الجمعة، 7 يناير 2011

" اعتراف دول أمريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية لا وزن له ولا تأثير "

" اعتراف دول أمريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية لا وزن له ولا تأثير "

البرازيل أكبر دولة لاتينية وهي أول من اعترف بالدولة الفلسطينية بحدود عام 1967م في موجة الاعترافات الأخيرة، ثم تبعتها الأرجنتين والاوروغواي وبوليفيا والإكوادور، وقد تلحق أيضاً بهذه الدول اللاتينية الخمس في المستقبل القريب عدة دول أخرى ومنها البرغواي وتشيلي وغيرهما من دول أمريكا اللاتينية.

كما أن هناك دول أكثر أهمية قد لمّحت إلى قيامها في المستقبل الأبعد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود عام 1967م ومن هذه الدول بريطانيا وفرنسا.

والأسئلة التي ينبغي طرحها هنا هي:

· ما جدوى اعتراف هذه الدول بالدولة الفلسطينية التي لم تر النور بعد؟

· وما المغزى السياسي من هذا الاعتراف؟

· وهل في هذا الاعتراف خير يُرجى للقضية الفلسطينية؟

· وما هي تأثيرات هذا الاعتراف على العرب والمسلمين؟

ولنبدأ أولاً بالإجابة على السؤال الأول، وهو ما جدوى هذا الاعتراف بدولة لم توجد على الأرض بعد؟

والجواب على هذا السؤال يتكون من شقين:

الشق الأول: هو أن الاعتراف الدولي بأية دولة يأتي عادة بعد قبولها في المنظمة الدولية وليس قبل دخولها فيها، فالمهم بالنسبة لقانونية الدولة بحسب القوانين الدولية الحالية هو موافقة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن على انضمام تلك الدولة للمجتمع الدولي وليس على اعتراف بعض الدول فيها قبل منحها العضوية.

ولو قلنا ان الجمعية العامة قد تقبل بالدولة الفلسطينية مستقبلا كعضو فيها بحكم أن الأكثرية في الجمعية قد وافقت في السابق على الاعتراف بالدولة الفلسطينية حال قيامها، وان 167 دولة قد اعترفت في العام 1988م بإعلان عرفات عن اقامة الدولة الفلسطينية في المناطق المحتلة عام 1967م.

فلو قلنا ان الجمعية العامة للأمم المتحدة قد توافق على الاعترف بالأغلبية وهذا غير مؤكد فهل سيوافق مجلس الأمن الدولي ؟

إن مجلس الأمن الدولي الذي تتحكم فيه الدول العظمى لا سيما أمريكا لا يمكن أن يوافق على ذلك من دون رضا دولة يهود، لأن أمريكا على الأرجح ستستخدم حق النقض ( الفيتو) وستبطل أي قرار بالاعتراف ولو كان صادرا عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

أما الشق الثاني من الجواب: فإن ولادة الدول التي تقبع تحت الاحتلال لا تأتي دوماً من غير حروب تحرير خاصة إذا كان استعمارها يأخذ شكل الاستعمار الاستيطاني، لذلك فمن غير المجدي الاعتماد في إخراج الدول إلى حيز الوجود على إعلانات دول أخرى بالاعتراف بها.

وأما مغزى اعتراف دول أمريكا اللاتينية وغيرها بالدولة الفلسطينية فلا هدف له سوى تحريك القضية وتسخينها بعد أن وصلت إلى طريق مسدود بالمفاوضات، فأمريكا وأوروبا بعد أن تبين لهما أنه لا يوجد أفق لحل القضية من خلال المفاوضات خشيتا أن يتولد نتيجة لذلك ردات فعل عنيفة تجاه دولة يهود من قبل الأمة الإسلامية، فبحثتا عن مخرج جديد يعطي المسلمين ما يشبه الأفق والأمل في الحل، وما هو في الواقع سوى مخدر جديد للناس يُشغلهم لفترة أطول ويُميّع القضية باسلوب جديد.

فاعتراف هذه الدول من ناحية سياسية هو في الواقع نوع من الخداع الدولي لإشعار المسلمين بأنه ما زال يوجد حراك في القضية، وأنها لم تمت بعد، ولا داعي للإعلان عن وفاة الحلول الأمريكية والغربية لها.

أما تأثيرات هذا الاعتراف على العرب والمسلمين فإنها يجب أن توجد لديهم هزة عنيفة تشعرهم بأنهم لا يساوون شيئا في موازين الأمم، وأن استمرار أصحاب القضية في استجداء الحل من أمريكا والغرب، واستمرار الاتكال على أمريكا سيرديهم ولا شك إلى أعماق مستنقع التبعية والذلة والهوان، وأن عليهم أن ينتفضوا ويتحركوا ويزمجروا ويزيلوا عنهم غبار الخوف والانكسار، وعليهم أن يعملوا على هدم هذه الأنظمة الانهزامية العميلة التي تسببت بإيصالهم إلى هذا المنحدر الشديد الذي لا توقف فيه، ولا يكون ذلك الا من خلال إيجاد الدولة الإسلامية الحقيقية دولة الخلافة الإسلامية.


ليست هناك تعليقات: