حكومة أردوغان تقبل بإشراك ( إسرائيل ) في نشاطات غير
عسكرية في حلف الناتو
استجابت حكومة أردوغان التركية لمبادرة أندرس فوغ راسموسن الأمين العام
لحلف شمال الأطلسي ( الناتو ) الذي رعى عملية مصالحة بين الأتراك و ( الاسرائيليين
) خلال لقاء جمعهما في العاصمة البلجيكية بروكسل مطلع الشهر الجاري.
وبموجب هذه المصالحة وافقت حكومة أردوغان على إلغاء رفضها لمشاركة إسرائيل
في نشاطات غير عسكرية في الحلف.
وكانت الحكومة التركية تشترط لمشاركة ( اسرائيل ) في نشاطات الحلف أن تقوم
الأخيرة بتقديم اعتذار رسمي على قيام القوات البحرية ( الاسرائيلية ) بقتل 9 أتراك
على سفينة مرمرة في مايو / أيار من العام 2010 عندما كانت السفينة تبحر في مياه
غزة محاولة كسر الحصار(الاسرائيلي ) المفروض على القطاع ضمن عملية اسطول الحرية.
لكن حكومة أردوغان تخلت عن شرط الاعتذار ورضخت لاملاءات الحلف وقبلت باشراك
( اسرائيل ) في نشاطاته.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
لماذا وافقت حكومة أردوغان على إسقاط شرطها وقبلت باشراك ( اسرائيل ) في
نشاطات الحلف بالرغم من ( اسرائيل ) لم تعتذر؟
فما هو سبب هذا التنازل؟ وما هي مصلحة تركيا بالقبول بهذا التنازل مع عدو
صلف لا يحترم تركيا ولا يأبه بها؟
ان الجواب على هذه التساؤلات تكمن في ان الدولة التركية أعجز من أن تفرض
رأيها على الحلف وأضعف من أن تُواجه الثقل
( الاسرائيلي ) لدى حلف الناتو.
وعلى الساسة الأتراك وصنّع القرار في تركيا أن يدركوا أنّ علاقة دول الحلف
مع ( اسرائيل ) أقوى بكثير من علاقة تلك الدول مع تركيا بالرغم من أن تركيا عضو
رسمي في الحلف بينما ( اسرائيل ) ليست عضواً فيه.
ان تركيا بلد مسلم وهذا هو سبب النظر اليه من قبل الحلف بارتياب،بينما (
اسرائيل ) دولة يهودية علمانية رأسمالية تحمل نفس القيم الحضارية الغربية المعادية
للاسلام والمسلمين.
فعلى قادة تركيا ادراك هذه الحقيقة، وهي ان العداء الغربي مع البلدان
الاسلامية هو عداء عقائدي مبدئي لا يخفف منه انخراط تركيا في حلف الناتو الغربي،
لأن الروح العدائية الموجود لدى الدول الغربية ضد الاسلام هي روح صليبية مستحكمة
في نفوس الغربيين، وهذا هو سبب انحيازهم الأعمى لصالح ربيبتهم ( اسرائيل ).
ان على الساسة في تركيا ان ينسحبوا من الحلف على الفور وان ينحازوا لامتهم
الاسلامية وان لا يرتبظوا بأية أحلاف مع الدول الغربية.