أوروبا تسقط التعددية الثقافية إذا اشتملت على الإسلام
بعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل اللذين أعلنا عن سقوط التعددية الثقافية في بريطانيا وألمانيا يأتي دور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ليعلن في برنامج تلفزيوني يوم الخميس الماضي أن فكرة التعددية الثقافية قد فشلت في أوروبا.
فقال ساركوزي بصريح العبارة: "نعم، لقد فشلت التعددية الثقافية"، وأضاف: "لا نريد مجتمعاً تتعايش فيه الثقافة جنباً إلى جنب، فعندما يأتي المرء إلى فرنسا، عليه أن يتقبل الانصهار في ثقافة واحدة، هي الثقافة الوطنية وإن لم يقبل ذلك فعليه ألا يأتي إلى فرنسا".
وطالب بأن يكون الإسلام في فرنسا فرنسياً فقال: "لا يمكن أن يكون ذلك إلا إسلاماً فرنسياً وليس إسلاماً في فرنسا".
وهكذا تُكشِّر أوروبا عن أنيابها في محاربة المد الإسلامي وتسعى جاهدة لاحتوائه وذلك من خلال رفضها لوجود إسلام متميز في البلدان الأوروبية، والإصرار على اعتباره إسلاماً أوروبياً منصهراً في الهوية الأوروبية.
بحيث يكون الإسلام فرنسياً في فرنسا وبريطانياً في بريطانيا وألمانياً في ألمانيا وبذلك يفتتون الولاء للإسلام إلى ولاءات أوروبية يذيبون فيه الإسلام ضمن الهويات الأوروبية المختلفة.
إن هذا التوجه الأوروبي الصريح في محاربة الإسلام يتناقض حتى مع ما دأبت عليه الحضارة الغربية من تبنيها للتعددية الفكرية والسياسية، فتبجح أوروبا بفكرة التعددية سقط على المحك الفعلي بعدما شعر قادة أوروبا بقوة المد الإسلامي وضعف الحضارة الغربية، فتغلب العداء الصليبي لدى الأوروبيين ضد الإسلام على فكرة التعددية الثقافية، وتغلبت العنصرية الأوروبية ضد المسلمين على أفكار التسامح وقبول الآخر لديهم التي طالما كانوا يعايرون المسلمين بها ويزعمون أنهم منفتحون على جميع الحضارات والثقافات بينما يتهمون الإسلام بالانغلاق والتشدد فإذا بهم ينغلقون ويتشددون عندما يتعلق الأمر بانتشار الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق