مرحلة ما بعد مبارك في مصر يطغى فيها حكم العسكر
لم تغب صورة حكم العسكر في مصر عن المشهد السياسي منذ وصول عبد الناصر إلى الحكم في ما يعرف بثورة تموز يوليو عام 1952م، فحكمت مصر من قبل العسكر منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، فعبد الناصر وبعده أنور السادات ثم حسني مبارك كلهم قد أتوا إلى السلطة بدعم من الجيش.
والجيش المصري تحول ولاؤه منذ أيام عبد الناصر إلى أمريكا، وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد الخيانية أصبحت مصر الدولة الثانية بعد دولة يهود في تلقي المعونات الأمريكية التي تصل إلى 1,9 مليار دولار سنوياً يذهب معظمها للجيش والأجهزة الأمنية.
وقد ثبت في الثورة الأخيرة أن كبار قادة الجيش على صلة وثيقة بالإدارة الأمريكية، وثبت أنه لا تصدر القرارات عن الجيش إلا بالتشاور مع الأمريكيين.
فرئيس المجلس العسكري الأعلى وزير الحربية حسين طنطاوي حاكم مصر الحالي ومساعده رئيس الأركان المصري سامي عنان هما من أخلص رجال أمريكا في مصر ويتلقيان الأوامر والتعليمات الأمريكية على مدار الساعة. وبذلك يكون الجيش هو الضامن لأي حكم مصري جديد بحيث لا يخرج عن طوع أمريكا مهما كان شكله ومظهره.
إن نجاح أي ثورة في مصر مرهون بإسقاط كبار قادة الجيش المصري لأن استمرار وجودهم على قمة الهرم العسكري يعني استحالة حصول أي تغيير سياسي حقيقي في الدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق