الثلاثاء، 2 يونيو 2009

سلطة من ورق تضرب بيد من حديد

التعليق السياسي
سلطة من ورق تضرب بيد من حديد


وأخيراً ظهرت عنتريات السلطة الفلسطينية، واستعرضت عضلاتها، فأنذرت وتوعدت، وأرعدت وأزبدت، ولبست أكفاً من حديد، وهدَّدت باستخدامها في ضرب كل من تُسوِّل له نفسه الخروج عن طاعتها وقانونها.
لقد ذكَّرتنا عبارة (الضرب بيد من حديد) بالطواغيت الذين دعمتهم أجهزة المخابرات المرتبطة بأمريكا وبريطانيا من حكام البلدان العربية الذين مارسوا هذه المهنة ضد المخلصين في شعوبهم.
لقد قامت أجهزة دايتون المؤيدة من قبل السلطة الفلسطينية هذا الأسبوع بقتل مجاهديْن في قلقيلية بعد طول مطاردة وحصار، وبعد أن عجزت دولة يهود بكل جبروتها واستخباراتها بالوصول إليهما.
إن هذه السلطة الفلسطينية الهزيلة التي يتلقى موظفوها رواتبهم من الدول المانحة الغربية شهراً بعد شهر، والتي لا تملك أية سيادة حقيقية على أرض أو سماء، ولا وجود فعلياً لها إلا على الورق وفي وسائل الإعلام، هذه السلطة باتت تملك أجهزة قمع متطورة ضد شعبها.
فقد كشَّرت عن أنيابها، وشرعت من فورها في القيام بالأعمال الموكلة لها من قبل أمريكا وكيان يهود، فباشرت القيام بأعمال القتل والمطاردة والاعتقال ضد خيرة أبنائها بالتنسيق الكامل مع أعداء الأمة وبكل وقاحة وإجرام.
إن استخدام رئيسها محمود عباس وأحد أزلامه حسين الشيخ العبارة (الضرب بيد من حديد) وتوجيهها لأول مرة ضد مقاومي هذا الشعب وشرفائه الذين يُضحون بأنفسهم لردع العدو ما كان ليحصل لو كانت هذه السلطة أو أدعيائها يملكون ذرة من انتماء لهذا الوطن، أو كان لديهم بقية من كرامة لنصرة هذه الأمة، أو كان عندهم شيء من الإيمان يُذكِّرهم بدينهم.
إن أحداث قلقيلية الأخيرة قد أكَّدت أن مستوى التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة وكيان يهود قد بلغ أعلى درجاته، بحيث أصبحت تلك الأجهزة تمثل ذراعاً عسكرياً واستخباراتياً فعالاً في خدمة الدولة اليهودية لا يقل في مستوى أدائه عن مستوى أداء قوات النخبة لديها كلواء جولاني أو لواء جفعاتي.
إن الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية العميلة وبعد ارتكابها لجريمتها الأخيرة في قلقيلية لا ينبغي إحسان الظن بها ولا الوثوق باي عمل من أعمالها، بل يجب أن يُنظر إليها فعلياً على أنها أجهزة معادية، فقد كشفت بكل سفور عن وجهها القبيح، لذلك كان التبرؤ منها من أهم الواجبات التي على المسلم القيام بها، فلا يجوز لأي فلسطيني –بعد أن عُلِم واقعها- أن ينخرط في صفوفها، ويحرم على كل مسلم القيام باي عمل يتصل من قريب أو بعيد بها حتى ولو كان العمل كتابياً أو خدماتياً.
فقائد هذه الأجهزة القمعية الفعلي هو الجنرال الأمريكي كيت دايتون، فهو المشرف عليها سياسياً وتعبوياً وإدارياً ومالياً، وهو مثل الجنرال الإنجليزي كلوب بالنسبة للجيش الأردني في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين.
فحذاري من تأييدها أو تبرير تصرفاتها، وحذاري بشكل خاص لكوادر حركة فتح من فعل ذلك بحكم صلة الحركة بالسلطة الفلسطينية العميلة؛ لأنهم إن فعلوا ذلك فيكونون قد وصموا أنفسهم بالخيانة والعمالة، وأصبحوا في نظر شعبهم بمثابة طابور من المنتفعين والمرتشين والخونة.

ليست هناك تعليقات: