أين الدولة الليبية من ميليشيات تُشرف
عليها أمريكا؟!
قال فتحي العبيدي لرويترز - وهو قيادي في جماعة
"درع ليبيا" التي تضم تحت لوائها عددا من المليشيات المسلحة التي رفضت
الانضمام إلى الجيش الرسمي بعد الإطاحة بالقذافي العام الماضي قائلة إن الجيش لا
يزال خاضعا لإدارة أفراد موالين للقذافي – قال :" إن فريقا يضم نحو عشرة
أميركيين من السفارة في طرابلس زاروا قاعدة شبه عسكرية في مدينة بنغازي قبل 11
يوما لإجراء مقابلات والبحث عن مجندين محتملين".
وأضاف: "طلب منا الفريق الأميركي زيارة لقاعدتنا وأعطيناهم
الإذن للتحرك بحرية، ووقفوا مع الكثير من رجالنا ليحصلوا على معلومات وسألوهم عن
أعمارهم وخلفياتهم وانتماءاتهم القبلية وأرادوا معرفة نوع التدريب الذي تلقوه إن
كانوا قد تلقوا تدريبا".
وأوضح أن :" فريق المسؤولين الأميركيين يضم القائم بالأعمال
الأميركي لورنس بوب وكبير مدربي فريق القوات الخاصة الليبية في المستقبل وأنه طلب
مني اختيار نحو 400 من هؤلاء الشباب تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عاما للتدريب من
أجل هذه القوة ويمكن تدريبهم في ليبيا أو خارجها".
وكان العبيدي قد ساعد فريقا من مشاة البحرية الأميركية في
سبتمبر/أيلول الماضي على قيادة جهود أثمرت عن إنقاذ مجموعة من الأميركيين
المختبئين في منزل آمن بعد هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي قتل فيه السفير
الأميركي كريستوفر ستيفنز.
هكذا وبكل وقاحة تعمل أمريكا في
ليبيا فلا ترعى لها حرمة، ولا تحفظ لها سيادة، فتتصل بالميليشيات الخارجة عن سلطة
الدولة، وتُنظم عملاء من العسكريين والسياسيين من دون أن تأخذ إذناً من أحد، أو
حتى تُعطي مجرد إشعار لأحد بأنّ لها صلات مع أفراد أو مجموعات من الليبيين على
الأرض الليبية.
تتصرف وكأنّ الدولة غير موجودة،
وكأنّها هي المسؤولة عن أمن ليبيا وسيادتها.
ويبدو أن الذي جعل أمريكا تتصرف
من وراء ظهر الدولة كونها لا تثق بها، ويبدو أن أوروبا هي التي تتحكم في كل مفاصل
الدولة الليبية وهو ما جعل أمريكا تدخل من باب الميليشيات لأن أبواب الدولة التي أوصدت
أمامها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا
تصمت الدولة الليبية على انتهاك سيادتها من قبل أمريكا وأوروبا، وأن تصمت بشكل خاص
على هذا التدخل الأمريكي السافر في شؤونها الداخلية؟
وأي جبن هذا الذي يسيطر علىى كل
قيادات الدولة ومؤسساتها فلا تنبس حول هذا الموضوع ببنت شفة؟؟
ثمّ من هو هذا العبيدي الذي يتبجح
بعلاقاته المشبوهة بالأمريكان ولا أحد يحاسبه، كما لا يخشى من محاسبة أحد له؟
إنّ هذه الدولة الليبية التي يتم
اختراقها - بمثل هذه البساطة - لا تستحق
أن تكون ممثلة للشعب الليبي الذي قدّم النفس والنفيس في ثورته المباركة للتخلص من
طاغيته القذافي.
انّ على الليبيين أن يُجدّدوا
ثورتهم، وان ينتفضوا من جديد، وأن يتخلصوا من هؤلاء الحكام الجبناء العملاء، وان
يقيموا دولة قوية لا تخضع لا لامريكا ولا لاوروبا ولا لغيرهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق