الثلاثاء، 24 مايو 2011

أنظمة الحكم العربية المتداعية تبحث عبثاً عن ملاذات آمنة


أنظمة الحكم العربية المتداعية تبحث عبثاً عن ملاذات آمنة

تبذل أنظمة الحكم العربية في هذه الأيام قُصارى جهدها للبحث عن ملاذات آمنة تقيها من خطر السقوط الوشيك الذي يتراءى امام ناظريها، وأصبحت وهي في مسيرة بحثها المضنية تلك لا تتورع عن استخدام أقذر الاساليب للحفاظ على بقائها، واستمرارها في الحكم، ولو كان ثمن تحقيقها لذلك تدمير الأوطان وتمزيقها، وتحطيم الأمة وسفك دمائها، وتسليم كل مقدراتها للمستعمر الأجنبي ومرتزقته وزبانيته.
ومع استمرار انتشار عدوى الثورات إلى سائر البلدان العربية التي ما عادت  تُفرّق بين بلد جمهوري أو ملكي، ولا بين معتدل أو ممانع – وفقاً لتصنيفاتهم – فإن هذه الأنظمة الحاكمة المتهالكة التي بدأت تستشعر الأخطار حتى قبل أنّ تُداهمها، طفقت تتمترس خلف أي خط دفاعي تعثر عليه ولو كان واهياً، وراحت تتحصن وراء أي خباء ولو كان من خيوط العنكبوت.
فدولة الإمارات على سبيل المثال راحت تتعاقد مع شركة بلاك ووتر الأمريكية سيئة السمعة، وذلك للتأكيد على أن حماية دولة الإمارات أصبحت مسؤولية أمريكية غربية كاملة كونها تشمل مرافق حيوية للغرب، فاستخدمت شركة بلاك ووتر لتحقيق هذا الهدف بحجة أنها شركة خاصة وبالتالي فلا تُتهم بالاستعمار.
وأما النظام الحاكم في سوريا فكشف عن آخر أوراقه عندما نقلت صحيفة الأخبار في 13/5/2011 أقوالاً لمعاون نائب رئيس الجمهورية السورية اللواء محمد ناصيف بأن: "العلاقة مع واشنطن –رغم كل ما يُعلن- بأنها ليست سيئة كما يتصور البعض نظراً إلى تيقّن الولايات المتحدة من أهمية دور نظام الأسد في المنطقة والموقع الاستراتيجي لسوريا ودورها في الاستقرار"، فهذه العلاقات الأمريكية مع كبار رجالات النظام السوري العسكريين تشير إلى أن النظام يستقوي بالأمريكان في قمع المواطنين السوريين المحتجين بكل وحشية وأنه مطمئن إلى أن أمريكا توفر له الغطاء في استمراره في عمليات القمع التي ينتهجها ضد المتظاهرين العزل. ويُعزّز هذا الاتجاه الذي يسير عليه النظام في قمعه للشعب وارتكابه للمجازر بدم بارد، تصريح رامي مخلوف ابن خال الرئيس بشار الأسد وأحد أكبر المتنفذين في النظام من:" أن الدولة ستواجه الاحتجاجات حتى النهاية وأن الاستقرار في (إسرائيل) مرتبط باستقرار النظام السوري".
فربط استقرار النظام باستقرار كيان يهود هو كشف صريح لوجه النظام القبيح الذي لا يتورع عن التذكير بتلك الحقيقة المخزية التي يعيش عليها النظام لعقود.
إن هذه التصريحات الخطيرة تؤكد على أن النظام الحاكم يستقوي بالأمريكان في قمع شعبه وأنه لا يبالي في ارتكاب أبشع المجازر ضد المواطنين للحفاظ على بقائه مستفيداً من دعم أمريكا وكيان يهود لاستمرار بقائه في الحكم.
وأمّا السعودية وسائر إمارات ومشيخات الخليج فتسعى لإطالة عمرها من خلال ضم الأردن والمغرب الى المنظومة الخليجية، في محاولة منها لتحصين أنظمتها المتهلهلة من السقوط، تحت تأثير تسونامي الثورات الزاحفة على المنطقة،  بذريعة أنّ الأنظمة الملكية تختلف عن الانظمة الجمهورية!!.
وهكذا تتشبث الانظمة العربية بالحكم من خلال تعلقها بوهم البقاء، وتحصين بنائها الآيل إلى السقوط بلبنات من ورق، وذلك بعد ان خاب ظنها بمن أوجدها، وأزفت لحظة سقوطها وزوالها.

هناك 5 تعليقات:

كريمة سندي يقول...

البيض الفاسد يتدردب على بعضه وينفقش تحياتي

احمد الخطواني يقول...

وفي ذلك بشرى لنا

تشظي روح يقول...

"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام..فإن أبتغينا العزه في غيره أذلنا الله"

أمة الله يقول...

أخي الكريم
هلا وضحت لنا ما يجري في ليبيا الآن فقد طال الانتظار ونسمع يوما بتقدم عظيم للإخوة هناك ثم تقهقر واضح فماذا يجري هل هو الخلاف بين أمريكا وأوروبا أم أن هنالك أمرا آخر

رضي الله عنك

احمد الخطواني يقول...

اغلب الظن انه صراع تطالب امريكا بمصيرها من كعكة النفط الليبية لكن الصراع محسوم وسيطاح بالقذافي ستاخذ امريكا نصيبها من الكعكة