دور الرئيس الباكستاني مشرف شارف على الانتهاء:
إن إعلان الائتلاف الحكومي عن بدء إجراءات إقالة الرئيس برويز مشرف لم تأت من فراغ فلم يحصل إلا بعد زيارة رئيس وزراء الحكومة الباكستانية رضا جيلاني إلى واشنطن واجتماعه بالرئيس الأمريكي جورج بوش.
فقبل هذه الزيارة كان زرداري رئيس حزب الشعب يرفض ضغوط شريكه نواز شريف بالعمل على إقالة مشرف ويدعو إلى التعايش معه، ولكن بعد زيارة جيلاني تغير خطاب زرداري واتفق مع شريف على العمل معاً للإطاحة بمشرف.
من ناحية دستورية يستطيع مشرف حل البرلمان والحكومة والتخلص من زرداري وشريف في ضربة واحدة لكن من ناحية واقعية يبدو أن أمريكا لن تسمح لمشرف بالقيام بذلك وهذا ما جعل الائتلاف الحكومي يبدأ في إجراءات الإقالة.
أما لماذا غيّرت أمريكا رأيها بمشرف عميلها الأكبر في محاربة الإسلام في أفغانستان؟! فالسبب في تغييرها لرأيها يعود إلى عجز مشرف عن القيام بكبح جماح بعض الأجهزة العسكرية الباكستانية التي تقوم بدعم طالبان أفغانستان، فقد قال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال ديفيد ماكيرنان الخميس الفائت لمحطة التلفزيون الأمريكية (سي إن إن): "هل أعتقد أن هناك شكلاً من أشكال التواطؤ من جانب جهاز الاستخبارات الباكستانية؟ نعم أعتقد"، وأضاف ماكيرنان: "شاهدنا عدداً متزايداً من المقاتلين الأجانب في جنوب وشرق أفغانستان السنة الحالية وننتظر من السلطات في باكستان التحرك ضد ملاذاتهم الآمنة".
وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) ذكرت أن ستيف كيبس وهو الرجل الثاني في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) توجه إلى إسلام آباد ليطلب توضيحات من السلطات الباكستانية ويقدم لها أدلة على تواطؤ الاستخبارات الباكستانية مع شبكة التمرد التي يقودها جلال الدين حقاني.
وأكدت الصحيفة: "أن الأمريكيين رصدوا اتصالات تثبت على ما يبدو تورط بعض عناصر الاستخبارات الباكستانية في الاعتداء على سفارة الهند في كابول الذي أسفر عن مقتل ستين شخصاً".
ويبدوا أن هذا الفشل في معالجة هذه المشكلة الأمنية الخطيرة والكبيرة بالنسبة للأمريكيين يتحمله الرئيس الباكستاني برويز مشرف لاسيما وأن الحكومة لا تستطيع فعل شيء بدون تدخل الرئيس وإقراره.
فالحكومة مشلولة والرئيس عاجز ولا يوجد بينهما أدنى شكل من أشكال التنسيق، لذلك كان لا بد من التخلص من مشرف لإفساح المجال للحكومة القيام بالدور الذي لم يستطع مشرف القيام به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق