عودة التنسيق الامني العلني بين النظام السوري والادارة الأمريكية
تعليق سياسي
بعد عودة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء بين النظام السوري والادارة الامريكية، وبعد تسمية الرئيس الأمريكي لاول سفير امريكي في دمشق بعد ان ظل هذا المنصب شاغرا منذ اكثر من خمس سنوات, بعد كل هذا الانفتاح الدبلوماسي المفضوح بين الدولتين, يأتي دور العلاقات الأمنية المشبوهة بينهما ليحول الدولة السورية الى دولة عميلة من ناحية أمنية، بالاضافة الى عمالتها من ناحية دبلوماسية.
وقد أشار الى هذا النوع من العلاقات الحميمة بين البلدين وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكية بقوله:"ان منسق وزارة الخارجية لسياسة مكافحة الارهاب السفير دان بينجامين سيبقى في دمشق يوما إضافيا لعقد لقاءات مع مسؤولين سوريين في اطار تعميق الحوار للتقدم نحو الامام ".
وكان سيمون هيرش الصحفي الامريكي المشهور والذي يعمل في صحيفة "نيويوركر" قد كشف مؤخرا بأن :"جهاز الأمن السوري قد استأنف تعاونه مع وكالة المخابرات الأمريكية "CIA. وهو الأمرالذي يؤكد تبعية سوريا لأمريكا من الناحيتين السياسية والأمنية..
ان هذا التقارب المفاجىء بين الدولتين بعد تتويجه بتعيين السفير الأمريكي روبرت فورد في العاصمة السورية يعترف به بشار الاسد صراحة فيقول:"ان دور الولايات المتحدة في عملية السلام هو دور مهم وداعم للدور التركي" ومعلوم ان الدور التركي انما جاء بتكليف أمريكي.
والحقيقة ان ما كان في السابق من اعلان عن قطع للعلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في فترة حكم بوش كان مجرد اسلوب سياسي مخادع ومألوف استخدمته ادارة بوش لمواكبة الظروف السياسية التي أعقبت عملية اغتيال الحريري وقت انشغالها بحربي العراق وأفغانستان, وترنح النظام السوري آنذاك بعد توجيه الاوروبيين ضربات قاسية ضده تم تتويجها باخراج الجيش السوري من لبنان وخلع نفوذ النظام السوري من لبنان بشكل مفاجئ وهو ما اضطر الادارة الامريكية لأن تساير الاوروبيين إذاك ريثما يستعيد النظام السوري أنفاسه.
ثم وبعد ان تراجعت الضغوط الاوروبية على النظام السوري بتراجع نفوذ عملاء اوروبا في لبنان, عادت العلاقات الامريكية السورية الى سابق عهدها، وتم الاعلان رسميا عن عودتها سياسيا وامنيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق