هذه مدونة سياسية خاصة غير متأثرة بأي وجهة نظر سياسية حكومية ولا محسوبة على أية جهة رسمية. والمواد السياسية المنشورة فيها متجددة متنوعة تتضمن عناوين إخبارية وتعليقات سياسية وأبحاث سياسية ومواد أخرى.أرحب بجميع المشاركات والتعقيبات والاستفسارات ذات الصلة.
الخميس، 12 فبراير 2009
نتائج الانتخابات الإسرائيلية لطمة قاسية في وجه أدعياء السلام المزعوم
نتائج الانتخابات الإسرائيلية لطمة قاسية في وجه أدعياء السلام المزعوم
الفائزون الكبار في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في دولة يهود الثلاثاء الماضي غالبيتهم من غلاة اليمين الذين لا يريدون أية تسوية سياسية حتى مع السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس أحد صنائعهم وصنائع الأمريكان.
فحزب الليكود وزعيمه نتنياهو لا يفكر إلا بما وصفه بـِ(السلام الاقتصادي) مع الفلسطينيين، وهذا يعني استمرار خضوع مناطق السلطة خضوعاً تاماً للاحتلال حتى في توفير قوتها اليومي.
وأما زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان فهو لا يعترف أصلاً بشيء للفلسطينيين ويريد ترحيل من تبقى منهم من عرب 48 من الجليل والمثلث، كما يريد القضاء نهائياً على المقاومة بكل أشكالها وألوانها.
وأما حزب شاس الديني فيحرم حاخاماته التخلي عن أي جزء مما يُسمى بأرض إسرائيل لصالح العرب، وكذلك باقي الأحزاب الصغيرة، فلا يريد أي منها المضي في أية تسوية مع السلطة الفلسطينية.
لقد تحول حزب كاديما بزعامة تسيبي ليفني التي تُصر على اعتبار القدس عاصمة إسرائيل الأبدية مع أنها من أتباع نظرية شارون التي تقوم على ذبح الفلسطينيين بشكل دوري كلما تقوم لهم قائمة، وهكذا فلا يطرح قادة اليهود على العرب والفلسطينيين إلا الحل الأمني وفقاً لمعادلة الأمن مقابل الأمن أو السلام مقابل السلام أما الأرض فيجب أن تظل مع اليهود. إن نتيجة هذه الانتخابات تؤكد حقيقة أن التعامل مع كيان يهود لا ينبغي أن تكون إلا من خلال القوة التي لا يفهم هذا الكيان لغة سواها.
أما أدعياء التفاوض والتسوية السلمية مع حكومات هذا الكيان فقد تلقوا لطمة قاسية على وجوههم بعدما وصلت مفاوضاتهم العقيمة التي استمرت عشرات السنين إلى طريق مسدود.
فمنذ اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالقرارات الدولية وقبلوا بالسيادة اليهودية على الأراضي المغتصبة عام 48 وحتى الآن لم يجن الفلسطينيون من سلوك زعمائهم لهذا الطريق سوى الكوارث والمذابح والمزيد من المعاناة.
فمسيرة عشرين عاماً من الانبطاح والاستسلام لرغبات العدو لم تحرر شبراً واحداً من الأرض ولم ترفع حاجزاً واحداً ولم توقف الاستيطان ولم تعيد أي حق من حقوق أهل فلسطين. بل على العكس من ذلك تماماً فبعد كل عرس من أعراس الخيانة أو محطة من محطاتها يقوم العدو اليهودي بالتوسع في الاستيطان وتهويد القدس وابتلاع الأرض وقتل الناس ومصادرة حقوقهم. فقد حصل هذا بعد مدريد وأوسلو وواي بلانتيشن وطابا والقاهرة وشرم الشيخ وأنا بوليس.
فهؤلاء الذين رهنوا قضية شعبهم بإستراتيجية (الاستسلام) لليهود يُفترض أنهم بعد هذه التجربة الطويلة من خيبات الأمل مع دولة يهود أن يكونوا قد استفاقوا من الوهم الذي سوَّقوه لشعبهم طيلة الأعوام المضنية التي ألقت بظلالها الكئيبة على الناس.
لكن يبدو أن هؤلاء الأشقياء الذين نسوا الله فنسيهم، يُصرون على الاستمرار في هذا النهج أو النفق المظلم الذي لا أمل في الخروج منه، فهم قد ألفوا العتمة، وأي شعاع من النور يعمي أبصارهم.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 4 تعليقات:
صدقت أخي أبو حمزة فاليهود لا يجوز التعامل إلا بمبدأ القوة (قوة الحق) وهذا ما فعله أسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أسلافهم وأجدادهم من بني قينقاع وبني النظير وبني قريظة بإجلائهم وحصارهم وقتلهم.
اللهم أكرمنا بالخلافة الراشدة.
وأرنا في اليهود يوماً كيوم قينقاع والنظير وقريظة.
سؤال سياسي:
هل نجاح اليمين المتطرف في (اسرائيل) يعني عدم وجود طرف مشارك للإدارة الأميركية في تنفيذ خطتها بإيجاد دولتين, وبالتالي فشل لسياستها في المنطقة.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :يبدو ان الذين لطموا على وجوههم يريدون ان يسوقوا للشعب الفلسطيني المثل القائل ( ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب )لكني اقول وبالله التوفيق اللهم اعزنا بدولة الخلافة الثانية والتي ستعيد هؤلاء العابثين الى رشدهم باحكام الله وتضربهم على رؤوسهم لتخرج وساوس الشياطين من رؤوسهم نسأل الله تعالى بتعجيل وانجاز وعده الحق اللهم آمين
المرحلة المقبلة ستكون على الأرجح ترويض حزب الليكود ليقبل بفكرة التنازل عن ما يسمى بأرض إسرائيل، وهذه المرحلة تقتضي إثبات فشل أطروحات الليكود الحالية واضطراره لترك السلطة أو للرضوخ للخطط الأمريكية، وقد يحتاج هذا الأمر عامين من انسداد أفق التسوية وعودة الرأي العام إلى فكرة القبول بالدولة الفلسطينية والانسحاب من أراضٍ في الضفة والقطاع، وربما يحتاج الأمر إلى جولة جديدة من الصدام.
إرسال تعليق