أمريكا هي التي تعرقل إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا
إن ادعاءات أمريكا وشكوكها في نجاح إقامة منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا هي التي أدَّت إلى عرقلة اجتماعات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بفرض الحظر، فالمظلة الدولية التي تتحدث عنها أمريكا للقبول بإقامة الحظر من الصعب إيجادها، وقول الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني من: "أن واشنطن تفضل بأن يتم أي عمل عسكري محتمل تحت مظلة قرار دولي" يدل على أن المظلة الدولية من الصعب إيجادها خاصة وأن أمريكا لا تبذل أية جهود تُذكر في الضغط على روسيا والصين أو حتى في الطلب منهما بالموافقة على إقامة منطقة الحظر.
ولا تكتفي أمريكا في التشكيك بوجود المظلة الدولية بل إنها تشكك أيضاً في نجاح فكرة الحظر نفسها، فقد تحدث المسؤولون العسكريون الأمريكيون عن أن الطائرات السريعة المطلوب نشرها في الأجواء الليبية غير مناسبة لمهاجمة المروحيات الليبية التي يمكنها الهبوط والإقلاع من أي مكان مع وجود الطائرات المطلوب منها تنفيذ منطقة الحظر.
وادَّعى وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس من أن: "فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ستستلزم شن هجمات على أنظمة الدفاعات الجوية" وزعم السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي بأنه: "رغم الغارات على المتمردين من قبل القذافي فإن الهجمات الجوية لم تشكل عاملاً حاسماً في الاضطرابات الليبية"، وقد ردَّ وزير الحرب البريطاني وليام فوكس على الحجج الأمريكية فقال: "إن هناك بدائل لتدمير الدفاعات الجوية الليبية من أجل إقامة منطقة للحظر الجوي فوق ليبيا"، وأوضح بأن: "مهاجمة الدفاعات الجوية الليبية قد لا يكون ضرورياً"، وأشار إلى نجاح إقامة مثل هذه المنطقة في العراق في الماضي. وقبل اجتماعات حلف شمال الأطلسي تبين لدى أطراف الحلف أن أمريكا لا تدرس عملاً عسكرياً في ليبيا وتتذرع بعدم وجود دعم دولي أوسع.
ويدور النقاش في أروقة البيت الأبيض حول كلفة أي عمل في ليبيا وحول كون ليبيا لا تُشكل مصلحة حيوية للسياسة الخارجية الأمريكية وهذا ما يجعل الإدارة الأمريكية ترفض القيام بأي تحرك أمريكي عسكري في ليبيا وتُعرقل أي تحرك عسكري للأوروبيين في ليبيا.
وهكذا يظهر لنا أن منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا أصبحت محل صراع استعماري على المنطقة بين أمريكا وأوروبا.
هناك 4 تعليقات:
أخي الكريم
رضي الله عنك لكن تساؤلات كثيرة عندي أخي أتمنى من الله ان أجد عندك لها جوابا
الأول لم تمادى النظام المجرم في ليبا في غيه إلى هذا الحد ؟ أي لم لم يتنح بعد فترة دون أن يصل هذا الحال إلى هذا الحال ؟هل هذا يعني أن القذافي علم أن بريطانيا تخلت عنه فأصبح (علي وعلى أعدائي) وأنه فعلا الآن غير تابع هو وقواته لأية جهة لذلك لم تستطع بريطانيا ولا غيرها النفاذ إلى زبانيته وجعلهم ينقلبون عليه؟
وهل أرادت بريطانيا الأمور أن تصل لهذه الدرجة أم أن ما وصلت إليه الأوضاع لم يكن متوقعا؟
وهل في كون الأمور عند أهلنا الأحبة في ليبيا وصلت لهذ الدرجة المؤلمة دلالة على أن الغرب تقصد أن يوصل رسالة للأمة عبر هذه الأحداث أن التغيير عسير عسير وأن النتائج ليست دائما كما تحب الأمة وتشتهي فتعلم الأمة بذلك درسا ؟
ثم بالنسبة لتدخل أمريكا وموافقتها الآن المشاركة في الحظر الجوي هل يعني هذا أنها أخذت وعودا وعهودا بأن لها حصة ؟ وهل هي فعلا قادرة على تحمل جبهة جديدة غير الجبهات المفتوحة في أفغانستان والعراق ؟؟؟
وبالنسبة للدول الممانعة للقرار هل الأمر مجرد حصة لم يستطيعوا الحصول عليها في ليبيا أم أن هنالك بعدا آخر؟؟
وبالنسبة للتطور العظيم للأحداث في اليمن وردة فعل النظام المجرم هناك هل هي محاولة لصرف الأنظار الآن عن ليبيا والحظر الجوي وتبعاته أم أن بريطانيا تخلت فعلا عن عميلها هناك وتحول لقذافي آخر لا قدر الله؟؟؟
والله نسأل السلامة لأمة الإسلام في كل مكان
جزاك الله عنا خيرا
بريطانيا تخلت عن القذافي بعد فشله في السيطرة على الحكم وعلى الشعب وبعد نجاح الثوار في السيطرة على اكثر من نصف البلاد.
القذافي ادرك ان بريطانيا تخلت عنه فوجد في عدم سير امريكا بجدية مع بريطانيا للاطاحة به فرصة للاستمرار مستغلا الخلاف الواضح بينهما.
اضطرت امريكا للسير مع بريطانيا وفرنسا في استصدار قرار الحظر فخرج القرار لصالح الاوروبيين بعد ان كانت امريكا تماطل.
في اليمن تخلت بريطانيا عن نظام علي عبد الله صالح بعد ازدياد النفوذ الامريكي هناك وتسعى الآن لتغييره
جزاك الله خيرا أخي وسامحني على كثرة الأسئلة
لكنك أخي تقول أن أمريكا اضطرت فلم تقول ذلك ؟؟
ولم لا نقول أن أمريكا كانت معنية بالتدخل من أول الأمر؟؟
يعني أخي الكريم ما هي الأسباب التي لأجلها لم تكن أمريكا راغبة في التدخل لأجلها؟ وما هي الأمور التي اضطرتها للتدخل؟
بارك الله فيك
امريكا تتخبط في ليبيا فهي تعلم ان الاوروبيين متحكمين هناك لذلك كانت تماطل وتؤخر وتعطل على امل التخريب على الاوروبيين، لكنها عندما حسم الاوروبيين موقفهم وارادوا العمل في ليبيا بدونها اضطرت الى مشاركتهم
إرسال تعليق