أمريكا تُطور خياراتها الانتهازية الاستراتيجية في أفغانستان وباكستان
بعد فشلها في إلحاق الهزيمة بحركة طالبان في أفغانستان طوّرت أمريكا استراتيجيتها هناك وباتت تقبل بالتعايش مع حركة طالبان بعد أن كانت تصفها بالحركة المتطرفة والإرهابية وبالحركة التي تقمع المرأة وتعود بالبلاد إلى القرون الوسطى.
فقد صرح جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي بأن: "حركة طالبان ليست عدواً لواشنطن، ولا يمكن اعتبارها مصدر خطر إلا إذا سمحت لتنظيم القاعدة بشن هجمات على الولايات المتحدة"، وزعم بايدن أن حركة طالبان: "منخرطة حالياً في عملية مصالحة وأن أمريكا قادرة على التعايش مع أفغانستان تحكمها طالبان".
وادعى بايدن في مقابلة له مع مجلة نيوزويك الأمريكية أن: "طالبان في حد ذاتها ليست عدواً لنا، هذا أمر مهم للغاية، ولم يسبق أبداً أن أدلى الرئيس الأمريكي بأي تصريح قال فيه أن طالبان عدو لنا لأنها تهدد مصالحنا".
وكشف بايدن عن سبب آخر لوجود أمريكا في أفغانستان وهو في رأيه الأهم فقال: "من أسباب وجود أمريكا في أفغانستان ضمان أن دولة يقطنها عشرات الملايين من الناس ولديها أسلحة نووية تسمى باكستان لن تبدأ في التفكك أو الانهيار".
هذه هي خيارات أمريكا الاستراتيجية الجديدة في آسيا وهي التعاون مع حركة طالبان على حكم أفغانستان وضمان إبقاء سيطرتها على باكستان وعدم وقوعها بأيدي أهلها.
فأمريكا لا تخشى طالبان ولكنها تخشى باكستان، فوجودها هناك لعدم خروج باكستان عن سيطرتها لئلا يقام فيها دولة إسلامية نووية كبرى.
لذلك أبدى بايدن موافقة أمريكا على وجود نفوذ باكستاني في أفغانستان من خلال علاقات خاصة مع حركة طالبان ولو أدّى إلى استلامها الحكم.
فالمهم عند أمريكا هو أن لا ينفرط عقد الدولة الباكستانية ويسقط جيشها في يد الشعب الباكستاني وعندها تتحول الباكستان إلى قوة ذاتية كبرى في المنطقة تقضي تماماً على النفوذ الأمريكي في كل بقاع العالم الإسلامي.
هذا ما تخشاه أمريكا في المنطقة وتلك هي استراتيجيتها الجديدة فيها.
هناك تعليقان (2):
ولن ترضى عنهم وعنا حتى نتبع ملتها
ستسقط خياراتهم تحت ثبان المؤمنين على المبدأ باذنه تعالى
إرسال تعليق