دلالات فوز نجاد في الانتخابات الإيرانية
بالرغم من اندلاع المظاهرات في شوارع إيران احتجاجاً على فوز نجاد في الانتخابات، وبالرغم من الضجيج الإعلامي الهائل في التحريض ضد إعادة انتخاب نجاد، إلا أن المصلحة الأمريكية تكمن في استمرار القيادة الإيرانية الحالية بالإمساك بزمام الأمور في إيران.
فالضجيج الإعلامي ضد نجاد وضد خامنئي مصدره الأوروبيون وليس الأمريكيين، فبراون وساركوزي اتهما القيادة الإيرانية بالتزوير وارتكاب العنف ضد المتظاهرين، بينما أوباما قال: "لم نكن على الأرض، لم يكن لدينا مراقبون هناك، فلا يمكنني أن أقول بشكل قاطع ما حدث في ما يخص الانتخابات". والصحافة الأوروبية والبريطانية بشكل خاص تحرض بشكل واضح ضد القيادة الإيرانية بينما الأمريكيون يخففون موجات العداء هذه.
إن هذا التمايز بين الموقفين الأوروبي والأمريكي من نتائج الانتخابات يدل على أن أوروبا تريد استغلال أية فرصة للعصف بالنظام الإيراني الحالي، بينما أمريكا تريد الحفاظ على هذا النظام بكل ما أوتيت من قوة.
ولو استعرضنا آخر المواقف الإيرانية العملية في السياسة الخارجية لوجدنا كم هي متطابقة وخادمة للأجندة الأمريكية، وبذلك تفسر السياسة الأمريكية الحقيقية تجاه دعم القيادة الإيرانية.
فبخصوص القضية الفلسطينية قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد: "إن إيران تؤيد الحل على أساس قيام دولتين إذا ما وافق الفلسطينيون أنفسهم على ذلك عبر الاستفتاء"(جريدة القدس27/4/2009م) وهذا عينه هو الموقف الأمريكي.
وبخصوص القضايا الأفغانية والباكستانية قال نجاد لزرداري وقراضاي رئيسا الباكستان وأفغانستان: "أصدقاؤكم أصدقاؤنا وأعداؤكم أعداؤنا" ومعلوم بالطبع أن الأمريكيين هم أصدقاء زرداري وقراضاي، بل معلوم أن الأخيرين هما من أخلص عملاء أمريكا في المنطقة، وبذلك يكون نجاد قد اعترف بصداقة إيران وبشكل خاص بصداقته هو للأمريكيين.
وما يؤكد ذلك ما تفعله إيران على الأرض، فقد صرَّح رئيس الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم بقوله: "أعربنا عن استعدادنا لتدريب الشرطة الأفغانية"، وأعلن عن أن "سفيراً إيرانياً زار حلف الأطلسي للمرة الأولى منذ قيام الجمهورية الإسلامية"، وأوضح بأن: "الإيرانيين مهتمون بإمكانية التعاون حول أفغانستان".
فهل بعد كل هذا التعاون مع أمريكا وحلف الناتو وتدريب الشرطة الأفغانية العميلة التي تحارب المجاهدين إلى جانب الأمريكيين، هل بعد كل ذلك يصح أن يوجد من يشكك في تعاون إيران أحمدي نجاد وخامنئي مع أمريكا؟!!.
أما شعارات العداء التي يرفعها النظام الإيراني ضد الأمريكان فواضح أنها للاستهلاك الشعبي ليس إلا!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق