الانحطاط الحضاري لأمريكا يتجسد في كيفية قتل ابن لادن وإلقاء جثته في البحر
لقد سبقت الهمجية الأمريكية المعاصرة كل الهمجيات الأخرى التي مرَّت في التاريخ، وتمثلت هذه الهمجية في أسلوبها القذر الذي استخدمته مع ابن لادن حيث قتلته وألقت جثته في البحر. فتفوقت بذلك هذه الهمجية الأمريكية على همجية المغول والتتار وغيرهم من الشعوب المنحطة، وهكذا تفتق ذهن الأمريكيين عن هذا الاسلوب الشيطاني، وكان لهم السبق في إلقاء الجثث في البحر عبر وضعها في صناديق ثقيلة.
لقد اعترفوا بأنهم قتلوا ابن لادن وهو في حالة غير قتالية فهو لم يكن يحمل سلاحاً وكان بمقدورهم أسره لكنهم لم يفعلوا، ثم استعجلوا في إخفاء جثته بطريقة عجيبة لم تخطر على بال أعتى الشياطين من قبلهم وذلك من خلال وضع جثته في صندوق معدني ثقيل وإلقائه في ظلمات بحر العرب ليستقر بعد ذلك في أعماق المحيط الهندي.
فرغبتهم الشيطانية في الانتقام من ابن لادن لا تعكس فقط مدى حقدهم الأعمى على هذا الرجل بل تعكس أيضاً حقدهم الدفين على الأمة الإسلامية بأجمعها.
لقد افتقروا في تصرفهم المنحط هذا إلى أدنى أخلاقيات البشر فارتكسوا إلى مستوى البهيمية الخالية من أي إحساس إنساني. ولقد شاركهم في هذا الانحطاط الحضاري جميع الدول الرأسمالية الغربية والتي أظهر حكامها حقداً صليبياً مشتركاً ضد جميع الشعوب الإسلامية من خلال تأييدهم لهذه الجريمة.
كما شاركهم فيها أيضاً حكام روسيا والصين والهند واليابان ومعظم حكام دول أمريكا اللاتينية ومعظم دول العالم، شاركوهم وهم خانعين ضمن ما يُسمى بالمجتمع الدولي الذليل والتابع للأمريكيين.
وأما أسوأ موقف تجاه هذه الهمجية الأمريكية فكان موقف حكام البلاد العربية والإسلامية الذين أيدوا علناً تلك السياسات الإجرامية الأمريكية التي تُروج للقتل بدون محاكمة والتي تدعو إلى ملاحقة المجاهدين وقتلهم وحبسهم وإلقاء جثثهم في البحار وكل ذلك يفعلونه تحت شعار محاربة الإرهاب.
فلم يوجد حاكم واحد منهم اعترض على تلك السياسات الأمريكية الاجرامية لا تلميحاً ولا تصريحاً.
ولم يكتف هؤلاء العملاء الأنذال بفتح بلدانهم براً وبحراً وجواً لعبث الأمريكيين المنحطين الغزاة بل إنهم ساهموا أيضاً في جرائمهم المتعددة ضد المجاهدين، فاشتغلت حكوماتهم وأجهزة استخباراتهم كعيون وجواسيس على شعوبهم لصالح الأمريكيين.
إنها ليست المرة الأولى التي يُسلِّم فيها حكام المسلمين وبالذات حكام باكستان الأنذال المجاهدين إلى أمريكا فقد فعلوها مع خالد شيخ محمد ومع غيره من الأبطال المسلمين، وسلَّموهم إلى أمريكا ليوضعوا في سجن غوانتانامو سيئ الذكر.
إن التنسيق الأمني مع أمريكا في مثل هذه الحالة غير المسبوقة ضد أبناء الأمة من المجاهدين والأبطال لن يفيد هؤلاء الحكام الخونة بشيء بل إنهم يستمرون في معاملتهم معاملة العبيد الأذلاء.
لقد آن الأوان لأن يرتفع صوت الأمة الإسلامية عالياً ومندداً بتواطئ الحكام المهين مع الأمريكيين، وإن على أصحاب الثورات أن يدركوا أن ثوراتهم لن يكتب لها النجاح أبداً إذا لم يرفعوا شعارات العداء الصريح لأمريكا والغرب.
إن عليهم أن يقطعوا جادين كل صلاتهم مع الأمريكيين والصليبيين وأن يُعاملوا أمريكا بوصفها دولة عدوة للمسلمين كدولة يهود تماماً فلا يجوز التعامل السياسي والأمني معها في أي حال من الأحوال، وعليهم أن يجعلوا من حالة الحرب الفعلية هي الزاوية التي على أساسها تقام أي علاقة معها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق