التعليق السياسي
اختلاف المتحاورين في القاهرة حول مفهومي "احترام" الاتفاقيات وَ"الالتزام" بها
هو اختلاف في التكتيك وليس في الإستراتيجية
يحتدم الجدال بين ممثلي حركتي حماس وفتح في القاهرة حول مسألة قبول الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية من جهة وبين دولة يهود من جهة ثانية. فبينما تُلح حركة فتح على وجوب التزام حركة حماس بالاتفاقيات المذكورة، تقترح حركة حماس استخدام لفظ "احترام" تلك الاتفاقيات بدلاً من الالتزام بها.
فالاحترام وفقاً لمفهوم حركة حماس لا يعني الالتزام والتقيد وإن كان يعني التقدير والمشروعية. لكن هذا المعنى القانوني لكلمة احترام وبيان الاختلاف بينه وبين معنى الاحترام ما هو سوى تلاعب بالألفاظ ليس إلا، لأن الأصل اللغوي للكلمة تعني الرضا والقبول بالشيء احتراماً وتقديراً بخلاف معنى كلمة "الالتزام" الذي يعني التقيد بالشيء اضطراراً وليس بدافع الاحترام.
وعلى أية حال فإن الاحترام بكل معانيه لا يعني التحلل من الاتفاقيات، أو إلغائها، ولا حتى تجميدها، وإنما يعني بحسب حركة حماس قبول الالتزام بها من قبل الآخرين وليس من قبلها هي.
وبهذا المعنى الذي تريده حماس لمعنى كلمة الاحترام تكون قد وافقت على أن تكون السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية هي الجهة التي تلتزم بالاتفاقيات وهو ما يدل عليه قبول حماس ببرنامج "حكومة الوحدة الوطنية" والذي هو برنامج حل وسط بين الحركتين يخول الحكومة أو السلطة أو المنظمة الالتزام بالاتفاقيات السابقة الموقع عليها.
إن هذا الاختلاف بين مسؤولي حماس ومسؤولي فتح حول مفهوم "الاحترام" ومفهوم "الالتزام" هو اختلاف شكلي لا يمس الجوهر، وهو نوع من التكتيكات السياسية ولا علاقة له بالإستراتيجية. فالذي يحترم كالذي يلتزم، وهما سيّان في السير بالعملية السليمة، وبالتالي فالنهاية لكليهما واحدة، والنتيجة واحدة.
ثم إن مجرد قبول حماس بفكرة المصالحة مع فتح تحت رعاية عمر سليمان الذي يتلقى الأوامر والتعليمات من واشنطن بشكل مكشوف يعني أن حماس قد وقعت في شرك النظام العربي الرسمي التابع للنظام الدولي، والذي يرضخ بالضرورة لما يُملى عليه من المجتمع الدولي الذي تسيطر عليه أمريكا والدول الكبرى الغربية الأخرى.
فالمسألة إذاً ليست مسألة كلمات وتعابير، وإنما هي مسألة إرادة وقرارات غير خاضعة للقوى الاستعمارية.
فإذا اختارت حركة حماس (المقاومة) فلا يمكنها أن تختار (السلطة) لأن المزاوجة بينهما عملية مستحيلة في ظل هذه الظروف التي يصنعها الأعداء. فعلى حماس أن تختار إما مقاومة حتى الانتصار، وإما سلطة تحت رحمة صُنّاع القرار.
أما محاولة مسك العصا من المنتصف في هذه الحالة فهي محاولة فاشلة وستنتهي بصاحبها بالضرورة إلى ترك خيار المقاومة فعلياً والتمسك بها شكلياً، بينما هو في الواقع يسير بخطىً مرسومة نحو السلطة الموهومة، فينزلق في مزالجها وتشعباتها الكثيرة، ويضيع في زحام متاهاتها اللامتناهية.
إن حماس التي اختارت هذا الدرب ستعيد حتماً مشوار حركة فتح البائس وستنتهي بالضرورة إلى ما انتهت إليه حركة فتح من قبل.
اختلاف المتحاورين في القاهرة حول مفهومي "احترام" الاتفاقيات وَ"الالتزام" بها
هو اختلاف في التكتيك وليس في الإستراتيجية
يحتدم الجدال بين ممثلي حركتي حماس وفتح في القاهرة حول مسألة قبول الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية من جهة وبين دولة يهود من جهة ثانية. فبينما تُلح حركة فتح على وجوب التزام حركة حماس بالاتفاقيات المذكورة، تقترح حركة حماس استخدام لفظ "احترام" تلك الاتفاقيات بدلاً من الالتزام بها.
فالاحترام وفقاً لمفهوم حركة حماس لا يعني الالتزام والتقيد وإن كان يعني التقدير والمشروعية. لكن هذا المعنى القانوني لكلمة احترام وبيان الاختلاف بينه وبين معنى الاحترام ما هو سوى تلاعب بالألفاظ ليس إلا، لأن الأصل اللغوي للكلمة تعني الرضا والقبول بالشيء احتراماً وتقديراً بخلاف معنى كلمة "الالتزام" الذي يعني التقيد بالشيء اضطراراً وليس بدافع الاحترام.
وعلى أية حال فإن الاحترام بكل معانيه لا يعني التحلل من الاتفاقيات، أو إلغائها، ولا حتى تجميدها، وإنما يعني بحسب حركة حماس قبول الالتزام بها من قبل الآخرين وليس من قبلها هي.
وبهذا المعنى الذي تريده حماس لمعنى كلمة الاحترام تكون قد وافقت على أن تكون السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية هي الجهة التي تلتزم بالاتفاقيات وهو ما يدل عليه قبول حماس ببرنامج "حكومة الوحدة الوطنية" والذي هو برنامج حل وسط بين الحركتين يخول الحكومة أو السلطة أو المنظمة الالتزام بالاتفاقيات السابقة الموقع عليها.
إن هذا الاختلاف بين مسؤولي حماس ومسؤولي فتح حول مفهوم "الاحترام" ومفهوم "الالتزام" هو اختلاف شكلي لا يمس الجوهر، وهو نوع من التكتيكات السياسية ولا علاقة له بالإستراتيجية. فالذي يحترم كالذي يلتزم، وهما سيّان في السير بالعملية السليمة، وبالتالي فالنهاية لكليهما واحدة، والنتيجة واحدة.
ثم إن مجرد قبول حماس بفكرة المصالحة مع فتح تحت رعاية عمر سليمان الذي يتلقى الأوامر والتعليمات من واشنطن بشكل مكشوف يعني أن حماس قد وقعت في شرك النظام العربي الرسمي التابع للنظام الدولي، والذي يرضخ بالضرورة لما يُملى عليه من المجتمع الدولي الذي تسيطر عليه أمريكا والدول الكبرى الغربية الأخرى.
فالمسألة إذاً ليست مسألة كلمات وتعابير، وإنما هي مسألة إرادة وقرارات غير خاضعة للقوى الاستعمارية.
فإذا اختارت حركة حماس (المقاومة) فلا يمكنها أن تختار (السلطة) لأن المزاوجة بينهما عملية مستحيلة في ظل هذه الظروف التي يصنعها الأعداء. فعلى حماس أن تختار إما مقاومة حتى الانتصار، وإما سلطة تحت رحمة صُنّاع القرار.
أما محاولة مسك العصا من المنتصف في هذه الحالة فهي محاولة فاشلة وستنتهي بصاحبها بالضرورة إلى ترك خيار المقاومة فعلياً والتمسك بها شكلياً، بينما هو في الواقع يسير بخطىً مرسومة نحو السلطة الموهومة، فينزلق في مزالجها وتشعباتها الكثيرة، ويضيع في زحام متاهاتها اللامتناهية.
إن حماس التي اختارت هذا الدرب ستعيد حتماً مشوار حركة فتح البائس وستنتهي بالضرورة إلى ما انتهت إليه حركة فتح من قبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق