أوباما يُدافع بحرارة عن حكومة أردوغان
بالرغم من بروز بعض التناقضات بين أهم حليفين لواشنطن في الشرق الأوسط وهما الدولة التركية ودولة يهود وذلك على خلفية جريمة الأخيرة في قتلها للأتراك المدنيين التسعة على متن اسطول الحرية في عرض البحر، إلا أن إدارة أوباما ما زالت تُعامل تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية معاملة خاصة، فقد تحدث أوباما عن أهمية إقامة علاقات قوية مع تركيا التي وصفها بالدولة الاستراتيجية الواقعة بين الشرق والغرب فقال: "إن تركيا دولة حليفة بحلف شمال الأطلسي، واقتصادها يتوسع بشكل رائع، وعلاوة على ذلك فمسألة أنها ديمقراطية ودولة يغلب على سكانها المسلمون تجعلها نموذجاً له أهمية كبيرة للدول المسلمة الأخرى بالمنطقة". وطالب أوباما أوروبا بإدخالها في الاتحاد الأوروبي، وحمّلها مسؤولية اقترابها من العالم الإسلامي وابتعادها عن العالم الغربي.
هذه هي نظرة أمريكا الحقيقية لحكومة أردوغان، فهي تعتبرها نموذجاً يُقتدى به من قبل الدول القائمة في العالم الإسلامي، كما أن اعتبار حزب العدالة لنفسه على أنه حزب ديمقراطي محافظ يُشبه الأحزاب المسيحية الديمقراطية المحافظة في أوروبا، وهو يُمثل النسخة الإسلامية المقلدة للنسخة النصرانية في أوروبا، هذا الاعتبار يجعله يستحق أن يدخل الاتحاد الأوروبي بجدارة وفقاً لرؤية قادة الحزب.
إن هذا التهافت المخزي لحزب العدالة التركي على أوروبا أدّى إلى تشويه ومسخ الهوية الإسلامية ليس لحزب العدالة وحده بل لجميع الأحزاب الإسلامية التي تقلد حزب العدالة وتسير على خطاه، وهو أمر سيؤدي بالضرورة إلى وضع الأحزاب العلمانية والأحزاب الإسلامية في نفس البوتقة من وجهة نظر الغرب، وهو من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى تمييع دور هكذا حركات تُوصف بأنها إسلامية وتعمل في الأوساط السياسية، وسيؤدي نهجها هذا فيما بعد إلى تفتيتها وتدميرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق