خسر وخاب من استعان بالأجنبي ولو لتحقيق أهداف ( نبيلة ! )
انه لمن العار والشنار أن يطلب فرد أو جماعة أو دولة النصرة من دول أجنبية عدوة للأمة كأمريكا والدول الأوروبية، لأنّ هذه الدول لا تُقدّم أي خدمة مهما صغرت إلاّ مقابل مصلحة استعمارية بحتة أوإدخال نفوذ، والشواهد على ذلك في هذه الأيام لأكبر دليل على صحة هذا القول.
فالاحتلال الأمريكي والأطلسي للعراق وأفغانستان ما زال حاضراً، والتحكم الأمريكي الشامل بدول مهمة كالباكستان بسبب هذا التدخل لا يحتاج إلى دليل أو برهان.
إنّ كل المبررات التي ساقوها لتبرير ذلك التدخل لا قيمة لها، لأنّ مجرد التنسيق السياسي أو الأمني مع العدو هو جريمة وخيانة، فكيف الحال إذا كان التدخل عسكرياً؟!.
انّ الاستعانة بأوروبا وأمريكا للإطاحة بالقذافي حرام شرعاً، فالنصوص الشرعية المتعلقة بتغليظ حرمتها أكثر من تُحصى، ويكفي للدلالة عليها حديث الرسول صلّى الله عليه وسلم:" لا تستضيئوا بنار المشركين" فهو حديث عام يشمل كل أنواع النصرة والاستعانة، ولا يوجد فقيه معتبر واحد أباح الاستعانة بالكفار، لأنّ النصوص المتعلقة بهذا الموضوع قطعية ولا تحتمل التأويل.
أمّا إباحة القرضاوي للثوار الليبيين بالاستعانة بالكفار فهو قول لا تقوم به حجة، وهو أصلاً لم يأت بأي دليل عليه، وبالتالي فرأيه هذا غير شرعي ولا قيمة له.
إن على الثوار أن يُدركوا خطورة الاستعانة بالأجنبي إدراكاً حسّيا سياسياً، فهم يرون أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا يتصارعون على من تكون له القيادة وهو صراعاً استعمارياً مفضوحاً وهدفه شراء الذمم وإدخال النفوذ، ومن السذاجة القول بأنهم بعد الإطاحة بالقذافي سوف يحكمون ليبيا حكماً مستقلاً عن نفوذ تلك الدول الاستعمارية.
إنّ إطالة أمد الحرب في ليبيا واضح الهدف منها بأنّه للتحكم بقادة الثوار ولجعلهم يرتمون في أحضان الدول الغربية.
فعلى الثوار والمخلصين إدراك أنّ هذه الدول لا تُقدّم أية مساعدة من دون تقديم ثمن، وأي ثمن؟ إنُه ثمن مؤلم وموجع بحق الأمة وشعوبها وأحرارها، إنه التبعية السياسية والولاء للأجنبي.
فأن يستمر القذافي بحكم ليبيا خير ألف مرة من إدخال نفوذ الأعداء الأمريكيين والليبيين.
لقد احتلت هذه القوات الأجنبية ليبيا فسماؤها ومياهها باتت تحت سيطرتهم المطلقة، وطائراتها تقصف أبناء الأمة وتُدمّر معداتها ومنشئاتها دون حسيب أو رقيب.
فهل هذا هو المطلوب؟ أن تُدمر الدول الاستعمارية البلاد وتهلك العباد ثم نقول بعد ذلك انتصرنا وأطحنا بالقذافي؟ إنّه لأمر عجيب!!
إنّ هذه الطائرات والسفن الحربية التي تقصف ليبيا هي نفسها التي قصفت من قبل العراق وأفغانستان وما زالت تقصفهما حتى الآن.
فكيف نُحرّم قصف الطائرات الأطلسية للعراق وأفغانستان ونُحلل قصفها لليبيا؟
إنّ مجرد التفكير بالاستعانة بالأجنبي في أي بلد مسلم لتغيير نظام الحكم هوحرام شرعاً فضل عن كونه انتحار سياسي وفشل استراتيجي رهيب. أمّا القول بأنّنا لا نستعين بالقوات الأجنبية الأرضية ونستعين فقط بالقوات الأجنبية الجوية والبحرية، فهذا عذر أقبح من ذنب. ان على الثوار ان ينضموا الى قوات القذافي في إطلاق النار على الطائرات الأمريكية والاوروبية وليس السماح لها بانتهاك الاجواء الليبية.
يجب أن نعلم بأنّ مجرد وقوف الأعداء وعملائهم كحكام الدول العربية العملاء معنا جنباً إلى جنب في أي قضية من القضايا يعني أنّنا سقطنا في شراكهم، فإذا وقفت أمريكا وحلفائها وعملائها في جانب فعلينا فوراً أن نقف في الجانب الآخر فهؤلاء هم ألد أعدائنا وعداوتنا لهم لا تقل عن عداوتنا (لاسرائيل)، فحذار حذار من السقوط في فخاخهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق