الاثنين، 23 مارس 2009

بروز إيران كقوة نووية لا يمنع من تبعيتها لأمريكا

بروز إيران كقوة نووية لا يمنع من تبعيتها لأمريكا

صحيح أن لإيران دوراً إقليمياً بارزاً في المنطقة يختلف عن دور أي دولة عربية، لكنه لا يعني أن دورها هذا يجعلها دولة مستقلة تتخذ قراراتها من منطلقات سياسية ذاتية محضة. وصحيح أن إيران تختلف كثيراً عن الدول العربية التي لا تُشكل بمجموعها لاعباً إقليمياً ذا قيمة في المنطقة نظراً لضعف أنظمة الحكم فيها، ولتفرقها، ولانحطاط مستوى نظرتها السياسية الإقليمية. فمصر كبرى الدول العربية على سبيل المثال تقف موقفاً باهتاً من سائر القضايا العربية المهمة كقضية فلسطين وقضايا العراق والسودان ودارفور وغيرها، وهو ما جعل مكانتها السياسية في المنطقة تضمحل تدريجياً بحيث انحسر نفوذها السياسي الخارجي إلى حد كبير، وانكفأت على نفسها، وأصبحت نظرتها لأمنها القومي نظرة محلية قاصرة، فسقطت من كونها دولة حاملة لصفات الدولة الإقليمية.
وما ينطبق على مصر ينطبق بالتأكيد على سائر الدول العربية، وهذا بخلاف إيران التي وسّعت نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، واستخدمت قوتها المذهبية والاقتصادية في التدخل في شؤون دول المنطقة، ففرضت نفسها عليها بجدارة كقوة إقليمية منافسة للقوتين الإقليميتين في المنطقة وهما إسرائيل وتركيا.
وقد اعترفت أمريكا والدول الغربية وروسيا والصين بالفعل بقوة إيران الإقليمية، وبثقلها السياسي، وخاصة بعد أن طوّرت إيران قدراتها النووية بشكل ذاتي، وأصّرت على تتويجها بتخصيب اليورانيوم متجاهلة جميع التهديدات الدولية.
لكن قيام إيران بهذا الدور الإقليمي الكبير لا يمنع من تبعيتها في سياساتها الخارجية لأمريكا، وما يؤكد ذلك توافق سياساتها تلك توافقاً تاماً مع المصالح الأمريكية في أفغانستان والعراق وغيرهما. إضافة إلى استمرار استخدام أمريكا لإيران كفزّاعة لدول الخليج مكّنت أمريكا من بسط نفوذها على المنطقة بشكل شبه مطلق.
والخلاصة أنه لا توجد سياسة خارجية حقيقية لإيران في أية منطقة من المناطق تتصادم مع السياسات الأمريكية، وهذا ما يؤكد تبعية إيران في سياساتها الخارجية لأمريكا.

ليست هناك تعليقات: