الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

النظام السوري يستخدم الطائفية في لبنان لتعزيز نفوذه

النظام السوري يستخدم الطائفية في لبنان لتعزيز نفوذه

حديث سياسي


بعد أن أفلت نظام بشار الأسد من السقوط بعيد اغتيال رفيق الحريري وطرد الجيش السوري من لبنان، وبعد أن أعادت أميركا تأهيلها له، وثقتها به، لم يجد النظام السوري غير ورقة الطائفية سلاحا له ً يستخدمها لتثبيت حكمه، ولإعادة تعزيز نفوذه المتآكل في لبنان.
فقد بدأ أولا ً بوضع كامل ثقله وراء حزب الله وفريق الثامن من آذار لإضعاف خصومه في الحكومة التي تناوئ النظام السوري بشدة، واستطاع حزب الله أن يكسر شوكة الحكومة مستخدما ً قوته العسكرية وذلك عندما قام باجتياح بيروت، وإلحاق الهزيمة بجماعة الحريري، وانتزاع مكسب الثلث الضامن أو المعطل في اتفاق الدوحة من جماعة الرابع عشر من آذار الحكومية.
وبتعزيز مكانة حزب الله وتقاسم جماعة الثامن من آذار للسلطة مع الحكومة تعزّزت مكانة سوريا إقليميا ً ودوليا ً. لكن خصوم النظام السوري بقيادة السعودية لم يستسلموا، فقاموا بتصعيد الأحداث في لبنان ولعبوا بنفس الورقة الطائفية، فدعمت السعودية الجماعات السلفية في طرابلس ضد العلويين التابعين لسوريا، ووقعت الاشتباكات بين أهالي منطقتي جبل محسن وباب التبانة، واستغل النظام السوري تلك الاشتباكات بالتهويل من خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة، وحشد الرأي العام الإقليمي والدولي ضدها،ونجح في ذلك نجاحا ً كبيرا ،ً وهو ما أخاف النظام السعودي الذي يخشى من وصمه برعاية الإرهاب، فتراجعت السعودية عن التصعيد، وأرسلت سعد الحريري ليقوم بأعمال المصالحة في طرابلس ومن ثم في بيروت، وقامت بتهدئة الأوضاع في لبنان. لكن سوريا لم تهدأ، وطالبت الجيش اللبناني بالانتشار في منطقة طرابلس ومواجهة الحركات الإسلامية.
ثم بعد وقوع انفجار دمشق الأسبوع الفائت استغل النظام السوري الحادث واتهم لبنان بأنه أصبح مكانا ً يأوي المتطرفين والإرهابيين، وقام بنشر عشرات الآلاف من الجنود السوريين بمحاذاة الحدود مع شمالي لبنان.
وهكذا نجح النظام السوري في اللعب بورقة الطائفية لتعزيز مكانته و نفوذه في لبنان وفي المنطقة.

ليست هناك تعليقات: