الدلالات السياسية للحوار بين أمريكا والاخوان المسلمين
بعد أن أدلت وزيرة الخارجية الامريكية في وقت سابق من الاسبوع الماضي بتصريحات جديدة تتعلق بالحركات الاسلامية في العاصمة المجرية بودابست فقالت :"إن ادارة الرئيس اوباما تواصل سياسة اجراء اتصالات محدودة مع جماعة الاخوان المسلمين، وهي اتصالات مستمرة منذ ما يقرب من خمس او ست سنوات"، ومضت كلينتون للقول إنه "نظرا لتغير الواقع السياسي في مصر، فانه من مصلحة الولايات المتحدة ان تتفاعل مع كل الاطراف التي تلتزم بالنهج السلمي وتنبذ العنف والتي تنوي المشاركة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة."
وأصرت الوزيرة الامريكية على ان:" الجانب الامريكي سيواصل الاصرار - في هذه الاتصالات - على اهمية الالتزام بالديمقراطية ونبذ العنف واحترام حقوق الاقليات ومشاركة المرأة في الحياة العامة".
بعد ذلك رحّبت جماعة الاخوان المسلمين بالحوار مع أمريكا على لسان الناطق باسم الجماعة محمد غزلان قوله: "نرحب بالحوار مع امريكا لإزالة اي سوء فهم وجسر اي هوة". وذلك وفقاً لما نقلته وكالة اسوشيتدبرس.
ان مجرد قبول الاخوان بمبدأ التفاوض مع الأمريكان يعني تنازلهم عن ثوابت اسلامية قطعية لا يجوز لأي حركة الاسلامية التساهل فيها بحال من الأحوال ومن أهم هذه الثوابت على الصعيد السياسي :
1- الاعتراف بدور أمريكا المحوري في التدخل بالشؤون العربية والاسلامية.
2- قبول الشروط السياسية الأمريكية للتدخل وأهمها الاحتكام إلى الديمقراطية بدلاً من الاسلام.
3- الاقرار بالواقع السياسي الدولي الحالي الذي تتمتع أمريكا فيه بدور القائد والمنظم للعلاقات الدولية.
4- الالتزام ضمناً بمعايير ما يُسمى بالمجتمع الدولي ومنها عدم تغيير الواقع السياسي المفروض على المنطقة من قبل أمريكا وشركائها الكبار، وهو ما يعني الحفاظ على وجود الكيانات العربية الهزيلة التابعة للغرب ووجود كيان يهود القوي مهدداً لها.
هذه هي بعض الشروط السياسية الضمنية المطلوب الالتزام بها للحوار مع امريكا،
فهل يقبل أي مسلم حر بهذه الشروط المهينة؟؟!.
هناك 6 تعليقات:
نعم
في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها الامة الاسلامية.
واحتلال امريكا الحالي لبلاد اسلامية، فهي دولة غاشمة موجودة على صدور المسلمين جبرا عنهم وبقوتها وجبروتها وينبغي التعامل معها بحكمة.
التعامل بحكمة لا يعني التفاوض معها، فالتفاوض معها لا يجلب الا الكوارث وسيؤدي الى الانزلاق في طريق من سبق من حركات وطنية وصلت بسبب التفاوض مع امريكا الى التبعية والهوان
تعجب كل العجب من كل من يبرر فعل الحركات الواقعية في التعامل مع القوى على حد زعمهم، فامريكا سيدة العالم ولا يمكن بحال من الاحوال الوقوف بوجههم بل لا بد من التعامل معهم فهم القوة المسيطرة ويا ليت هؤلاء نظروا وفهموا دلالات الثورات العربية التي اثبتت ان الامة إذا ارادت شيئا كان لها ما ارادت فالتغيير الحاصل في مصر بالذات كان بارادة الامة ورغما عن امريكا، وتمرغ انف امريكا في الطين في افغانستان دليل على ان الامة لو التزمت امر ربها وملكت ارادتها كان لها ما تريد
الى متى سنبقى في هذا التفكير العقيم ونتخلص من عقلية التبرير بحجة ان الفاعل كان في يوم من الايام اسلاميا او انه رفع شعار الجهاد يوما او انه يلتف بعباءة اسلامية
آن الاوان ان نحاكم الافعال والاقوال والتصرفات بالرجوع الى الاسلام فقط
لقد ابتلينا يا اخ حسن بهذه الحركات الواقعية المستسلمة للواقع وابتلينا بطريقتها العقيمة في التفكير فليس لنا معها الا الاستمرار في النقاش معها ومحاولة اقناعها والصبر عليها والله ولي الصابرين المؤمنين.
"حسن يقول ويا ليت هؤلاء نظروا وفهموا دلالات الثورات العربية التي اثبتت ان الامة إذا ارادت شيئا كان لها ما ارادت فالتغيير الحاصل في مصر بالذات كان بارادة الامة ورغما عن امريكا، وتمرغ انف امريكا في الطين"
اخي الكريم ان امريكا هي التي هندست استلام العسكر الحكم في مصر وربما هي التي اتصلت او اوعزت للاتصال ببن علي للخروج من تونس كما نها هي التي لا تزال تهندس الربيع العربي وتسمح للشعوب بالتعبير في الامكنة التي تسمح هي بها وتقسم الحركات الاسلامية لمعتدلين ومتطرفين.
الاخوة الكرام: لا تغمطوا حق الشعوب بالانتفاضة والثورة والتغيير، فالحركة حركتهم وليست حركة امريكا، وهي عفوية ذاتية وان تسلل اليها عملاء الاستعمار، فالثورات هي غير الانقلابات ولا قياس في السياسة.
إرسال تعليق