المجاعة
في الصومال تستفحل بالرغم من تبعية حكامها لأمريكا
ما زالت الصومال تئن تحت
وطأة المجاعات والفقر، ولم يشفع لها أنّها أعلنت الحرب على حركة الشباب
المجاهدين امتثالاً للأوامر الأمريكية، ولم يُسعفها قيام القوات الحكومية
الصومالية المدعومة بالقوات الأفريقية التابعة لأمريكا بإخراج مقاتلي الحركة من العاصمة مقديشو ومن المدن الصومالية
الكبرى بأوامر أمريكية صريحة وبمساعدات أمريكية مباشرة وغير مباشرة، نعم لم يشفع
لحكام الصومال العملاء كل تلك الخدمات ( الجليلة ) التي قدّمتها حكومتهم لأمريكا، ولم يرض أمريكا أن تُزج البلد بحرب أهلية ضارية
تأكل الأخضر واليابس لعيون الامريكان بحجة محاربة الارهاب، فكل هذه التضحيات
والخسائر الجسيمة التي قدّمها الصوماليون لارضاء الامريكيين لم تكف لأن تُخفّف
أمريكا من حدة المجاعات التي تعم الصومال طولا وعرضا، بل ان أمريكا ما زالت حتى
اليوم تفرض على الصومال حظراً اقتصادياً قاتلاً، فقد ذكرت صحيفة الواشنطن بوست
الأمريكية:" أن الرئيس الامريكي أوباما قد اعاد تجديد العقوبات على
الصومال في خطته الجديدة لاضعاف الجماعات المسلحة"، وأضافت الصحيفة بأن
هذه الخطة ستدمر اقتصاد الصومال التي مزّقتها الحرب.
فلا يهم أوباما اذاً الحالة
المزرية البائسة التي وصلت اليها الصومال، ولا يهمه انتشار المجاعات فيها، وانما
يهمه فقط ( اضعاف الجماعات المسلحة ) التي يصفها بالارهابية.
لقد ذكر فيليبي لازاريني منسق العمليات
الانسانية بالامم المتحدة ان:" شبح المجاعة في الصومال التهم أكثر من 260
ألفاً بين عامي 2010 و 2012" في الوقت الذي يُجدد فيه أوباما العقوبات
على الصومال. وأضاف لازاريني في بيانه ان:" نحو نصف الاشخاص الذين قضوا في
المجاعة هم من الاطفال الصوماليين الذين لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات".
هذه هي امريكا، وهذه هي اخلاقها،
فهي العدو الاول للاسلام وللمسلمين، بل هي عدوة الشعوب جميعا، فلا يغرنّ الشعوب
المسلمة والمستضعفة ما يصدر عن قادتها من معسول الكلام، ومن احاديث عن حقوق
الانسان وعن الديمقراطية، فأمريكا لا تعمل الا لتحقيق مصالحها وشهواتها، ولا يهما
ابدا ذبح الشعوب كما يجري الان في سوريا، كما لا يهمها ايضا انتشار المجاعات في
البلدان، حتى تلك التي يواليها حكامها كما يجري الان في الصومال.
الذي يهمها فقط هو مصالحها ومصالحها فقط، وكل ما
سوى ذلك مجرد أكاذيب وشعارات تُطلقها أمريكا وتُضلّل بهها العالم.
هناك تعليق واحد:
thank you
إرسال تعليق