المخابرات الأمريكية تعيث فساداً في باكستان
تعليق سياسي
مما يؤسف له وتنفطر له القلوب أن نرى الباكستان التي تملك أعظم جيش إسلامي، ولديها قوة نووية معتبرة، وبحوزتها ترسانة هائلة من الصواريخ البالستية أن نراها تسمح لعناصر المخابرات المركزية الأمريكية بمشاركة العناصر الأمنية الباكستانية في التحقيقات والملاحقات والمداهمات بحق المجاهدين والمخلصين من خيرة أبناء هذه الأمة الإسلامية.
فالإعلان عن اعتقال الملا عبد الغني بارادار الرجل الثاني في حركة طالبان الأفغانية كشف عن هذه الحقيقة المؤلمة، وبصرف النظر عن اعتقال الرجل الذي أكدته أمريكا والسلطات الباكستانية، أو عدم اعتقاله كما تقول حركة طالبان، فالمهم هنا هو التأكيد على وجود العمل المشترك للمخابرات الأمريكية مع المخابرات الباكستانية، وهو يعني وبكل بساطة الانتقاص من سيادة الدولة الباكستانية على أراضيها ومواطنيها. فإذا كانت كبرى البلدان الإسلامية هذا هو حالها فكيف بباقي البلدان الأضعف حالاً؟
لقد كان الإعلان عن اعتقال الملا بارادار قد جاء بدايةً من مصادر أمريكية، ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) خبر الاعتقال فقالت: "إن الملا عبد الغني أُلقي القبض عليه في غارة سرية شنَّتها قوات الاستخبارات الأمريكية والباكستانية في مدينة كراتشي بباكستان"، ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أمريكيين قولهم: "إن الملا قيد الاحتجاز لدى السلطات الباكستانية منذ بضعة أيام ويجري استجوابه بواسطة المخابرات الأمريكية والباكستانية".
إن هذا لهو العار بعينه، أن تأتي المخابرات الأمريكية وتحقق مع معتقلين مسلمين في مراكز الاحتجاز الباكستانية، وهذا يعني أن الحاكم مهما كانت دولته ضعيفة أوصغيرة فإنه إذا قبل بتدخل مخابرات الدول الأجنبية بأمور بلده الخاصة فإنه لا يستحق أن يبقى يوماً واحداً في السلطة، فكيف الحال إذا كان هذا الحاكم لبلد كبير كباكستان يملك من القوة ما قد يجعل من بلده الدولة الأولى في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق