النهضة تحتاج إلى سياسيين واعين مخلصين وليس إلى فزيائيين ولا متفيقهين
لمزت قناة العربية من قناة الإسلاميين وتحت عنوان ((إسرائيل تتقدم بالفيزياء ونحن بالفقهاء)) تبنت العربية موقف إحدى الصحف المصرية العلمانية بأن التقدم لا يكون إلا بالعلم وبالفيزياء مستدلة بتفوق إسرائيل العلمي فقالت في الشريط الإخباري الذي عرضته القناة في 23/3 ما ملخصه:
إن روسيا تشتري طائرات بلا طيارين من إسرائيل وقال رئيس أركانها نيكولاي ماكاروف: "إن منظومات الطائرات بلا طيار عندنا لا تلبي احتياجات العصر ونحتاج إلى إسرائيل".
وإن الهند أُم برمجيات الكمبيوتر في العالم تشتري قمراً صناعياً للتجسس من إسرائيل لأن القمر الإسرائيلي ديسات2 هو أدق الأقمار العالمية في المراقبة الليلية.
وإسرائيل تصرف 2500 دولار على تعليم الفرد مقابل 340 دولار عند العرب. وحجم الإنفاق على التعليم عند إسرائيل حوالي 7% من الناتج القومي مقابل 5% في أمريكا وَ 4% في اليابان، وهناك 1395 عالماً وباحثاً لكل مليون من السكان مقابل 136 لكل مليون في الوطن العربي، وتخصص إسرائيل أكثر من ستة مليارات دولار للبحث العلمي بما يوازي 4.5% من الناتج القومي، أما الوطن العربي فيخصص ملياراً ونصف المليار أي أقل من 3% من ناتجه القومي، وإسرائيل هي الدولة الأولى في العالم في مجال النشر العلمي نسبة لعدد السكان، فعدد العلماء الناشرين للبحوث 711 لكل عشرة آلاف نسمة، بينما النسبة في أمريكا 10%. وفي رياض الأطفال الإسرائيلية كمبيوتر لكل طفل، أما عدد مستخدمي الإنترنت فهم خمسون ضعفاً بالنسبة لمستخدميه العرب، ونسبة الكتب المترجمة إلى العبرية 100 كتاب لكل مليون إسرائيلي، وفي العالم العربي ثلاثة كتب فقط لكل مليون عربي!! ....ألخ
وتخلص العربية من خلال هذه الأرقام التي وصفتها بالمرعبة إلى القول بأن العرب لن ينتصروا بكثرة الفقهاء ولا بكثرة الموارد التي لديهم ولكن بالعلم وبالفيزياء. ولكن العربية لم تسأل نفسها سؤالاً بسيطاً وهو لماذا يتخلف العرب في المجال العلمي؟ وهل هذا التخلف عائد إلى الشعب العربي نفسه أم عائد إلى حكامه وإلى أنظمة الحكم الموالية للغرب في البلدان العربية؟
إن التقدم العلمي والصناعي في أية دولة من الدول لا يحصل من دون إرادة سياسية وقيادة قوية مخلصة وواعية، فالتخلف أو التقدم ظاهرتان لا تتعلقان بالشعوب، وإنما تتعلقان بالدول الحاكمة وبالحكام المسيطرين على الشعوب، فإذا كانت الدولة تملك السيادة والإرادة فإنها توجد الثورة الصناعية بسهولة وتحدث التقدم العلمي في البلد بكل بساطة، وإذا كان الحاكم مخلصاً وواعياً ومبدئياً فسرعان ما يحصل التطور وينتشر العلم وترتفع المدنية من دون أية معيقات.
فكل عوامل النهضة مصدرها سياسي فكري، فإذا صلح الساسة والعلماء صلحت أمور الحياة جميعها، وإذا فسدا فسدت الحياة. وهذه بديهية من بديهيات الاسلام وقالها الرسول r في الحديث الشريف: "صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس: الأمراء والعلماء".
أما الخوف من ذكر السبب الحقيقي لانحطاط المسلمين خشية على المصالح الشخصية، والإكتفاء بإلقاء اللوم على الشعوب فهذا نوع من تزييف الحقائق والتدليس على الناس والهروب من الواقع.
فلا العلماء ولا الفقهاء ولا الفزيائيون ولا غيرهم من أصحاب العلوم المختلفة هم من يرتقي بالمجتمعات، وإنما المفكرون والساسة والحكام هم المسؤولون أولاً وأخيراً عن نهضة البلدان أو انحطاطها.
لمزت قناة العربية من قناة الإسلاميين وتحت عنوان ((إسرائيل تتقدم بالفيزياء ونحن بالفقهاء)) تبنت العربية موقف إحدى الصحف المصرية العلمانية بأن التقدم لا يكون إلا بالعلم وبالفيزياء مستدلة بتفوق إسرائيل العلمي فقالت في الشريط الإخباري الذي عرضته القناة في 23/3 ما ملخصه:
إن روسيا تشتري طائرات بلا طيارين من إسرائيل وقال رئيس أركانها نيكولاي ماكاروف: "إن منظومات الطائرات بلا طيار عندنا لا تلبي احتياجات العصر ونحتاج إلى إسرائيل".
وإن الهند أُم برمجيات الكمبيوتر في العالم تشتري قمراً صناعياً للتجسس من إسرائيل لأن القمر الإسرائيلي ديسات2 هو أدق الأقمار العالمية في المراقبة الليلية.
وإسرائيل تصرف 2500 دولار على تعليم الفرد مقابل 340 دولار عند العرب. وحجم الإنفاق على التعليم عند إسرائيل حوالي 7% من الناتج القومي مقابل 5% في أمريكا وَ 4% في اليابان، وهناك 1395 عالماً وباحثاً لكل مليون من السكان مقابل 136 لكل مليون في الوطن العربي، وتخصص إسرائيل أكثر من ستة مليارات دولار للبحث العلمي بما يوازي 4.5% من الناتج القومي، أما الوطن العربي فيخصص ملياراً ونصف المليار أي أقل من 3% من ناتجه القومي، وإسرائيل هي الدولة الأولى في العالم في مجال النشر العلمي نسبة لعدد السكان، فعدد العلماء الناشرين للبحوث 711 لكل عشرة آلاف نسمة، بينما النسبة في أمريكا 10%. وفي رياض الأطفال الإسرائيلية كمبيوتر لكل طفل، أما عدد مستخدمي الإنترنت فهم خمسون ضعفاً بالنسبة لمستخدميه العرب، ونسبة الكتب المترجمة إلى العبرية 100 كتاب لكل مليون إسرائيلي، وفي العالم العربي ثلاثة كتب فقط لكل مليون عربي!! ....ألخ
وتخلص العربية من خلال هذه الأرقام التي وصفتها بالمرعبة إلى القول بأن العرب لن ينتصروا بكثرة الفقهاء ولا بكثرة الموارد التي لديهم ولكن بالعلم وبالفيزياء. ولكن العربية لم تسأل نفسها سؤالاً بسيطاً وهو لماذا يتخلف العرب في المجال العلمي؟ وهل هذا التخلف عائد إلى الشعب العربي نفسه أم عائد إلى حكامه وإلى أنظمة الحكم الموالية للغرب في البلدان العربية؟
إن التقدم العلمي والصناعي في أية دولة من الدول لا يحصل من دون إرادة سياسية وقيادة قوية مخلصة وواعية، فالتخلف أو التقدم ظاهرتان لا تتعلقان بالشعوب، وإنما تتعلقان بالدول الحاكمة وبالحكام المسيطرين على الشعوب، فإذا كانت الدولة تملك السيادة والإرادة فإنها توجد الثورة الصناعية بسهولة وتحدث التقدم العلمي في البلد بكل بساطة، وإذا كان الحاكم مخلصاً وواعياً ومبدئياً فسرعان ما يحصل التطور وينتشر العلم وترتفع المدنية من دون أية معيقات.
فكل عوامل النهضة مصدرها سياسي فكري، فإذا صلح الساسة والعلماء صلحت أمور الحياة جميعها، وإذا فسدا فسدت الحياة. وهذه بديهية من بديهيات الاسلام وقالها الرسول r في الحديث الشريف: "صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس: الأمراء والعلماء".
أما الخوف من ذكر السبب الحقيقي لانحطاط المسلمين خشية على المصالح الشخصية، والإكتفاء بإلقاء اللوم على الشعوب فهذا نوع من تزييف الحقائق والتدليس على الناس والهروب من الواقع.
فلا العلماء ولا الفقهاء ولا الفزيائيون ولا غيرهم من أصحاب العلوم المختلفة هم من يرتقي بالمجتمعات، وإنما المفكرون والساسة والحكام هم المسؤولون أولاً وأخيراً عن نهضة البلدان أو انحطاطها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق