الجمعة، 17 يوليو 2009

النظام المصري يعترف رسمياً بمرور السفن الحربية لدولة يهود عبر قناة السويس

التعليق السياسي

النظام المصري يعترف رسمياً بمرور السفن الحربية لدولة يهود عبر قناة السويس

تناقلت وكالات الأنباء الأسبوع الماضي أخبار مرور السفن والمدمرات والغواصات التابعة لدولة يهود عبر قناة السويس، وأفادت الأنباء بأن ست قطع عسكرية (إسرائيلية) تتقدمها المدمرة إيلات قد عبرت القناة يوم الثلاثاء الماضي في طريقها إلى البحر الأحمر لإجراء مناورات مشتركة مع سلاح البحرية الأمريكية.
وقالت مصادر في وزارة الحرب بدولة يهود لوكالة الأسوشيتدبرس أن قاربي صواريخ عبرا القناة يوم الثلاثاء، وأن غواصة من طراز دولفين عبرت القناة الشهر الماضي، ونقلت جريدة الشرق الأوسط عن وكالة الأنباء الفرنسية أن مصدراً ملاحياً مصرياً ذكر للوكالة بأن سفينتان حربيتان (إسرائيليتان) عبرتا قناة السويس من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر، وأوضح المصدر المصري أن المدمرة (حانيت) والمدمرة (إيلات) التي تبلغ حمولة كل منهما ألفي طن قد عبرتا القناة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وعلَّقت الإذاعة (الإسرائيلية) على ذلك بالقول: "إنها المرة الأولى التي تعبر فيها غواصة إسرائيلية قناة السويس"، وأضافت: "إن هذه السابقة يجب أن يفهم على أنها رسالة إلى إيران"، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت (الإسرائيلية): "أن مصر وإسرائيل أرادتا بذلك إثبات تعاونهما في مواجهة مواصلة إيران لبرنامجها النووي"، ولم يخف المسؤولون في دولة يهود مراراً في الأسابيع الماضية أنهم يريدون تشكيل "جبهة مشتركة مع مصر في مواجهة إيران".
وبرَّر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط السماح للسفن العسكرية اليهودية بالمرور بقوله: "إن عبور الوحدات البحرية في قناة السويس إنما تحكمه اتفاقية القسطنطينية في العام 1888 وهي تتيح للسفن الحربية الحق في العبور البري طالما ليس لها توجه عدواني"، وأضاف: "في حالة مرور السفن العسكرية فلها حق المرور البري في القناة ما دامت ليست لها توجهات عدوانية تجاه الدولة المالكة القناة وهي مصر".
هذه هي تبريرات النظام للسماح بعبور السفن الحربية لقناة السويس وهي سفن تابعة لألد أعداء مصر والأمة، وهي تبريرات واهية لا تقنع حتى الأطفال، فأبو الغيط يستغبي فيها شعب مصر وشعوب الأمة العربية والإسلامية بزعم أن كيان يهود ليست لدى زعمائه أية توجهات عدوانية تجاه مصر، وباستناده إلى اتفاقية القسطنطينية لعام 1888م.
والحقيقة التي لا شبهة فيها لكل ذي لب تؤكد أن عدوانية يهود تجاه مصر لا تحتاج إلى إثبات، ويكفي في إثباتها تصريحات وزير خارجية دولة يهود الداعية إلى تدمير السد العالي وإغراق مصر، ويكفي في إثباتها كذلك تحكم دولة يهود بمعبر رفح المصري، وتحكمها بأعداد أفراد الجيش المصري وعتادهم المسموح لهم بالتواجد في شبه جزيرة سيناء، وتحكمها أيضاً بمنع دخول أي دبابة مصرية شرقي السويس وفقاً لاتفاقية كامب ديفد، فشرط (إسرائيل) بخلو سيناء من وجود أي مدفع مصري فهذا وحده دليل عداء.
ألا تكفي هذه الأدلة البسيطة الواضحة للدلالة على عدوانية الكيان اليهودي؟؟!! أم أن النظام المصري كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال تتجاهل أية أخطاء تحيط بها؟؟!!
إن قادة دولة يهود لا يخفون أهداف عبور مدمراتهم وسفنهم الحربية لقناة السويس، فهم يقولون بكل صراحة بأنهم يريدون إجراء المناورات والتدريبات وإرسال الرسائل المختلفة لإيران من خلال التعاون (الإسرائيلي) المصري المشترك، فتصريحات زعماء يهود واضحة في ذلك ولا تحتاج إلى بيان، فلماذا إذاً يتعامى حكام مصر عنها؟! ولماذا يلجأوون إلى تبرير مرور السفن الحربية (الإسرائيلية) بالرجوع إلى اتفاقية القسطنطينية التي وضعت قبل أكثر من 120 سنة عندما كانت مصر تحت الاحتلال البريطاني؟!.
إن تصرفات هذا النظام المصري القبيحة والرعناء فيها استخفاف فاضح بالأمة الاسلامية وبشعب مصر.
فلقد تحالف النظام المصري بشكل واضح مع دولة العدو اليهودي ومع أمريكا ضد الشعوب الإسلامية، كما تحالف معهما ضد أهل غزة وضد شعب العراق وضد إيران اليوم، إن هذا التحالف المشبوه والخطير يؤكد على حقيقة عدوانية هذا النظام المصري ضد جميع شعوب الأمة الإسلامية وضد شعب مصر بشكل خاص.
إن حكام مصر الخونة قد بالغوا في عداء شعوبهم لدرجة فقدوا معها ما تبقى لديهم من حياء حتى في خطابهم السياسي، وأصبح ينطبق عليهم ما قيل قديماً واشتهر (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
.

ليست هناك تعليقات: