الأحد، 28 فبراير 2010

الصراع البريطاني الفرنسي في الجزائر



الصراع البريطاني الفرنسي في الجزائر
تعليق سياسي

لا يزال الصراع بين ا لدول ا لاستعمارية القديمة مشتعلاً بالرغم من تعاون هذه الدول الاستعمارية القديمة فيما بينها لمواجهة الاستعمار الجديد الأكثر إلحاحاً لمواجهته ألا وهو الاستعمار الأمريكي. والدول الاستعمارية القديمة هي بريطانيا وفر نسا وهما تُواجهان معاً أمريكا معتمدتان على ارتباطهما معاً ضمن الاتحاد ا لأوروبي، وما يُشعر بوجود هذا الصراع تصريحات المسؤولين البريطانييين أنفسهم، ومنها ما أفادت به فيليبا سندرس، مسؤولة قسم الجزائر في وزارة الخارجية البريطانية، عن لقاء قريب بين مسؤولين جزائريين وبريطانيين يشمل ''ملف مكافحة الإرهاب''، وما قيل بأن الجانب البريطاني سيمثله اللورد ويست، وزير شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب ببريطانياوذكرت سندرس، بخصوص سؤال إن كانت الحكومة البريطانية لا تزال تخمن بأن ''الجزائر محمية فرنسية''، فردت ''لا نرى بتاتا الجزائر من هذه الزاوية، ربما هناك تاريخ بين الجزائر وفرنسا ولكن الجزائر اليوم دولة قوية وذات استقلالية''، وترجمت سندرس هذا الصراع وعكسته في الملفات الاقتصادية التي تسعى بريطانيا لتحصيلها من الحكومة الجزائرية دون المرور عبر باريس كما قد يشاع.أما بخصوص وجود إمكانية قيام بريطانيا ببيع الجزائر أسلحة قالت المسؤولة البريطانية بأنه ''لا يوجد أي مانع لبيع أسلحة للجزائر أو أي مساعدة تقنية''، وكشفت عن وجود برنامج عسكري يشمل ''تأهيل مئات الضباط في بعض الكليات الحربية البريطانية بناء على نوع التخصصات التي ترغب فيها الجزائر والاتفاق ساري المفعول اليوم''. ونقلت صحيفة الخبر الجزائرية من ناحية أخرى عن متحدثة باسم الوزارة البريطانية قولها أنها في الوقت الراهن ترتب مع السلطات الجزائرية، لجدول أعمال اللجنة المشتركة يوم الـ2 مارس المقبل بلندن، وقدمت ثلاثة محاور كبرى قد تتفرع عنها ملفات ثانوية، حيث تدرس ثلاثة ملفات رئيسية هي التجارة البينية وفرص الاستثمار، مكافحة الإرهاب وقضايا الترحيل ''الطوعي'' للجزائريين الراغبين في العودة ''لا يملكون وثائق إقامة'' مع ضمانات مادية ومعنوية.
ان هذه العلاقات الجديدة بين بريطانيا والجزائر والتي أعقبت علاقات اقتصادية ضخمة تتصل ببيع الغاز الجزائري لبريطانيا ومنح عقود نفطية أخرى للشركات البريطانية، ان هذه العلاقات الجديدة تؤشر على وجود انتقال الجزائر في عمولتها من ناحية سياسية من فرنسا الى بريطانيا، وهذا ما يؤكده وجود تشنج في علاقات الرئيس الجزائري بوتفليقة مع الأليزيه، وهو ما يعني نجاح بوتفليقة - وهو عميل انجليزي عريق منذ أيام بومدين- في نقل الجزائر للتبعية البريطانية وتغلبه على عملاء فرنسا فيها.

ليست هناك تعليقات: