً عن انتهاء ما أسمته بعملية "مكافحة الإرهاب" حتى اندلعت اشتباكات واسعة في منطقة داي بين قوات الاحتلال الروسية من جهة وعشرات المجاهدين الشيشانيين من جهة أخرى وذلك استناداً إلى وكالات الأنباء الروسية التي نقلت أخبار الاشتباكات عن مصادرها في الجيش الروسي.
وروسيا التي تحتل كل الأراضي الشيشانية بمساعدة عميلها رمضان قادروف الذي نصَّبته حاكماً لها في العاصمة غروزني، روسيا هذه لم تستطع أن تهزم قلة من المجاهدين الشيشانيين بالرغم من انتهاجها سياسة الأرض المحروقة ضد السكان المدنيين في القرى الشيشانية، وبالرغم من بث الرعب والذعر في صفوف المستضعفين الشيشانيين من قبل عميلها المجرم قادروف وزمرته المرتزقة الفاسدة في طول البلاد وعرضها. فجذوة القتال لم تنطفئ في الشيشان، بل إنها انتقلت إلى سائر الجمهوريات القوقازية الأخرى. وسيستمر القتال في الشيشان ضد الغزاة الروس، ولن يتوقف ما دامت أقدام الجنود الروس تطأ تلك البلاد الإسلامية وتدنسها.
----------
5- أجرى صندوق النقد الدولي مقارنة تاريخية للأزمة الاقتصادية الحالية مع أكثر من 120 أزمة اقتصادية أخرى وقعت في العالم منذ ستينات القرن الماضي.
وتوصلت هذه الدراسة المقارنة إلى نتيجة تضمنها تقرير بعنوان "الآفاق الاقتصادية العالمية" صدر عن صندوق النقد الدولي جاء فيه: "إن مصادفة حصول أزمة مالية وانكماش عالمي في الوقت نفسه سيؤدي على الأرجح إلى تراجع خطير في الإنتاج وطويل الأمد بصورة غير اعتيادية"، وأضاف التقرير: "انه في بقية أنحاء العالم تتزامن فترات الانكماش بقوة أيضاً وهو ما يؤدي إلى مزيد من الصعوبات حيال آفاق تسجيل نهوض طبيعي".
وقال الخبير الاقتصادي ماركو يترونس أحد معدي التقرير: "إن المقارنات التاريخية تدل على أنه يتعين مرور قرابة ثلاثة أعوام ونصف العام للعودة إلى مستوى الإنتاج السابق".
الجمعة، 17 أبريل 2009
إستراتيجية إدارة أوباما تقوم على قاعدة تسخير الآخرين لخدمة المصالح الأمريكية
إستراتيجية إدارة أوباما تقوم على قاعدة تسخير الآخرين لخدمة المصالح الأمريكية
من يراقب السياسة الخارجية لإدارة أوباما يجدها تقوم على أساس واحد فقط هو تسخير الدول والشعوب لخدمة المصالح الأمريكية. والأمثلة على ذلك كثيرة، ففي الصومال مثلاً قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن بلادها "ستسعى إلى تعزيز قدرة الحكومة الصومالية الانتقالية الهشة من خلال المشاركة في مؤتمر للدول المانحة للصومال سيعقد الأسبوع المقبل في العاصمة البلجيكية بروكسل"، وقالت بأنها ستحث "المسؤولين الصوماليين وزعماء القبائل على اتخاذ إجراءات ضد القراصنة والقواعد التي يسيطرون عليها"، فكلينتون لم تكتف بتعزيز قدرة حكومة شريف الصومالية للقيام بدور حماية السفن الغربية في منطقة القرن الأفريقي بل طالب أيضاً بأن تقوم الدول الأوروبية وغيرها بدعم حكومة شريف لمواجهة القرصنة، فأمريكا وبحسب رؤية إدارتها الحالية تأمر فقط وعلى الآخرين واجب التنفيذ بحسب كلام كلينتون.
وهذا التوجه الأمريكي الجديد ضد القراصنة الصوماليين يُفسر بأنه يراد منه تقوية حكومة شيخ شريف شيخ أحمد الذي أتت أمريكا به إلى السلطة بديلاً عن الرئيس السابق عبد الله يوسف، فكانت قصة القراصنة قصة مصطنعة ومفبركة من أجل إثارة الرأي العام لدى الغرب والدول المانحة ثم الضغط عليها من خلال أعمال القرصنة لحملها على المساعدة وتقديم الدعم لحكومة شريف العميلة لأمريكا.
وفي باكستان لم تكتف أمريكا بالضغط على دول حلف الناتو وعلى الحكومة الباكستانية لحملها على القيام بما تستطيع عمله لمحاربة الإسلاميين وحسب، بل إنها طلبت أيضاً من الهند المشاركة في تلك الجهود، كما طلبت كذلك من روسيا ودول آسيا الوسطى لفتح ممرات آمنة لتكون طرقاً للإمدادات للقوات الأمريكية وذلك بعد أن تعرضت الممرات الباكستانية كممر خيبر لأخطار قطعها من قبل المجاهدين من حركة طالبان. ولم تكتف إدارة أوباما بذلك بل طلبت من إيران عبر مؤتمر دولي حول أفغانستان بأن تشارك في تقديم الدعم لحكومة قراضاي العميلة ضد المجاهدين وحركات المقاومة.
وأما في العراق فطلبت إدارة أوباما من تركيا وسوريا وإيران معاونتها في استخدام نفوذها لاستتباب الأمن في مختلف المناطق العراقية ليسهل على أمريكا فرض هيمنتها هناك من دون عوائق أو مقاومة تُذكر. وتأتي هذه الطلبات الأمريكية من تلك الدول لتقديم المزيد من الجهود لتأمين تلك المناطق المتفجرة في وقت تسعى فيه للخروج العسكري التدريجي من تلك المناطق، أو الهروب من مستنقعاتها مع الإبقاء على نفوذها السياسي فيها.
فأمريكا كانت إبان الإدارة السابقة تركز على قوتها العسكرية المباشرة في الحفاظ على مصالحها، بينما هي تركز الآن على قوى الآخرين للحفاظ على تلك المصالح وعلى تثبيت نفوذها، وبمعنى آخر فهي تريد استغلال وتسخير الآخرين وتوظيفهم في خدمة مصالحها مع محاولة تقليل خسائرها إلى الحد الأدنى.
الأربعاء، 15 أبريل 2009
عناوين وأخبار
عناوين وأخبار
1- أوباما يطلب من الكونغرس تمويلاً طارئاً لمواجهة المجاهدين في باكستان وأفغانستان والعراق.
2- تعاظم عجز الموازنة الأمريكية في الثلث الأول من العام الميلادي الجاري 2009.
3- القذافي ينافق أوباما ويكيل له المديح.
الأخبار بالتفصيل
1- تقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بطلب جديد إلى الكونغرس الأمريكي لتمويل عملية استمرار العدوان الهمجي العسكري الأمريكي على باكستان وأفغانستان والعراق. وطالب أوباما الكونغرس بالموافقة على مبلغ 83.4 مليار دولار إضافية لحرب العراق وأفغانستان، وبرَّر طلبه هذا بالقول: "إن طالبان تستعيد قوتها والقاعدة تهدد أمريكا من ملاذها الآمن على امتداد الحدود بين أفغانستان وباكستان".
ومن جهته حذَّر الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس الخميس الماضي من أن "البديل عن هذا التمويل الإضافي سيكون انسحاباً مفاجئاً للقوات الأمريكية من العراق وأفغانستان"، ووعد الكونغرس بأن يكون هذا المبلغ هو: "آخر الأموال الإضافية التي تطلبها الإدارة الأمريكية من خارج الموازنة".
واعترف مدير المركز القومي الأمريكي لمكافحة الإرهاب مايك ليثر من القاعدة وقال بأن : "تأثيرها الآن أخطر من أي وقت مضى في باكستان".
وبسبب إحساس الإدارة الأمريكية بفشلها في أفغانستان، فقد حث الرئيس الأمريكي أوباما الأوروبيين لمساعدة أمريكا، ورفع من مكانتهم ومنزلتهم فقال: "الولايات المتحدة تريد أن تكون شريكاً لأوروبا، وليست حارساً لهم، كما تريد أن تتمتع القارة الأوروبية بقدرات دفاعية أكثر قوة".
وتأتي هذه التصريحات المتشائمة لكبار المسؤولين الأمريكيين عن تعثر عمليات قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان والعراق على وقع تزايد أعداد القتلى الأمريكيين والغربيين في كلا البلدين بشكل ملفت للنظر.
2- نشرت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الجمعة الفائت بيانات جديدة حول العجز في الموازنة الفدرالية، حيث أشارت الأرقام إلى أن هناك عجزاً سُجِّل في الميزانية الأمريكية مقداره (956.8) مليار دولار في النصف الأول من السنة المالية الجارية 2009م، وهو أكبر بكثير من العجز الذي سُجل في نفس الفترة من العام السابق 2008م، وقد بلغ العجز في الميزانية في شهر آذار (مارس) الماضي وحده (192.27) مليار دولار، وهو مستوىً قياسي جديد يماثل أربعة أمثال العجز الذي سُجِّلَ في نفس الشهر من العام السابق والذي بلغ (48.21) مليار دولار فقط.
ومن أهم أسباب تعاظم عجز الموازنة الأمريكية مؤخراً هو ضخ الحكومة مبلغ 46 مليار دولار من أموال الشعب [دافعي الضرائب] لشركتي فاني ماي وفريدي ماك اللتين كانتا قد تسببتا في الأزمة العقارية والتي كانت بمثابة الشرارة التي فجَّرت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.
ويُعزى ارتفاع العجز في الموازنة الأمريكية أيضاً إلى ارتفاع كلفة تمويل حربي أفغانستان والعراق في هذا العام حيث بلغت كلفة التمويل الطارئ لهما في العام 2009 الجاري إلى (190) مليار، بينما كانت في عامي 2007 وَ 2008 (171) مليار دولار وَ (188) مليار على التوالي، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على مدى غرق أمريكا في مستنقع الحروب الفاشلة فيهما.
3- وصف الرئيس الليبي معمر القذافي الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي بأنه "ومضة في الظلام الإمبريالي" وأشاد بخطابه الذي وصفه بـِ "المنطقي والخالي من عنطزة الرؤساء الأمريكيين السابقين" على حد تعبيره.
وأظهر القذافي خوفه على حياة أوباما وَ"خشي من أن تتم تصفيته كما تم تصفية جون كيندي وأبراهام لنكولن ومارتن لوثر كينغ"، كما رحَّب القذافي بمبادرة أوباما الداعية إلى عدم انتشار الأسلحة النووية.
هذه هي طبيعة القذافي المعتادة على النفاق وهو الذي عوّدنا دوماً على منافقة جميع الزعماء الأمريكيين، فقد وصف ذات مرة الرئيس بوش بأنه "نجم يلمع في السماء". وهذه الصفة ليست خاصة بالقذافي وانما هي طبيعة كل حاكم عميل وجبان في هذا العالم.
1- أوباما يطلب من الكونغرس تمويلاً طارئاً لمواجهة المجاهدين في باكستان وأفغانستان والعراق.
2- تعاظم عجز الموازنة الأمريكية في الثلث الأول من العام الميلادي الجاري 2009.
3- القذافي ينافق أوباما ويكيل له المديح.
الأخبار بالتفصيل
1- تقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بطلب جديد إلى الكونغرس الأمريكي لتمويل عملية استمرار العدوان الهمجي العسكري الأمريكي على باكستان وأفغانستان والعراق. وطالب أوباما الكونغرس بالموافقة على مبلغ 83.4 مليار دولار إضافية لحرب العراق وأفغانستان، وبرَّر طلبه هذا بالقول: "إن طالبان تستعيد قوتها والقاعدة تهدد أمريكا من ملاذها الآمن على امتداد الحدود بين أفغانستان وباكستان".
ومن جهته حذَّر الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس الخميس الماضي من أن "البديل عن هذا التمويل الإضافي سيكون انسحاباً مفاجئاً للقوات الأمريكية من العراق وأفغانستان"، ووعد الكونغرس بأن يكون هذا المبلغ هو: "آخر الأموال الإضافية التي تطلبها الإدارة الأمريكية من خارج الموازنة".
واعترف مدير المركز القومي الأمريكي لمكافحة الإرهاب مايك ليثر من القاعدة وقال بأن : "تأثيرها الآن أخطر من أي وقت مضى في باكستان".
وبسبب إحساس الإدارة الأمريكية بفشلها في أفغانستان، فقد حث الرئيس الأمريكي أوباما الأوروبيين لمساعدة أمريكا، ورفع من مكانتهم ومنزلتهم فقال: "الولايات المتحدة تريد أن تكون شريكاً لأوروبا، وليست حارساً لهم، كما تريد أن تتمتع القارة الأوروبية بقدرات دفاعية أكثر قوة".
وتأتي هذه التصريحات المتشائمة لكبار المسؤولين الأمريكيين عن تعثر عمليات قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان والعراق على وقع تزايد أعداد القتلى الأمريكيين والغربيين في كلا البلدين بشكل ملفت للنظر.
2- نشرت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الجمعة الفائت بيانات جديدة حول العجز في الموازنة الفدرالية، حيث أشارت الأرقام إلى أن هناك عجزاً سُجِّل في الميزانية الأمريكية مقداره (956.8) مليار دولار في النصف الأول من السنة المالية الجارية 2009م، وهو أكبر بكثير من العجز الذي سُجل في نفس الفترة من العام السابق 2008م، وقد بلغ العجز في الميزانية في شهر آذار (مارس) الماضي وحده (192.27) مليار دولار، وهو مستوىً قياسي جديد يماثل أربعة أمثال العجز الذي سُجِّلَ في نفس الشهر من العام السابق والذي بلغ (48.21) مليار دولار فقط.
ومن أهم أسباب تعاظم عجز الموازنة الأمريكية مؤخراً هو ضخ الحكومة مبلغ 46 مليار دولار من أموال الشعب [دافعي الضرائب] لشركتي فاني ماي وفريدي ماك اللتين كانتا قد تسببتا في الأزمة العقارية والتي كانت بمثابة الشرارة التي فجَّرت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.
ويُعزى ارتفاع العجز في الموازنة الأمريكية أيضاً إلى ارتفاع كلفة تمويل حربي أفغانستان والعراق في هذا العام حيث بلغت كلفة التمويل الطارئ لهما في العام 2009 الجاري إلى (190) مليار، بينما كانت في عامي 2007 وَ 2008 (171) مليار دولار وَ (188) مليار على التوالي، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على مدى غرق أمريكا في مستنقع الحروب الفاشلة فيهما.
3- وصف الرئيس الليبي معمر القذافي الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي بأنه "ومضة في الظلام الإمبريالي" وأشاد بخطابه الذي وصفه بـِ "المنطقي والخالي من عنطزة الرؤساء الأمريكيين السابقين" على حد تعبيره.
وأظهر القذافي خوفه على حياة أوباما وَ"خشي من أن تتم تصفيته كما تم تصفية جون كيندي وأبراهام لنكولن ومارتن لوثر كينغ"، كما رحَّب القذافي بمبادرة أوباما الداعية إلى عدم انتشار الأسلحة النووية.
هذه هي طبيعة القذافي المعتادة على النفاق وهو الذي عوّدنا دوماً على منافقة جميع الزعماء الأمريكيين، فقد وصف ذات مرة الرئيس بوش بأنه "نجم يلمع في السماء". وهذه الصفة ليست خاصة بالقذافي وانما هي طبيعة كل حاكم عميل وجبان في هذا العالم.
الجمعة، 10 أبريل 2009
ضمانات أوباما الوهمية لتركيا والعالم الإسلامي بخصوص راسموسن
ضمانات أوباما الوهمية لتركيا والعالم الإسلامي بخصوص راسموسن
اعترضت تركيا ومن ورائها العالم الإسلامي الأسبوع الماضي على تعيين رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن أميناً عاماً جديداً لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خلفاً للأمين الحالي الهولندي ياب دي هوب شيفر.
وجاء اعتراض تركيا –وهي عضو في الحلف- على راسموسن كونه شجَّع الصحف الدنماركية والأوروبية منذ العام 2006م على نشر الرسومات المؤذية بحق الرسول الكريم محمد r والمسيئة للإسلام والتي مسَّت بطريقة استفزازية بمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين في جميع أرجاء المعمورة.
لكن هذا الاعتراض لم يلبث سوى سويعات قليلة، وسرعان ما تم إسقاطه بمجرد أن تلقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ما تم وصفه بضمانات (مبهمة) من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تم تفسيرها في الصحف التركية على أنها عبارة عن قيام راسموسن بتقديم اعتذار علني للمسلمين على تلك الإساءات في مؤتمر حوار الأديان الذي عُقد في اسطنبول مباشرة بُعيد تنصيبه في المنصب المذكور.
لم تصمد ضمانات أوباما إذاً وذهبت أدراج الرياح، وعُقد المؤتمر، ولم يعتذر راسموسن للمسلمين، بل إنه أكد وبكل وقاحة على استمراره في الدفاع عن موقفه من حرية التعبير، وبمعنى آخر أكد على إصراره على نشر الصور المسيئة بحجة حرية النشر (المقدسة) لدى الغرب ولو حملت في طياتها أشد الإساءات لرموز الأمة الإسلامية. وهكذا فقد تبين أن ضمانات أوباما لأردوغان ما هي سوى ضمانات وهمية كلامية فارغة من أي مضمون.
إن إصرار قادة الدول الكبرى الغربية على تعيين راسموسن كأمين عام لحلف الناتو يؤكد من جديد على حقيقة العداوة الأزلية التي يكنها الغرب للعالم الإسلامي، ويظهر مدى عمق الكراهية الدفينة عند قادة الغرب للمسلمين، لذلك لم يكن غريباً تصريح الرئيس الأمريكي أوباما واعترافه بأنه سعى بكل ما يملك من قوة لإسناد ذلك المنصب الحسّاس لذلك الحاقد لإغاظة المسلمين فقال: "بذلنا جهوداً كبيرة حتى يشعر كل شريك في الحلف بأنه جزء أساسي وغير مهمش". وأما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فوصف راسموسن بأنه: "أوروبي حتى النخاع" وهو ما يعني عنده أنه صليبي حتى النخاع، بينما قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عنه بأنه: "رجل يعكس انتصار قوة الصوت الواحد"، فيما اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني اختياره للمنصب بأنه: "إنجاز شخصي له".
وهكذا فقد اجتمعت كلمة الزعماء الغربيين في هذه المسألة على قلب رجل واحد وتوحدت على اختيار راسموسن لقيادة الحلف ولمعاداة العالم الإسلامي به، وما أقوالهم تلك إلا دليل على ذلك العداء العقائدي التاريخي الدائم للمسلمين وما تخفي صدورهم أعظم.
وأما منتديات ومؤتمرات ما يُسمى بحوار الأديان أو ما تعرف بمجالس تعزيز الحوار بين الثقافات والديانات فقد تحولت إلى منابر حقيقية للطعن في الإسلام والاستخفاف بالمسلمين، ولا أدل على ذلك من أن ما جرى بعد مؤتمر اسطنبول- وكنتيجة من نتائجه أو كثمرة من ثماره- أن جمعية دنماركية قامت بُعيد انعقاد مؤتمر الأديان هذا مباشرة بإعادة نشر الرسومات المسيئة قاصدة تجديد إثارة غضب الشعوب الإسلامية، والاساءة لمئات الملايين من المسلمين. ثم وإمعاناً في الإساءة عرضت الجمعية المذكورة آلاف النسخ منها لبيعها في الدنمارك بمبلغ 250 دولار للنسخة الواحدة. وكذلك قامت منظمة يمينية دنماركية أخرى تُدعى "وقف أسلمة أوروبا" بإجراء مسابقة جديدة لنشر رسومات مسيئة أخرى علّق عليها راسموسن شخصياً بالقول إن حكومته "تحمي حرية التعبير".
إن ضمانات أوباما الكاذبة لأردوغان والتي قيل بأنها ستضمن معالجة التحفظات التركية على تعيين راسموسن لأمانة حلف الناتو ما كانت في الواقع سوى ضمانات لراسموسن ليستمر في نفث سمومه ضد العالم الإسلامي، وبدلاً من أن تجعله يعتذر للمسلمين زادته صلافة ووقاحة في المجاهرة بتحدي واستفزاز المشاعر الإسلامية.
إن على حكام تركيا – لو كانوا يملكون ذرة من إخلاص أو إرادة - ولو أرادوا فعلاً رد اعتبارهم، والحفاظ على ماء وجوههم بعد كل هذه الإهانات والصفعات التي تلقوها من قادة الغرب، عليهم أن يقوموا وعلى الفور بالانسحاب من حلف الناتو، وتصحيح خطأ تركيا القاتل هذا بالإعلان عن اعتذارهم للأمة الاسلامية على انتماء تركيا لهذا الحلف الصليبي طيلة الستين عاماً الماضية.
ولا شك بأن مثل هذا الانسحاب وذاك الإعلان – إن وقعا - فسوف يزلزلان الأرض من تحت أقدام أمريكا وأوروبا والعالم، وربما يؤديان إلى تغيير وجه الخريطة السياسية في أيام معدودات.
اعترضت تركيا ومن ورائها العالم الإسلامي الأسبوع الماضي على تعيين رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن أميناً عاماً جديداً لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خلفاً للأمين الحالي الهولندي ياب دي هوب شيفر.
وجاء اعتراض تركيا –وهي عضو في الحلف- على راسموسن كونه شجَّع الصحف الدنماركية والأوروبية منذ العام 2006م على نشر الرسومات المؤذية بحق الرسول الكريم محمد r والمسيئة للإسلام والتي مسَّت بطريقة استفزازية بمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين في جميع أرجاء المعمورة.
لكن هذا الاعتراض لم يلبث سوى سويعات قليلة، وسرعان ما تم إسقاطه بمجرد أن تلقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ما تم وصفه بضمانات (مبهمة) من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تم تفسيرها في الصحف التركية على أنها عبارة عن قيام راسموسن بتقديم اعتذار علني للمسلمين على تلك الإساءات في مؤتمر حوار الأديان الذي عُقد في اسطنبول مباشرة بُعيد تنصيبه في المنصب المذكور.
لم تصمد ضمانات أوباما إذاً وذهبت أدراج الرياح، وعُقد المؤتمر، ولم يعتذر راسموسن للمسلمين، بل إنه أكد وبكل وقاحة على استمراره في الدفاع عن موقفه من حرية التعبير، وبمعنى آخر أكد على إصراره على نشر الصور المسيئة بحجة حرية النشر (المقدسة) لدى الغرب ولو حملت في طياتها أشد الإساءات لرموز الأمة الإسلامية. وهكذا فقد تبين أن ضمانات أوباما لأردوغان ما هي سوى ضمانات وهمية كلامية فارغة من أي مضمون.
إن إصرار قادة الدول الكبرى الغربية على تعيين راسموسن كأمين عام لحلف الناتو يؤكد من جديد على حقيقة العداوة الأزلية التي يكنها الغرب للعالم الإسلامي، ويظهر مدى عمق الكراهية الدفينة عند قادة الغرب للمسلمين، لذلك لم يكن غريباً تصريح الرئيس الأمريكي أوباما واعترافه بأنه سعى بكل ما يملك من قوة لإسناد ذلك المنصب الحسّاس لذلك الحاقد لإغاظة المسلمين فقال: "بذلنا جهوداً كبيرة حتى يشعر كل شريك في الحلف بأنه جزء أساسي وغير مهمش". وأما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فوصف راسموسن بأنه: "أوروبي حتى النخاع" وهو ما يعني عنده أنه صليبي حتى النخاع، بينما قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عنه بأنه: "رجل يعكس انتصار قوة الصوت الواحد"، فيما اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني اختياره للمنصب بأنه: "إنجاز شخصي له".
وهكذا فقد اجتمعت كلمة الزعماء الغربيين في هذه المسألة على قلب رجل واحد وتوحدت على اختيار راسموسن لقيادة الحلف ولمعاداة العالم الإسلامي به، وما أقوالهم تلك إلا دليل على ذلك العداء العقائدي التاريخي الدائم للمسلمين وما تخفي صدورهم أعظم.
وأما منتديات ومؤتمرات ما يُسمى بحوار الأديان أو ما تعرف بمجالس تعزيز الحوار بين الثقافات والديانات فقد تحولت إلى منابر حقيقية للطعن في الإسلام والاستخفاف بالمسلمين، ولا أدل على ذلك من أن ما جرى بعد مؤتمر اسطنبول- وكنتيجة من نتائجه أو كثمرة من ثماره- أن جمعية دنماركية قامت بُعيد انعقاد مؤتمر الأديان هذا مباشرة بإعادة نشر الرسومات المسيئة قاصدة تجديد إثارة غضب الشعوب الإسلامية، والاساءة لمئات الملايين من المسلمين. ثم وإمعاناً في الإساءة عرضت الجمعية المذكورة آلاف النسخ منها لبيعها في الدنمارك بمبلغ 250 دولار للنسخة الواحدة. وكذلك قامت منظمة يمينية دنماركية أخرى تُدعى "وقف أسلمة أوروبا" بإجراء مسابقة جديدة لنشر رسومات مسيئة أخرى علّق عليها راسموسن شخصياً بالقول إن حكومته "تحمي حرية التعبير".
إن ضمانات أوباما الكاذبة لأردوغان والتي قيل بأنها ستضمن معالجة التحفظات التركية على تعيين راسموسن لأمانة حلف الناتو ما كانت في الواقع سوى ضمانات لراسموسن ليستمر في نفث سمومه ضد العالم الإسلامي، وبدلاً من أن تجعله يعتذر للمسلمين زادته صلافة ووقاحة في المجاهرة بتحدي واستفزاز المشاعر الإسلامية.
إن على حكام تركيا – لو كانوا يملكون ذرة من إخلاص أو إرادة - ولو أرادوا فعلاً رد اعتبارهم، والحفاظ على ماء وجوههم بعد كل هذه الإهانات والصفعات التي تلقوها من قادة الغرب، عليهم أن يقوموا وعلى الفور بالانسحاب من حلف الناتو، وتصحيح خطأ تركيا القاتل هذا بالإعلان عن اعتذارهم للأمة الاسلامية على انتماء تركيا لهذا الحلف الصليبي طيلة الستين عاماً الماضية.
ولا شك بأن مثل هذا الانسحاب وذاك الإعلان – إن وقعا - فسوف يزلزلان الأرض من تحت أقدام أمريكا وأوروبا والعالم، وربما يؤديان إلى تغيير وجه الخريطة السياسية في أيام معدودات.
الثلاثاء، 7 أبريل 2009
عناوين وأخبار
1- دول حلف الأطلسي تختار راسموسن الدانمركي الضالع في إيذاء الرسول r أميناً عاماً للحلف.
2- انضمام إحدى جزر جمهورية القمر إلى فرنسا يعتبر لطمة قاسية للجامعة العربية وللحكام العرب.
3- توافق قادة الغرب في مؤتمر قمة العشرين على الاستمرار في سرقة الشعوب لتمويل المصارف الربوية.
الأنباء بالتفصيل
1- إمعاناً في إثارة العداء ضد العالم الإسلامي وتهييجاً لمشاعر السخط عند المسلمين فقد وقع اختيار قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني والمستشارة الألمانية ورئيس الوزراء الإيطالي، وقع اختيارهم على رئيس وزراء الدانمرك اندرس فوج راسموسن ليكون أميناً عاماً جديداً للحلف بالرغم من علمهم المؤكد بعدائه الشديد للإسلام، وبرفضه المتبجح لاستقبال المسلمين المحتجين على الرسومات المسيئة للرسول r والتي تم نشرها في المجلات والصحف الدانمركية تحت سمع وبصر الحكومة ورئيسها المرشح للمنصب.
وادعى راسموسن بأن نشر الصور المسيئة جزء من حرية التعبير، ورفض الاعتذار عن نشرها، واستفز جميع الشعوب الإسلامية بموقفه هذا، مظهراً عناداً واضحاً في إثبات صحة موقفه العدواني، ومستخفاً بالعقوبات التي لوّح بها المسلمون ضد الدانمرك.
وقد اعترض رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان بوصفه زعيم إحدى الدول الرئيسية في حلف الناتو على ترشيح راسموسن، لكنه سرعان ما سحب اعتراضه بمجرد تلقيه مكالمة عاجلة من الرئيس الأمريكي أوباما لإسقاط اعتراضه، وذلك بعد أن قدَّم أوباما له تطمينات غير معلومة، برَّر لأجلها موافقته على ترشيح راسموسن.
إن تعيين راسموسن ذلك الحاقد الصليبي المتعجرف لقيادة حلف الأطلسي ينبغي أن يُفهم من قبل العالم الإسلامي على أنه إعلان صريح للحرب الصليبية المتصاعدة ضد المسلمين، خاصة إذا علمنا مدى توافق كبار قادة الغرب وإصرارهم على تعيينه في هذا المنصب.
ولو كان قادة العالم الإسلامي يملكون ذرة من غيرة على دينهم، وعلى رسولهم، لاتخذوا قرارات حاسمة وجريئة يردون بها على هذا العدوان الصليبي الجديد الغاشم على رموزهم ومقدساتهم ، ولكانت مواقفهم تلك تزلزل كيانات الغرب من شدة وقعها عليهم، لكن غياب القائد المخلص وغياب الدولة الحقيقية هو الذي أطمع الأعداء في خير أمة أخرجت للناس والتي تحولت بسبب حكامها إلى غثاء كغثاء السيل.
2- تزامن تصويت سكان جزيرة مايوت بنسبة 95% من المقترعين لصالح انضمامها إلى فرنسا باعتبارها المقاطعة الفرنسية الجديدة التي تحمل رقم 101، تزامن هذا التصويت مع انعقاد مؤتمر قمة الدول العربية في الدوحة الاسبوع الماضي والذي لم يصنع شيئاً لمنع ذلك الانفصال سوى إصدار بيان باهت خجول لم يسمع به أحد، ينادي بعروبة الجزيرة، ويناشد فرنسا بعدم ضمها إليها.
إن جزيرة مايوت هذه تُعتبر واحدة من أربع جزر كبرى تتشكل منها دولة جزر القمر ويقطنها 124 ألف مواطن ربعهم من الفرنسيين.
وهكذا وفي غفلة من الدول العربية، أو في تغافل منها، تمكنت فرنسا من خلال مجرد إجراء استفتاء عابر أن تسلخ ربع دولة عربية عن الجسم العربي الكبير وأن تضمه إليها، بينما ينشغل الزعماء العرب في خلافات وهمية، وينغمسون في مشاجرات شخصية، ويتبارون في إلقاء الخطابات الحماسية الجوفاء، يتحدثون فيها عن العروبة والوحدة، بينما هم لا يفعلون شيئاً للحفاظ على أمن ووحدة البلاد العربية.
3- تحدث كبار قادة الغرب عن تحقيق ما أسموه بالإنجاز التاريخي في مؤتمر لندن الذي عقد في 2 إبريل (نيسان) الجاري والذي جمع أكبر اقتصاديات العالم وعلى رأسها الدول السبع الصناعية الغنية الكبرى.
واتفق قادة الدول الرأسمالية الكبرى وبشكل خاص قادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على سرقة خمسة تريليون دولار من الشعوب لإنعاش المصارف والمؤسسات الربوية الرأسمالية الكبرى، وذلك بحجة ضخ هذه الأموال لمنع وقوع كساد اقتصادي كبير في العالم.
واتفقوا كذلك على وضع حد لما أسموه بالدول التي تحتضن ما يُسمى بالجنّات الضريبية (الملاذات الضريبية الآمنة) والتي تستخدم في تبييض الأموال، وفي إخفاء طرق إدخال تلك الأموال إليها، وفي إعفائها من الضرائب. ووافقوا أيضاً على وضع نظام أكثر صرامة على عمل الأسواق المالية وصناديق الاستثمار والتحوط ومراقبتها بآليات دولية ومحددة. وبمعنى آخر فقد اضطروا إلى التخلي عن فكرة الحرية المطلقة للأسواق التي كانت تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية لصالح تدخل الدول في إدارة تلك الأسواق والمصارف المالية.
إن هذا التدخل الحكومي السافر في الأسواق المالية والتجارية يؤكد فساد فكرة حرية الأسواق المبنية على فكرة اقتصاد السوق والتي تعتبر أساس المبدأ الرأسمالي.
لقد ثبت للمراقب الغربي على وجه الخصوص أن هذه الرأسمالية المتوحشة قد ظهر عوارها للجميع، وبان فسادها للقاصي والداني، وحان أوان سقوطها لصالح النظام الاقتصادي الإسلامي الذي بدا للعيان وكأنه البديل الوحيد القادر على إنقاذ الاقتصاد العالمي من ذلك الانهيار والتخبط، ومن منع وقوع الأزمات المالية المتكررة التي لا تتوقف عند حد. إلا أن الذي يحول دون تمكين المشروع الاقتصادي الاسلامي من التطبيق مع شدة حاجة البشرية إليه هو عدم وجود دولة إسلامية حقيقية تتبنى ذلك المشروع الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه من لدن حكيم خبير.
لكن هذا العالم البائس الحائر ما زال يتميز من الغيظ في انتظار تلك الدولة المنقذة للبشرية لكي تطبق ذلك المشروع الذي يخلص البشرية من آفة الرأسمالية العفنة.
1- دول حلف الأطلسي تختار راسموسن الدانمركي الضالع في إيذاء الرسول r أميناً عاماً للحلف.
2- انضمام إحدى جزر جمهورية القمر إلى فرنسا يعتبر لطمة قاسية للجامعة العربية وللحكام العرب.
3- توافق قادة الغرب في مؤتمر قمة العشرين على الاستمرار في سرقة الشعوب لتمويل المصارف الربوية.
الأنباء بالتفصيل
1- إمعاناً في إثارة العداء ضد العالم الإسلامي وتهييجاً لمشاعر السخط عند المسلمين فقد وقع اختيار قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني والمستشارة الألمانية ورئيس الوزراء الإيطالي، وقع اختيارهم على رئيس وزراء الدانمرك اندرس فوج راسموسن ليكون أميناً عاماً جديداً للحلف بالرغم من علمهم المؤكد بعدائه الشديد للإسلام، وبرفضه المتبجح لاستقبال المسلمين المحتجين على الرسومات المسيئة للرسول r والتي تم نشرها في المجلات والصحف الدانمركية تحت سمع وبصر الحكومة ورئيسها المرشح للمنصب.
وادعى راسموسن بأن نشر الصور المسيئة جزء من حرية التعبير، ورفض الاعتذار عن نشرها، واستفز جميع الشعوب الإسلامية بموقفه هذا، مظهراً عناداً واضحاً في إثبات صحة موقفه العدواني، ومستخفاً بالعقوبات التي لوّح بها المسلمون ضد الدانمرك.
وقد اعترض رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان بوصفه زعيم إحدى الدول الرئيسية في حلف الناتو على ترشيح راسموسن، لكنه سرعان ما سحب اعتراضه بمجرد تلقيه مكالمة عاجلة من الرئيس الأمريكي أوباما لإسقاط اعتراضه، وذلك بعد أن قدَّم أوباما له تطمينات غير معلومة، برَّر لأجلها موافقته على ترشيح راسموسن.
إن تعيين راسموسن ذلك الحاقد الصليبي المتعجرف لقيادة حلف الأطلسي ينبغي أن يُفهم من قبل العالم الإسلامي على أنه إعلان صريح للحرب الصليبية المتصاعدة ضد المسلمين، خاصة إذا علمنا مدى توافق كبار قادة الغرب وإصرارهم على تعيينه في هذا المنصب.
ولو كان قادة العالم الإسلامي يملكون ذرة من غيرة على دينهم، وعلى رسولهم، لاتخذوا قرارات حاسمة وجريئة يردون بها على هذا العدوان الصليبي الجديد الغاشم على رموزهم ومقدساتهم ، ولكانت مواقفهم تلك تزلزل كيانات الغرب من شدة وقعها عليهم، لكن غياب القائد المخلص وغياب الدولة الحقيقية هو الذي أطمع الأعداء في خير أمة أخرجت للناس والتي تحولت بسبب حكامها إلى غثاء كغثاء السيل.
2- تزامن تصويت سكان جزيرة مايوت بنسبة 95% من المقترعين لصالح انضمامها إلى فرنسا باعتبارها المقاطعة الفرنسية الجديدة التي تحمل رقم 101، تزامن هذا التصويت مع انعقاد مؤتمر قمة الدول العربية في الدوحة الاسبوع الماضي والذي لم يصنع شيئاً لمنع ذلك الانفصال سوى إصدار بيان باهت خجول لم يسمع به أحد، ينادي بعروبة الجزيرة، ويناشد فرنسا بعدم ضمها إليها.
إن جزيرة مايوت هذه تُعتبر واحدة من أربع جزر كبرى تتشكل منها دولة جزر القمر ويقطنها 124 ألف مواطن ربعهم من الفرنسيين.
وهكذا وفي غفلة من الدول العربية، أو في تغافل منها، تمكنت فرنسا من خلال مجرد إجراء استفتاء عابر أن تسلخ ربع دولة عربية عن الجسم العربي الكبير وأن تضمه إليها، بينما ينشغل الزعماء العرب في خلافات وهمية، وينغمسون في مشاجرات شخصية، ويتبارون في إلقاء الخطابات الحماسية الجوفاء، يتحدثون فيها عن العروبة والوحدة، بينما هم لا يفعلون شيئاً للحفاظ على أمن ووحدة البلاد العربية.
3- تحدث كبار قادة الغرب عن تحقيق ما أسموه بالإنجاز التاريخي في مؤتمر لندن الذي عقد في 2 إبريل (نيسان) الجاري والذي جمع أكبر اقتصاديات العالم وعلى رأسها الدول السبع الصناعية الغنية الكبرى.
واتفق قادة الدول الرأسمالية الكبرى وبشكل خاص قادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على سرقة خمسة تريليون دولار من الشعوب لإنعاش المصارف والمؤسسات الربوية الرأسمالية الكبرى، وذلك بحجة ضخ هذه الأموال لمنع وقوع كساد اقتصادي كبير في العالم.
واتفقوا كذلك على وضع حد لما أسموه بالدول التي تحتضن ما يُسمى بالجنّات الضريبية (الملاذات الضريبية الآمنة) والتي تستخدم في تبييض الأموال، وفي إخفاء طرق إدخال تلك الأموال إليها، وفي إعفائها من الضرائب. ووافقوا أيضاً على وضع نظام أكثر صرامة على عمل الأسواق المالية وصناديق الاستثمار والتحوط ومراقبتها بآليات دولية ومحددة. وبمعنى آخر فقد اضطروا إلى التخلي عن فكرة الحرية المطلقة للأسواق التي كانت تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية لصالح تدخل الدول في إدارة تلك الأسواق والمصارف المالية.
إن هذا التدخل الحكومي السافر في الأسواق المالية والتجارية يؤكد فساد فكرة حرية الأسواق المبنية على فكرة اقتصاد السوق والتي تعتبر أساس المبدأ الرأسمالي.
لقد ثبت للمراقب الغربي على وجه الخصوص أن هذه الرأسمالية المتوحشة قد ظهر عوارها للجميع، وبان فسادها للقاصي والداني، وحان أوان سقوطها لصالح النظام الاقتصادي الإسلامي الذي بدا للعيان وكأنه البديل الوحيد القادر على إنقاذ الاقتصاد العالمي من ذلك الانهيار والتخبط، ومن منع وقوع الأزمات المالية المتكررة التي لا تتوقف عند حد. إلا أن الذي يحول دون تمكين المشروع الاقتصادي الاسلامي من التطبيق مع شدة حاجة البشرية إليه هو عدم وجود دولة إسلامية حقيقية تتبنى ذلك المشروع الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه من لدن حكيم خبير.
لكن هذا العالم البائس الحائر ما زال يتميز من الغيظ في انتظار تلك الدولة المنقذة للبشرية لكي تطبق ذلك المشروع الذي يخلص البشرية من آفة الرأسمالية العفنة.
الأحد، 5 أبريل 2009
الحكم الشرعي في مؤتمرات القمة العربية وجوداً وانعقاداً
الحكم الشرعي في مؤتمرات القمة العربية وجوداً وانعقاداً
لا بد من بسط واقع مؤتمرات القمة العربية قبل إنزال الحكم الشرعي عليها لكي يكون الحكم منطبقاً على واقعها تمام الانطباق. فمؤتمرات القمة ما هي سوى الثمرة الطبيعية للجامعة العربية التي هي الإطار الرسمي التي ينضوي تحت لوائها اثنتان وعشرون دولة عربية. لقد لمعت فكرة إنشاء الجامعة أول مرة في 29/5/1941م في ذهن وزير الخارجية البريطاني آنذاك أنطوني إيدن، وعرضها على مجلس العموم وتم تدارسها لمدة عامين، ثم في العام 1943م خرج إيدن بتصريحه الشهير الذي أشار فيه إلى أن بريطانيا تنظر بروح العطف لقيام إطار اتحادي بين الدول العربية. وفي العام 1944م وتنفيذاً لهذه الفكرة فقد اجتمع رئيس الوزراء المصري النحاس باشا ونظيره السوري جميل مردم بك والزعيم اللبناني بشارة الخوري وتفاوضوا على كيفية إخراج هذه الفكرة إلى حيز الوجود، وبدأت من فورها الاتصالات مع عدة دول عربية منها العراق والأردن والسعودية واليمن إضافة إلى مصر وسوريا ولبنان، وتمخضت هذه الاتصالات والمشاورات عن انبثاق أول مؤتمر قمة عربي في انشاص بقصر الملك فاروق بالإسكندرية في العام 1946م، كان باكورة أعمال الجامعة.
هذا هو واقع تأسيس الجامعة العربية وما تمخض عنها من مؤتمرات قمة بلغ عددها حتى الآن خمسة وثلاثون مؤتمراً لم تحقق أي إنجاز يذكر لصالح العرب فضلاً عن المسلمين، بل على العكس من ذلك كانت مؤتمراتها إما لتمرير المؤامرات، وإما لتفريغ الطاقات الكامنة بالمزايدات الكلامية الفارغة من أي مضمون.
وبناء على فهم هذا الواقع يمكن القول إن وجود المؤتمرات العربية من حيث هو باطل شرعاً للأدلة التالية:
1) لأن هذه المؤتمرات لا تحتكم في ميثاقها إلى الكتاب والسنة بل تحتكم إلى القوانين الوضعية والدولية، أي تحتكم إلى الطاغوت والله سبحانه وتعالى يقول: )أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً((النساء/60).
2) لأن حكام الدول العربية المشاركون في المؤتمرات يوالون الكفار من أعداء الأمة، فصاحب فكرة الجامعة هو في الأصل غير مسلم وهو وزير خارجية بريطانيا الدولة المستعمرة لأهم المستعمرات في المنطقة العربية، وكذلك الذين أعلنوا عن تأسيسها كانت دولهم وقت التأسيس تحت الحكم البريطاني، والإسلام يحرم موالاة الكفار الأعداء، قال تعالى: )بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً{138} الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً((النساء/138-139)، وقال: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ((الممتحنة/1). وموالاة الكفار الأعداء أصبحت بديهية بالنسبة للحكام العرب، وليست محلاً للنقاش، فخطاب القذافي في مؤتمر قمة الدوحة الأخير يؤكد ذلك المفهوم، وقوله في المؤتمر للملك عبد الله بن عبد العزيز: "وأنت الذي صنعتك بريطانيا وحاميتك أمريكا" لم يجد استنكاراً من أي من الزعماء العرب الذين شاركوا في القمة مما يدل على أن ولاءهم للأعداء مسألة بديهية بالنسبة لهم، وما زالت مستمرة وراسخة.
3) لأن القمم العربية وحاضنتها الجامعة العربية تعتمدان الرابطة القومية كأساس وكانتماء للدول الأعضاء فيها، وهو الأمر الذي يتصادم مع النصوص الشرعية القطعية من مثل قوله سبحانه: )إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ((الحجرات/13)، وكقول النبي r: "دعوها فإنها منتنة"، وكقوله أيضاً: "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب".
4) لأن وجود الجامعة ووجود مؤتمرات القمة بحد ذاتها يكرس حقيقة انفصال الدول العربية عن بعضها البعض، ويحول دون وحدتها، ويفرق جماعة المسلمين، والرسول r يقول: "من خلع يداً من طاعة الله لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"، ويقول: "من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر"، ويقول: "إنه ستكون هَنات وهَنات، فمن أراد أن يفرق هذه الأمة، وهي جميع، فاضربوه بالسيف كائناً من كان".
وهذه الأحاديث تستلزم وجوب وجود إمام واحد لجماعة المسلمين، وهو الخليفة، وليس وجود اثنين وعشرين زعيماً موالين للكافر المستعمر، فالأصل أن يُلتزم بوجود جماعة المسلمين وإمامهم لا أن يُلتزم بوجود جماعات كثيرة عليها زعامات انفصالية. وفي حديث حذيفة بن اليمان المشهور تحدث عليه الصلاة والسلام واصفاً حال ما عليه زماننا فقال: "... دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت يا رسول الله صفهم لنا، فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم".
هذا من حيث وجود مؤتمرات القمة ابتداء، أما من حيث انعقادها فيمكن إضافة الأدلة الشرعية التالية على تحريمها:
1) اعتراف جميع الدول العربية بدولة يهود والتنازل لها عن معظم فلسطين، وذلك كما حصل في قمة فاس في العام 1982م، وفي قمة بيروت في العام 2002م، وإظهار الاستعداد لإبرام الصلح معها إن هي وافقت على الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1948، وهذا مخالف بشكل قاطع للنصوص الشرعية القطعية كقوله تعالى: )فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ((محمد/35)، وفيه تمكين للأعداء من أراضي المسلمين وتمكينهم من السيطرة عليهم وعلى مقدراتهم، وهو مناقض لقوله تعالى:" وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً((النساء/141).
2) تعطيل الجهاد في سبيل الله كون مؤتمرات القمة تدعو باستمرار إلى السلام الدائم مع دولة يهود، وهذا يعني تعطيل حكم الجهاد والذي يعتبر ذروة سنام الإسلام وهو مخالف لعشرات النصوص الشرعية التي تحض المسلمين على القتال ابتداء أو القتال دفاعاً عن ديار المسلمين وأوطانهم وممتلكاتهم، ومنها قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ((التوبة/123)، وقوله تعالى: )فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ((البقرة/194).
3) خيانة المؤتمرين للأمانة وتضييعها وذلك بتسليم فلسطين لليهود وإقرار ذلك التسليم في مؤتمرات القمة التي تنص على الاعتراف بحق اليهود بالوجود في الأراضي الفلسطينية وهي الأرض التي باركها الله فوق كونها أراض وقفية خراجية لا يجوز التفريط بها بأي حال من الأحوال ومن قبل أي حاكم أو دولة أو ما دون ذلك لأنها ملك لجميع المسلمين بكل أجيالهم وفي جميع الدهور. ومن يفرط بها يرتكب أفظع الخيانات وينطبق عليهم قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ((الأنفال/27).
4) منح قوات الاحتلال الأمريكية والغربية الموافقة على احتلال العراق وأفغانستان وذلك كما حصل في مؤتمر القاهرة في العام 1990م تحت ذريعة تحرير الكويت وهو ما يتعارض مع قوله تعالى: )وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً((النساء/141). ومنح الأراضي والمرافق والتسهيلات للأمريكان في البلاد العربية هو إعطاء الكفار أكبر سبيل وسيطرة على المسلمين والله سبحانه حرم ذلك تحريماً قطعياً أبدياً، كما أنه يعتبر من ناحية أخرى استضاءة بنار المشركين وهو لا يجوز لقوله r: "لا تستضيئوا بنار المشركين".
هذا هو حكم الشرع في مؤتمرات القمة العربية وجوداً وانعقاداً وهو الحرمة القطعية والتي يترتب عليها الإثم الشديد لكل من يشارك أو يؤيد أو يرضى بوجودها وانعقادها.
والخلاصة أن هذه المؤتمرات فضلاً عن أنها محرمة شرعاً فلم يُصب المسلمون منها إلا الكوارث والمصائب والنكبات، فبعد أول مؤتمر قمة في انشاص عام 46 بسنتين سقطت فلسطين ووقعت النكبة، وبعد عشرين سنة من انشاص تخلى العرب رسمياً عن تحرير فلسطين بحجة تسليم القضية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبعد قمة الدار البيضاء بسنتين سُلمت الضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان لدولة يهود في مسرحية 1967م، وبعد مؤتمر عام 1990م في القاهرة سقطت العراق.
وهكذا كانت هذه المؤتمرات مؤشرات غالباً ما تدل على وقوع المصائب على رؤوس العرب، وكانت دائماً مصدراً لتمرير الخيانات من خلالها بالإجماع، وذلك كما جرى في مؤتمري فاس وبيروت.
وأما إذا لم تكن هناك خيانات معدة من قبل الأعداء، وإذا لم توجد مصائب يراد إبرامها أو تمريرها، فغالباً ما يسيطر على الزعماء في المؤتمر الخلافات والمشاحنات الشخصية، ويسودها اللغط والحسد والثرثرة.
والخلاصة إن جميع القمم العربية قد ثبت بصورة قاطعة أنها لم تفلح في حل أية مشكلة عربية ولو مشكلة واحدة، فهي فشلت حتى في مجرد فتح الحدود بين الجزائر والمغرب المقفلة منذ عشرات السنين، وعجزت عن توفير الحد الأدنى من التضامن بين الدول العربية، وأخفقت في تنشيط التجارة بين الدول العربية والتي لم تزد نسبتها عن 5% فقط، وتغيبت عن وجود أي دور فاعل لها في المناطق الساخنة كالسودان والصومال وجزر القمر، فضلاً عن العراق وفلسطين والصحراء الغربية.
وبناء على هذا الواقع المر والمخيب للآمال على وجود الجامعة العربية التي بلغ عمرها ثلاثة وستون عاماً، والتي عقد خلالها خمسة وثلاثون مؤتمراً عربياً فاشلاً، بناء على ذلك فإنه واجب على العرب أن يعملوا وبأقصى سرعة ممكنة باتجاه إلغاء الجامعة العربية، وهدمها، وقبرها، قبل أن يستفحل شرها ويزداد اكتواء العرب بنيرانها.
الخميس، 2 أبريل 2009
مؤتمرات القمم العربية بين المؤامرات والمزايدات
مؤتمرات القمم العربية بين المؤامرات والمزايدات
إن جميع مؤتمرات القمم العربية التي عقدت منذ قمة انشاص وحتى قمة الدوحة الأخيرة لم تخرج نتائجها عن واحد من أمرين: إما الإجماع على المؤامرات والخيانات، وإما الإغراق في الثرثرة والمزايدات.
فالمؤامرات الكبرى التي حاكها المستعمر الغربي للبلاد العربية قد تم إقرارها والإجماع عليها في مؤتمرات القمة العربية، ومن أشهر هذه المؤامرات اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين، وهو ما يعني تخلي الدول العربية عن تحرير فلسطين، وغسل أيديها من القضية الفلسطينية، والسير في مشاريع تصفيتها على مراحل.
ومنها مشروع الأمير فهد - الملك السعودي السابق فيما بعد- الذي تم إقراره في مؤتمر فاس والذي نص على الاعتراف الضمني بدولة يهود من قبل جميع الدول العربية لأول مرة، ومنها مشروع الأمير عبد الله – الملك السعودي الحالي - الذي تحول إلى المبادرة العربية، والتي أُقرت في مؤتمر بيروت عام 2002م ونصت على الاعتراف الرسمي والتطبيع الجماعي بكيان يهود من قبل جميع البلدان العربية والإسلامية.
وأما مؤتمرات القمم العربية التي خلت من الإجماع على المؤامرات فكان يغلب عليها الردح والسب وتبادل الشتائم والمزايدات الكلامية، ولعل المؤتمر الأخير الذي عقد الأسبوع الماضي في الدوحة أفضل مثال عليها، فقد كان مؤتمراً للخطابات الرنانة الجوفاء كخطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي زايد كثيراً على قوة الموقف العربي المعروف للقاصي والداني بهزاله وضعفه.
وقد كشف الرئيس الليبي معمر القذافي في هذا المؤتمر عن عمالة الملك السعودي بشكل صريح، ومع ذلك فقد لاقى ترحيباً حاراً من قبل رئيس المؤتمر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي ترأس بلاده المؤتمر، حيث خاطب القذافي الملك عبد الله بن عبد العزيز قائلاً له: "أُريد أن أطمئنك بأن لا تخاف، وأقول لك بعد ست سنوات ثبت أنك أنت الذي الكذب وراءك، والقبر أمامك، وأنت هو الذي صنعتك بريطانيا وحاميتك أمريكا ... واحتراماً للأمة أعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد انتهى، وأنا مستعد لزيارتك وأنك أنت تزورني"، - ومصدر هذا النص مأخوذ عن وكالة الأنباء الليبية الرسمية-.
ولم يعترض الملك السعودي ولا أي زعيم آخر في المؤتمر على كلام القذافي هذا، وهو ما يعني أن قوله: "وأنت هو الذي صنعتك بريطانيا وحاميتك أمريكا" هو قول مقبول وعادي بالنسبة للزعماء العرب، وكان الشيء الذي تخوف منه أمير قطر هو أن يقوم القذافي بالشتم والسباب وليس باتهام الملك بالعمالة، فالعمالة عندهم وفقاً لهذا المشهد أصبحت من البديهيات الشائعة المسلم بها.
ومن أمثلة التهريج الذي جرى في هذا المؤتمر أيضاً قول القذافي عن نفسه: "أنا عميد الحكام العرب وملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين ... مكانتي العالمية لا تسمح لي بأن أتنازل لمستوى آخر"، وبعد قوله هذا ضجت القاعة بالتصفيق، واعتذر أمير قطر للقذافي على مقاطعته فقال له: "أنا أعتقد يا أخ معمر يمكن أنني فهمت خطأ وأنا أعتذر أمام الإخوة الملوك والرؤساء وأشكرك على كلماتك الموفقة".
إلى هذا المستوى من الهبوط الذي لا يحتاج إلى تعليق وصلت كلمات الزعماء العرب، وإلى هذا المستوى المتدني بلغ تفكيرهم!! فهذه المؤتمرات أصبحت مؤتمرات شخصية، والمهم فيها هو تقليل المشاحنات الشخصية إلى الحد الأدنى، أما قضايا الأمة الحقيقية فليست واردة أصلاً على جدول الأعمال، وإن تم التذكير بها فتكون من خلال بيانات إنشائية عقيمة لا تقدم ولا تؤخر.
لقد تحولت تلك المؤتمرات بالفعل إلى مناسبات سنوية للتهريج والثرثرة والمزايدات، ولا تتحدث عنها وسائل الإعلام إلا قبل انعقادها، أما بعد انتهائها فلا أحد يتكلم عن نتائجها لأنه لا يتمخض عنها عادة أية نتائج ذات قيمة، وأما إذا كانت هناك مؤامرات يراد الإجماع عليها فتتحول إلى قرارات دولية ملزمة كما حصل مع مؤامرة المبادرة العربية، وتُشحن بها وسائل الاعلان لفترة طويلة.
الأربعاء، 1 أبريل 2009
عناوين وأخبار
عناوين وأخبار
1- مؤتمر القمة العربية في الدوحة يفتتح أعماله في ظل أوضاع عربية مزرية وخلافات شخصية مستحكمة.
2- انعقاد مؤتمر قمة العشرين الأسبوع الجاري يعتبر محك اختبار إما لتصارع القوى العظمى وإما لتصالحها.
الأخبار بالتفصيل
1- كدأب سائر مؤتمرات القمم العربية السقيمة افتتح هذا الأسبوع مؤتمر القمة العربية السنوي في العاصمة القطرية الدوحة في ظل أوضاع عربية مزرية تُنتهك فيها من جديد سيادة الدول العربية بشكل صارخ، وكان آخرها السودان الذي أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيسه، والذي تعرض أمنه لاختراق خطير تمثل في غارات جوية تم شنها من قبل العدو على قوافل ومركبات محملة بالأسلحة والأفراد فراح ضحيتها المئات.
وكدأب كل المؤتمرات العربية السابقة أيضاً يسيطر على المؤتمر حالة مزمنة من الخلافات الشخصية بين الحكام العرب فغاب عن حضور المؤتمر رئيس أكبر دولة عربية، وقد اعترف أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى بحقيقة ضعف العمل العربي المشترك.
وانشغل المؤتمرون بالبحث عن صياغات لغوية عقيمة ترضي الزعماء المشاركين في المؤتمر لتعبر عن حالة الهزال والسطحية التي يخيم عليها موضوع المصالحات الشكلية الخالية من أي مضمون، ولتكون هذه المصالحات ذات الطابع العشائري هي الثمرة التي يخرج بها المؤتمر والتي يتبجح فيها المؤتمر بدلاً من وضع الحلول السياسية العملية.
إن هذه القمة العربية الدورية تأتي في ظل ظروف سياسية قاسية تمر بها غالبية الدول العربية، كما تأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة تطحن معها الشعوب العربية في دولاب الفاقة الذي لا يتوقف لحظة عن الدوران، فيما تُظهر آخر الإحصائيات تخلف جميع الدول العربية عن ركب العالم في مجال تسجيل براءات الاختراع وهو مؤشر حقيقي ينم عن فشل العرب في توظيف طاقات وموارد الشعوب العربية نحو خدمتها فشلاً ذريعاً.
لقد أثبت النظام العربي الرسمي العاجز الممثل بجامعة الدول العربية وعلى مدى الستين عاماً الماضية على عمق فشله، كما أنه أسوأ نظام عرفته الشعوب العربية في تاريخها، وأثبت أيضاً أن الجامعة العربية الحاضنة للدول العربية هي أسوأ إطار وضعه الاستعمار الغربي للبلاد العربية، والتي ضمنت بصورة قاطعة تكريس حالة التمزق والانفصال والفرقة بين الدول العربية وشعوبها، وتثبيت ما أرساه وزير خارجية بريطانيا أنطوني إيدن مؤسس الجامعة العربية الفعلي في أربعينيات القرن الماضي من كون الجامعة هي مفرقة حقيقية للعرب ومانعة من وحدتهم.
لذلك كان إسقاط الجامعة العربية والنظام العربي المنبثق عنها أصبح من أهم الضرورات السياسية الملحة في هذه الأيام، ويكفي العرب ستين عاماً من الفشل السياسي المستمر تحت عباءتها.
2- يُعول قادة الدول الصناعية الكبرى في العالم كثيراً على انعقاد مؤتمر قمة الدول العشرين الأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي والمقرر عقده في لندن في الثاني من نيسان (إبريل) الجاري. فقد حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من احتمالية فشل المؤتمر في الاتفاق على إستراتيجية موحدة لمعالجة الأزمة المالية العالمية الخانقة.
وقال: "إن الأزمة المصرفية تحولت إلى أزمة مالية والأزمة المالية تحولت إلى أزمة اقتصادية واليوم أخشى أننا في حال لم نتحرك كما يجب وبسرعة، قد نتجه وبطريقة خطرة إلى الاضطراب السياسي ثم إلى أزمة سياسية عالمية". وأما وزير الخزانة الأمريكي تيموثي غايتنر فقد كشف الأسبوع الماضي عن خطة تتضمن تفاصيل مشروعين ماليين أساسيين يحددان من وجهة نظر إدارة أوباما مستقبل النظام المالي الأمريكي، ويشكل تطبيقهما ضرورة لإنعاش الاقتصاد الأمريكي على المدى القصير والمتوسط. ويعتمد المشروع الأول على تنظيم الأصول الهالكة التي تعيق النظام المصرفي منذ انفجار الأزمة العقارية في أمريكا، ويعتمد المشروع الثاني على تشديد المعايير المفروضة للرقابة على عدد كبير من الشركات والأسواق المالية التي لم تكن تخضع للرقابة من قبل.
وقد لاقت هذه الخطة ولأول مرة ترحيباً غير كاف من الأوروبيين الذين طالما كانوا يطالبون الإدارة الأمريكية بفرض رقابة صارمة على نظامها المصرفي، فقد أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن: "ارتياحه لكون القمة التي تستضيفها بلاده ستشكل نهاية الأحادية الأمريكية" على حد تعبيره، وتحدث ميليباند لأول مرة بمثل هذه اللهجة التفاؤلية فقال لمجلة كورييري ديلاسيرا "إنني واثق من أمر واحد وهو أن أوباما لن يأتي إلى لندن لفرض أفكار وبرامج قوة عظمى". وسواء أوافقت إدارة أوباما على مطالب الأوروبيين كلياً أم جزئياً أورفضتها فسيبقى النظام الرأسمالي العالمي سبب كل مشاكل البشرية وسبب كل ما تعانيه من بؤس وشقاء لا ينتهيان.
1- مؤتمر القمة العربية في الدوحة يفتتح أعماله في ظل أوضاع عربية مزرية وخلافات شخصية مستحكمة.
2- انعقاد مؤتمر قمة العشرين الأسبوع الجاري يعتبر محك اختبار إما لتصارع القوى العظمى وإما لتصالحها.
الأخبار بالتفصيل
1- كدأب سائر مؤتمرات القمم العربية السقيمة افتتح هذا الأسبوع مؤتمر القمة العربية السنوي في العاصمة القطرية الدوحة في ظل أوضاع عربية مزرية تُنتهك فيها من جديد سيادة الدول العربية بشكل صارخ، وكان آخرها السودان الذي أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيسه، والذي تعرض أمنه لاختراق خطير تمثل في غارات جوية تم شنها من قبل العدو على قوافل ومركبات محملة بالأسلحة والأفراد فراح ضحيتها المئات.
وكدأب كل المؤتمرات العربية السابقة أيضاً يسيطر على المؤتمر حالة مزمنة من الخلافات الشخصية بين الحكام العرب فغاب عن حضور المؤتمر رئيس أكبر دولة عربية، وقد اعترف أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى بحقيقة ضعف العمل العربي المشترك.
وانشغل المؤتمرون بالبحث عن صياغات لغوية عقيمة ترضي الزعماء المشاركين في المؤتمر لتعبر عن حالة الهزال والسطحية التي يخيم عليها موضوع المصالحات الشكلية الخالية من أي مضمون، ولتكون هذه المصالحات ذات الطابع العشائري هي الثمرة التي يخرج بها المؤتمر والتي يتبجح فيها المؤتمر بدلاً من وضع الحلول السياسية العملية.
إن هذه القمة العربية الدورية تأتي في ظل ظروف سياسية قاسية تمر بها غالبية الدول العربية، كما تأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة تطحن معها الشعوب العربية في دولاب الفاقة الذي لا يتوقف لحظة عن الدوران، فيما تُظهر آخر الإحصائيات تخلف جميع الدول العربية عن ركب العالم في مجال تسجيل براءات الاختراع وهو مؤشر حقيقي ينم عن فشل العرب في توظيف طاقات وموارد الشعوب العربية نحو خدمتها فشلاً ذريعاً.
لقد أثبت النظام العربي الرسمي العاجز الممثل بجامعة الدول العربية وعلى مدى الستين عاماً الماضية على عمق فشله، كما أنه أسوأ نظام عرفته الشعوب العربية في تاريخها، وأثبت أيضاً أن الجامعة العربية الحاضنة للدول العربية هي أسوأ إطار وضعه الاستعمار الغربي للبلاد العربية، والتي ضمنت بصورة قاطعة تكريس حالة التمزق والانفصال والفرقة بين الدول العربية وشعوبها، وتثبيت ما أرساه وزير خارجية بريطانيا أنطوني إيدن مؤسس الجامعة العربية الفعلي في أربعينيات القرن الماضي من كون الجامعة هي مفرقة حقيقية للعرب ومانعة من وحدتهم.
لذلك كان إسقاط الجامعة العربية والنظام العربي المنبثق عنها أصبح من أهم الضرورات السياسية الملحة في هذه الأيام، ويكفي العرب ستين عاماً من الفشل السياسي المستمر تحت عباءتها.
2- يُعول قادة الدول الصناعية الكبرى في العالم كثيراً على انعقاد مؤتمر قمة الدول العشرين الأكثر تأثيراً في الاقتصاد العالمي والمقرر عقده في لندن في الثاني من نيسان (إبريل) الجاري. فقد حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من احتمالية فشل المؤتمر في الاتفاق على إستراتيجية موحدة لمعالجة الأزمة المالية العالمية الخانقة.
وقال: "إن الأزمة المصرفية تحولت إلى أزمة مالية والأزمة المالية تحولت إلى أزمة اقتصادية واليوم أخشى أننا في حال لم نتحرك كما يجب وبسرعة، قد نتجه وبطريقة خطرة إلى الاضطراب السياسي ثم إلى أزمة سياسية عالمية". وأما وزير الخزانة الأمريكي تيموثي غايتنر فقد كشف الأسبوع الماضي عن خطة تتضمن تفاصيل مشروعين ماليين أساسيين يحددان من وجهة نظر إدارة أوباما مستقبل النظام المالي الأمريكي، ويشكل تطبيقهما ضرورة لإنعاش الاقتصاد الأمريكي على المدى القصير والمتوسط. ويعتمد المشروع الأول على تنظيم الأصول الهالكة التي تعيق النظام المصرفي منذ انفجار الأزمة العقارية في أمريكا، ويعتمد المشروع الثاني على تشديد المعايير المفروضة للرقابة على عدد كبير من الشركات والأسواق المالية التي لم تكن تخضع للرقابة من قبل.
وقد لاقت هذه الخطة ولأول مرة ترحيباً غير كاف من الأوروبيين الذين طالما كانوا يطالبون الإدارة الأمريكية بفرض رقابة صارمة على نظامها المصرفي، فقد أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن: "ارتياحه لكون القمة التي تستضيفها بلاده ستشكل نهاية الأحادية الأمريكية" على حد تعبيره، وتحدث ميليباند لأول مرة بمثل هذه اللهجة التفاؤلية فقال لمجلة كورييري ديلاسيرا "إنني واثق من أمر واحد وهو أن أوباما لن يأتي إلى لندن لفرض أفكار وبرامج قوة عظمى". وسواء أوافقت إدارة أوباما على مطالب الأوروبيين كلياً أم جزئياً أورفضتها فسيبقى النظام الرأسمالي العالمي سبب كل مشاكل البشرية وسبب كل ما تعانيه من بؤس وشقاء لا ينتهيان.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)