منظمة التحرير الفلسطينية منظمة لتسليم فلسطين لليهود
لا نُبالغ إن قلنا إن منظمة التحرير الفلسطينية ما أُقيمت في العام 1964م إلا من أجل تسليم فلسطين إلى اليهود لإقامة ما يُسمى بدولة إسرائيل فيها ولمنحها حقاً مشروعاً في الوجود من قبل شعب فلسطين.
فالتركيز على تمثيل أهل فلسطين من خلال منظمة التحرير بعد رفع يد المسلمين والعرب عن القضية الفلسطينية لم يكن حباً في أهل فلسطين ولا حرصاً على إيجاد من يمثلهم في المحافل الدولية، بل كان من أجل اعتراف المنظمة بحق الكيان اليهودي في الوجود.
ولكي يكون الاعتراف له قيمة كان لا بد من دعم وإسناد فكرة ادعاء المنظمة بتمثيلها لأهل فلسطين حتى يكون التنازل عن فلسطين آتٍ من الفلسطينيين أنفسهم وليس من منظمة لا تمثلهم.
لذلك لم يكن التأكيد على جعل منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني من باب الصدف ولا من باب إعادة الحقوق المهدورة لأهلها، وإنما كان لتثبيت اليهود ودولتهم في فلسطين من خلال تنازل الفلسطينيين لهم عن معظم فلسطين باعتبارها دولة يهودية خالصة للشعب اليهودي؛ لأن أهل فلسطين لو لم يوجدوا لهم منظمة تدعي تمثيلهم لا يمكن أن يسلموا بحق دولة يهود بالوجود في فلسطين، لذلك كان لا بد من إيجاد جهة قانونية تقوم بذلك، فتم إيجاد منظمة التحرير لتحقيق هذا الغرض على مراحل.
وحتى تستطيع منظمة التحرير إقناع أهل فلسطين بتمثيلها لهم زعمت منذ بدء تأسيسها بأنها تريد تحرير كل فلسطين، فكسبت قلوب الفلسطينيين، فمنحوها تأييدهم وخوّلوها تمثيلها لهم. ثم لما احتكرت المنظمة تمثيل الفلسطينيين لها وقامت بفصل أهل فلسطين عن الشام وعن امتداهم العربي والإسلامي، بدأت بتقديم التنازلات التدريجية لليهود، إلى أن بلغ بها المطاف إلى الاعتراف في العام 1988م رسمياً بقراري 242 وَ 338 من خلال المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في الجزائر، وبذلك تبين بالفعل أن المنظمة ما أُنشئت في الأصل إلا من أجل تسليم فلسطين لليهود.
وأما قول البعض بأن المنظمة يجب إعادة إصلاحها وإدخال حركات فلسطينية جديدة فيها لم تكن موجودة من قبل، فهذا القول خطير ومردود على قائله؛ لأن المنظمة بشكل عام قد اعترفت بإسرائيل من جهة، ولأن معظم مكوناتها قد سلّمت بوجود دولة يهود على أكثر من 82% من أرض فلسطين المسماة بالتاريخية من جهة ثانية. ومن هنا كان السعي لإصلاحها ولإعادة بنائها لا يغير من واقعها شيئاً، ولا يلغي حقيقة أن منظمة التحرير ما وجدت إلا من أجل التنازل عن فلسطين لليهود.
لذلك كان الأصح والأولى لحركتي حماس والجهاد على سبيل المثال أن تعملا على إلغاء المنظمة إلغاءً تاماً، خاصة وأنها الآن في أضعف أحوالها، ففرصة هدمها وإزالتها من الوجود في هذه الأوقات فرصة ذهبية من الخطأ تضييعها.
وأما الخوف من كلام زعماء التنظيمات الفلسطينية الذين يعتبرون وجود المنظمة بحد ذاته إنجازاً كبيراً، ويلقون عليها هالة من العظيم، وينعتونها بأوصاف تصل حد التقديس، فالخوف من كلامهم الفارغ هذا لا مكان له أمام القناعات والحقائق التي تدمغها بالعمالة والخيانة والتآمر.
فقضية فلسطين يجب النظر إليها بوصفها قضية إسلامية، ولا تُحل إلا وفقاً للأحكام الشرعية، وأما منظمة التحرير التي يُدافع عنها أصحابها فهم إما عملاء مضللون، وإما جهال متفيهقون، وحال غالبيتهم معها كحال مشركي العرب في الجاهلية الذين صنعوا لهم أوثاناً من تمر ليعبدوها فإذا ما جاعوا أكلوها.
الحقيقة الساطعة تقول إنه قد حان الأوان لإسقاط هذه الأوثان الجديدة، وقد مضى زمن عبادة الأصنام، فعلى أهل فلسطين خاصة، وعلى المسلمين عامة أن يرفعوا أصواتهم عالياً للمطالبة بإسقاط منظمة التحرير، وإلغائها منقاموسهم، والبحث من جديد ومن خلال الإسلام فقط في طريقة وآليات تحرير كل فلسطين وفي كيفية استئصال كيان يهود من الجذور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق