الجمعة، 6 مارس 2009

مذكرة اعتقال البشير درس موجع وبليغ على الحكام أن يعوه جيداً


مذكرة اعتقال البشير درس موجع وبليغ على الحكام أن يعوه جيداً

مذكرة أوكامبو القاضية باعتقال البشير تحولت إلى أمر اعتقال صدر عن قضاة محكمة الجنايات الدولية و التي لا شغل لها ولا شاغل إلا في ديار المسلمين والمستضعفين. إن مذكرة الاعتقال هذه بحد ذاتها تحمل كل معاني الاستخفاف والسخرية بالشعوب الإسلامية، وتثير مشاعر الغضب لديها، وتستفز الحليم فيحيله حيراناً.
وتأتي هذه المذكرة في توقيت لم ينس فيه العالم الذي يُسمى بالمتحضر بعد جرائم دولة يهود في قطاع غزة، ولم ينسى سفك دماء الأطفال والنساء والشيوخ بالرصاص المسكوب من طائرات F16 ومن الأباتشي وبكل أنواع القذائف المحرم استخدامها دولياً كالقنابل الحارقة المصنوعة من الفسفور الأبيض ضد المدنيين.
لقد كان الأولى بقضاة ومدعي العدالة في محكمة الجنايات الدولية أن يوجهون مذكرات اعتقال إلى قادة يهود الذين ما انفكوا عن سفك دماء الفلسطينيين واللبنانيين ومن قبل المصريين والعرب والمسلمين.
فمنذ قدوم عصابات بني صهيون في النصف الأول من القرن الماضي ولم يتوقف مسلسل القتل والذبح والإبادة بحق المسلمين في فلسطين، فأين كانت عدالة المجتمع الدولي من هذه الجرائم؟!
أم أن العدالة تتعطل عندما يتعلق الأمر باليهود؟ ولماذا لا تمس العدالة الأمريكان الذين قتلوا الآمنين في العراق وأفغانستان؟ أم الروس الذين ذبحوا الشيشان؟ أم الصينيين الذين قتلوا أهل تركستان؟
إن هذه العدالة الدولية المعطوبة هي التي قسّمت العالم إلى أسياد وعبيد، وإلى عالم أول وعوالم دون ذلك، وهي نفسها التي تهيئ لانفجار المغلوبين على أمرهم في نهاية المطاف لتتغيّر هذه المعادلة الدولية الظالمة.
إن الغرب الذي لا تمسه العدالة يتعامل مع الشعوب المستضعفة وكأنه معصوم عن الخطأ، فكل جرائمه مبررة، وكل مظالمه معللة، فهو يتعامل بكل عجرفة وعنجهية مع الآخر المسكين الذي لا حول له ولا قوة، ولسان حاله يقول: إما أن تقبل بهذا الظلم (العادل الشرعي) وإما أن ترحل عن هذه الحياة غير مأسوف عليك.
إن هذا الواقع المرير يجب أن يتغير، وعلى الشعوب المستضعفة أن تنتفض ضد جلاديها الغربيين مصاصي الدماء، وأن تُعلنه ثورة شاملة ضد كل ألوان وأشكال الاستعمار الجديد.
فهذا الرئيس السوداني حسن البشير كم أسدى للغرب من خدمات ومع ذلك فقد أصدروا ضده أمر اعتقال. لقد تعاون البشير مع أمريكا في فصل جنوب السودان، وتعاون معها في الصومال، وتعاونت مخابراته مع المخابرات الأمريكية في محاربة ما يُسمى بالإرهاب، فماذا كانت النتيجة؟ هل شفعت له خدماته الكثيرة التي قدمها للغرب في منع إصدار مذكرة اعتقال ضده؟
وقبل البشير هناك زعماء كثر استخدمتهم أمريكا والغرب في قضاء مصالحهم، ثم ألقت بهم على قارعة الطريق. ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الرئيس الصومالي عبد الله يوسف الذي قضى عمره يحارب المسلمين بكل ما أوتي قوة إلى جانب الأمريكان وتابعيهم الأثيوبيين التابعين ولكن ومع ذلك فقد انتهى به المطاف لاجئاً في اليمن. ومنهم الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي قدّم بلاده على طبق من فضة للأمريكان فما كان جزاؤه إلاّ أن أخرجوه من السلطة مذموماً مطروداً لا يلوي على شيء. ومنهم الرئيس العراقي وكلنا رأى نهايته المروعة، ومنهم حكام إندونيسيا الذين خدموا الأمريكان لدرجة تخليهم عن تيمور الشرقية فكان جزاؤهم الطرد من السلطة والاستبدال بهم غيرهم ممن يستطيعون تقديم المزيد من الخدمات للأمريكان.
هذه هي أمريكا والغرب فهم لا يبالون حتى بأخلص عملائهم فيستبدلونهم إذا انتهى دورهم كما يستبدلون أحذيتهم.
وهذه دروس مؤلمة وبليغة على الحكام استيعابها جيداً، وأخذ العبرة منها، لأن مصيرهم قد لا يختلف عن مصير من سبقهم من الحكام الذين لاقوا مصيراً معتماً في نهاية عهودهم، فلا بكت عليهم شعوبهم ولا واساهم الغرب وأكرمهم، فلعلّ هؤلاء أن يعتبروا ويتعظوا قبل فوات الأوان.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

good

غير معرف يقول...

بشرى في اعتقال البشير
البشرى من وراء البشير أن الأمة أدركت أكثر من أي وقت مضى أن هؤلاء الحكام لا يملكون الدفاع عن أنفسهم فكيف يدافعون عنها, وصدق فيهم قول الشاعر (من يهن يسهل الهوان عليه) وقوله(من كان يرضى بالهوان لقومه بلا بد أن يرضى بالهوان لنفسه)والبشرى أن الأمة ستعمل بعد هذا الإدراك لايجاد الراعي الحقيقي لها, الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حقه (إنما الإمام جُنّة يُقاتل من ورائه ويُتقى به).
اللهم أكرمنا ومكنّا من التخلص من حكامنا عملاء الغرب الكافر.