الجمعة، 25 مارس 2011

الصراع الدولي على ليبيا واليمن يأخذ أبعاداً جديدة


الصراع الدولي على ليبيا واليمن يأخذ أبعاداً جديدة
إنّ الصراع الدولي على ليبيا واليمن بدأ يأخذ أشكالاً جديدة قد تصل معها إلى مرحلة كسر العظام، فأمريكا لم تترك من جهدها جهد في دس أنفها في شؤون ليبيا واليمن والتي تعتبرها أوروبا جزءاً من مناطق نفوذها، وما يُدلّل على ذلك المناقشات الساخنة التي تجري في أروقة البيت الأبيض والكونغرس الأمريكيين، فالمتابع لهذه المناقشات يُلاحظ انقساماً شديداً بين السياسيين الأمريكيين المرموقين على ما يجب أن يكون عليه الموقف الأمريكي من تلك القضايا.
ففريق يُنادي بضرورة انسحاب أمريكا من قيادة التحالف الغربي العدواني تجاه ليبيا بحجة أنّ ليبيا بلد يقع ضمن النفوذ الأوروبي الخالص ولا طائلة من سحب ليبيا من الأوروبيين، بينما فريق آخر يُنادي بضرورة التدخل وذلك لتحقيق أمرين:
الأول: منع الأوروبيين من الاستفراد بالملفات الشرق أوسطية لا سيما استفرادها في ملفات دول كليبيا واليمن المحسوبتين على أوروبا.
والثاني: محاولة إحلال النفوذ الأمريكي في تلك المناطق محل النفوذ الأوروبي ولو كانت الكلفة عالية.
وبين هذين الرأيين يتخبط أوباما وإدارته في طريقة التدخل في محاولة لجسر الهوة بين مواقف الفريقين.
أمّا بريطانيا وفرنسا فألقتا بكامل ثقلهما في ليبيا واليمن، واعتبرت تدخلهما فيهما بمثابة حياة أو موت، ولذلك نجدهما تُنفقان الاموال الباهظة فيهما بالرغم من وضعهما الاقتصادي الصعب وضرورة إجراء تقشف في الإنفاق.
إنّ مجرد الصراع على من يتولى قيادة التحالف العدواني ضد ليبيا هو بحد ذاته صراع على من يملك نفوذاً أكبر في ليبيا.
إنّ بريطانيا حسمت أمرها في مسألة تغيير القذافي في ليبيا وعلي عبد الله صالح في اليمن، ولا مجال لديها لإبقائهما في السلطة فهما قد استهلكا واستنفدا ما هو مطلوب منهما، وهي تُحاول تر تيب خلفاء لهما يكونون من عملائها، واستعانت بريطانيا في تحقيق هدفها هذا بفرنسا، ونسّقت معها الخطا، واعتبرت أن نجاحها في اليمن وليبيا هو نجاح لأوروبا، وانّ فرنسا بصفتها الدولة الأهم في أوروبا فلا بد من إشراكها معها في مهمتها تلك، ولا بُد من إعطائها نصيباً من كعكتها، وذلك لقطع الطريق على أمريكا التي لا تقبل المشاركة وتريد الاستحواذ بمفردها على الكعكة كلها.
وأمّا أمريكا فاتخذت الجانب المخالف لبريطانيا وفرنسا في تلك القضيتين، فبما أنّ بريطانيا وفرنسا قرّرتا تغيير الأنظمة التابعة لأوروبا في ذينك البلدين، فإنّ أمريكا وعلى عكسهما تُريد إطالة عمر نظامي القذافي وعلي عبد الله صالح وابقائهما في سدة الحكم لاطول مدة ممكنة وذلك لتخريب المخططات الأوروبية واحباطها، ولمحاولة إيجاد موطئ قدم لها فيهما، ولعل هذا ما يُفسر تلكؤ أمريكا منذ البداية في إجراءات الإطاحة بالقذافي.
وما يُدلّل على هذا الرأي أيضاً تصريحات المسؤولين الأمريكيين المضطربة والمتناقضة في هذا الشأن.

ليست هناك تعليقات: