الجمعة، 16 نوفمبر 2012

العدوانُ ( الاسرائيلي ) الغادرُ على غزة يُقابَلُ بتخاذلٍ عربيٍ مُريب



العدوانُ ( الاسرائيلي ) الغادرُ على غزة يُقابَلُ بتخاذلٍ عربيٍ مُريب




قبيل بدء العدوان ( الاسرائيلي ) الأخير على غزة تسربت بعض الأنباء مفادها ان مسؤولين في الحكومة المصرية كانوا يتوسطون بين ( اسرائيل ) وحركة حماس للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين الطرفين تدوم خمس سنوات، وقيل – وفقاً لتلك التسريبات -  بأنّ القائد العسكري الراحل أحمد الجعبري قد وافق  على تلك الهدنة، وأنّه باشر بنفسه دراسة حيثياتها وكيفية تنفيذها على الأرض.
وبينما أمِنت قيادات حماس من عدوان ( اسرائيل ) عليها لأنّها ظنّت أنّ التفاوض حول الهدنة من خلال مصر سيحميها من العدوان، وأنّ دراستها للهدنة المعروضة يُحصّنها من الاعتداء، فإذا بالغدر (الاسرائيلي) يصبّ حممه على غزة ويغتال فيها أكبر قائد عسكري لحماس.
إنّ شيمة الغدر ( الاسرائيلي ) أمر معهود ومعروف، وهو ليس بالشيئ الغريب على قوم بهت كاليهود الذين لهم تاريخ حافل بالخيانة والغدر ونقض العهود.
لكن الذي يُلام ها هنا هم المسلمون في غزة ومصر الذين يأمنون ليهود ويُصدّقونهم، والمفروض أنّهم تعلموا واتعظوا من التجارب العديدة التي خاضوها معهم، والتي أثبتت في كل مرة وجود صفات المكر والغدر والخيانة وجوداً طبيعياً لديهم.
إنّ على القيادة المصرية الحالية أن لا تكتفي بسحب السفير المصري من تل أبيب، أو أن تُرسل رئيس وزرائها هشام قنديل إلى غزة بزيارة تضامنية، أو أن تُقدّم بعض الخدمات الانسانية والصحية لسكان القطاع، إنّ عليها أن تتبنى قضية غزة وأن تعتيرها قضيتها، وتعتير أن أراضي غزة لا تختلف عن أية أراضي مصرية أخرى، فتعمل بشكل جاد على رفع العدوان ( الاسرائيلي) عليها بشكل قاطع ولو أدّى ذلك إلى دخولها في حربٍ معها.
إنّ أولى الخطوات الواجب اتخاذها ضد ( اسرائيل ) هي إلغاء إتفاقية كامب ديفد معها والتحرر بالتالي من القيود المفروضة عليها بموجب هذه الاتفاقية.
أمّا القول بأنّ على مصر أن تحترم الاتفاقيات الدولية بما فيها إتفاقية كامب ديفد فهذا قول سخيف، لأنّ هذه الاتفاقيات من جهة ليست مقدسة وهي قابلة للتغيير والتعديل، ومن جهة ثانية فأنّها إتفاقيات ظالمة ولا يجوز الحفاظ عليها ولو للحظة.
إنّ غطرسة ( اسرائيل ) وتجدد عدوانها على الدول العربية كعدوانها على السودان قبل أسابيع، وعدوانها الحالي الغادر على غزة، لا يجب أن يُواجه بالاستنكارات وبسحب السفراء وبالتضامن المعنوي والانساني مع أهل غزة، ولا يُواجه كذلك بالطلب من امريكا والمجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها، بل يجب أن يُواجه بشن الحرب عليها واقتلاعها من جذورها، وهو أمر ممكن ووارد.
أما استمرار الأساليب القديمة البالية كالطلب من مجلس الأمن الدولي بالانعقاد، وكاجتماع سفراء الجامعة العربية لبحث العدوان، وما شاكل ذلك من أساليب يائسة بائسة فهو يعني أنّ الدول العربية - لا سيما الدول التي قامت بعد الثورات - ما زالت تسير في نفس الطريق التعيس للدول العربية قبل الثورات، وكأنك يا زيد ما غزيت.
إنّ الشعوب العربية اليوم تقف أمام مفترق طرق وأمامها خياران لا ثالث لهما: فإمّا الاستمرار في طريق الخنوع والاستسلام والتخاذل والتبعية لأمريكا والغرب، وإمّا الانعتاق من ربقة التبعية ومواجهة التحديات بإرادة من حديد.


هناك 3 تعليقات:

صهيب يقول...

وهل من المتوقع ممن قتل المجاهدين في سيناء لاثبات جدارته الراسية لامريكا واسرائيل ومن ياخذ قروضا ربوية ان يقف مع اهل غزة فعليا بالدخول في حرب ضد اسرائيل
انه لا يملك الا الخداع الاعلامي لبيان انه مع اهل غزة فاهل الكنانة له بالمرصاد فعليه ان يخدعهم اعلاميا حتى لا يلاقي مصير مبارك

صهيب يقول...

واضيف زيادة في الاذلال وعدم حساب للنظام الجديد في مصر قامت اسرائيل بقصف مقر حكومة حماس بعد ان دخلها هشام قنديل لتوصل له رسالة فهل سمعنا اي رد على هذه الاهانة وبعدها وقبل ان يصل وزير خارجية تونس قصفت اسرائيل مدرسة كانت تونس قد بنتها فماذا كان رد وزير الخارجية التونسي ان لم يكن من يستلم الحكم مطبقا للاسلام تطبيقا كاملا فلا نتوقع منه خيرا

احمد الخطواني يقول...

ان موقف مرسي وحكومته من احداث غزة هو لا يزيد عن التأييد الكلامي والدعائي وزيارة رئيس وزرائه هي زيارة دعائية والمساعدات التي تقدمها مصر لغزة لا تختلف عن اية مساعدات طبية وانسانية تقدمها جمعيات حقوق الانسان.