وزراء الخارجية العرب يتخلون عن مسؤولياتهم ويطلبون من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته بشأن ليبيا
في البيان الذي صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب تنصل الوزراء من مسؤولياتهم تجاه ليبيا تماماً وحمَّلوا كل المسؤولية على مجلس الأمن الدولي وكأنه هو المسؤول عن مشاكل دولهم فجاءت صيغة النص بالطلب من مجلس الأمن تحمل مسؤولياته إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي فورياً وإقامة مناطق آمنة في المناطق المتعرضة للقصف لحماية الشعب الليبي ومراعاة السيادة والسلامة الإقليمية لدول الجوار.
إن هؤلاء الوزراء باتكالهم على مجلس الأمن الدولي وتنصلهم من مسؤوليات دولهم تجاه دولة يعتبرونها شقيقة بالنسبة لدولهم لا يستحقوا أن يبقوا في مناصبهم لحظة واحدة لو كانوا يشعرون فهم ما زالوا يفكرون بنفس طريقة العبد الذي لا يستطيع التصرف بشؤون نفسه إلا باستشارة سيده لدرجة أنه يلقي باللوم في كل ما يحصل في منطقته على سيده فيناشده بالتدخل وفرض نفوذه على بلاده والعبث بشؤونها.
لو كان هؤلاء الوزراء ورؤساؤهم يملكون ذرة من سيادة أو كرامة لما ناشدوا مجلس الأمن بأن يحل لهم مشاكلهم، ولقاموا هم بمثل هذا العمل البديهي في منطقة يفترض أنها تتبع لسيادتهم.
وما دام أنهم لا يخرجون من اجتماعاتهم بقرارات سيادية، وما دام أن جل ما يخرجون به هو الطلب من الأمم المتحدة أن تتصرف بالنيابة عنهم، فما قيمة اجتماعاتهم ومؤتمراتهم وجامعتهم؟ فهلا إذاً استراحوا من تلك الاجتماعات العقيمة وأراحوا مواطنيهم منها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق