الدول الغربية تتحرك لمعالجة أوضاع ليبيا المتفجرة
بينما كعادتها لا تحرك الدول العربية ساكناً
لا يمضي يوم منذ اندلاع ثورة ليبيا إلا ونسمع فيه تصريحات لقادة الدول الغربية الكبرى بخصوص أحداث ليبيا يعقبها أعمال سياسية ومخططات عسكرية قد توضع موضع التطبيق في أية لحظة، بينما الدول العربية الأقرب إلى ليبيا غائبة عن المشهد تماماً وكأنه لا يعنيها بشيء.
فالطائرات البريطانية قد مسحت الأراضي الليبية ونقلت المواطنين البريطانيين والأوروبيين في مساحة من الأراضي تعادل أربعة أضعاف الأراضي البريطانية، والطائرات البريطانية والفرنسية والإيطالية قد ساهمت في نقل المسافرين المصريين من الحدود التونسية مع ليبيا إلى مصر بينما لم تفعل دولتهم المصرية شيئاً يُذكر لإنقاذهم، والسفن الأمريكية والمدمرات البريطانية والأوروبية تجوب المياه الإقليمية تحسباً لأي طارئ، بينما تقف الجيوش العربية المجاورة لتونس موقف اللامبالي أو المتفرج.
إن هذه الحركة الكثيفة للدبلوماسية البريطانية والأمريكية والفرنسية والألمانية والإيطالية تجاه ليبيا تُظهر للمواطن الأوروبي والأمريكي مدى أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لأوروبا وأمريكا، وتظهر أن هذه المنطقة هي منطقة نفوذ مهمة جداً للغربيين وهو ما يبُرر لهم هذه الحركة الكثيفة.
بينما تُسلِّم الأنظمة العربية المهترئة عندنا بالدور الأمريكي والأوروبي وتركن لهذا الدور مكتفية بلعب دور حرس الحدود.
إن على الساسة والمفكرين في البلدان العربية أن يثيروا هذه النقطة الخطيرة في وسائل الإعلامُ ويبينوا أن على الدول العربية أن تتدخل في الشؤون العربية وجوباً، وأن التدخل الأوروبي والأمريكي فيها مرفوض ولو كان بغطاء تقديم المساعدات، وأنهم أولى من الغرب في حل شؤونهم ومشاكلهم، وأنهم إن لم يفعلوا ذلك فإنهم لا يفقهون أي معنى للسياسة فضلاً عن فقههم لمعاني العزة والكرامة.
هناك تعليق واحد:
Thanks a lot for posting this article stuff.It is very interesting stuff written for our knowledge.
إرسال تعليق