أمريكا تّخيّر أوروبا بين الانفاق والريادة أو الامتناع عن الانفاق والاضمحلال
يبدو أنّ علاقة الشراكة الأمريكية الأوروبية الاستراتيجية من خلال حلف الناتو بدأت بالتصدع، وظهر ذلك من خلال التصريحات الحادة التي يُطلقها مسؤولون أمريكيون مؤخراً ضد أوروبا ككتلة موحدة وضد أوروبا كدول متفرقة.
وتستخدم أمريكا في ضغطها هذا عدة أوراق: منها ورقة الانفاق العسكري على نشاطات حلف الناتو، فمثلاً حذّر وزير الحرب الأميركي روبرت غيتس في خطاب له بقوة، حكومات الاتحاد الأوروبي أثناء اجتماع لحلف شمال الأطلسي )ناتو) في بروكسل الشهر الجاري، من أن:" قادة أميركا القادمين قد يقررون أن الأمر لم يعد يستحق إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين لسد ثغرات الأمن الدولي التي تركها الحلفاء".
ومنها عدم رغبة الأوروبيين بالمشاركة بطريقة فاعلة، فرئيس مجلس العلاقات الأميركية الخارجية ريتشارد هاس تساءل مشكّكاً بشأن تراجع النفوذ الأوروبي في العالم، وقال في مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية :"إن نفوذ الأوروبيين في الشأن الدولي آخذ بالاضمحلال."
وأوضح هاس - بحسب الصحيفة- :"أن الشراكة الأميركية الأوروبية التي أثبتت جدوى كبيرة في إدارة الحرب الباردة والفوز فيها لم يعد لها ذلك البريق، وأن الدور الأوروبي في الشؤون العالمية آخذ بالانكماش والاضمحلال في السنوات القادمة. "
وأضاف:" ان سلوك الأعضاء الأوروبيين أسهم في تهميش دور الناتو في العالم، وأن السبب لا يعود لنقص في عدد القوات الأوروبية في الحلف، حيث هناك أكثر من مليوني عسكري أوروبي، ولا يتعلق بمدى حجم الإنفاق الأوروبي على الدفاع، حيث ينفقون ثلاثمائة مليار دولار في العام، ولكن الأمر يتعلق بمدى وكيفية تنظيم هذه القوات وبالطريقة التي يتم فيها إنفاق هذه الأموال "، وقال بأنّ:" معظم ملفات المحادثات بشأن القرارات الهامة تبقى رهينة الأدراج، ولا تترجم المباحثات والنقاشات إلى عمل حقيقي "، وخلص إلى أن "التغيرات السياسية والسكانية داخل أوروبا وكذلك داخل الولايات المتحدة تؤكد أن التحالف عبر الأطلسي من شأنه أن يفقد بريقه وشهرته في ظل ما تعانيه بعض أجزاء أوروبا من أزمات وتحديات اقتصادية مختلفة."
وأكّد هاس بالرغم من ذلك كله إلى أنّ بلاده تريد استمرار بقاء الحلف فقال:" برغم التغيرات المحتملة والتحديات التي تفرض نفسها على المستوى الأوروبي، يقول الكاتب إن حلف شمال الأطلسي سيبقى على حاله، وإنه سيبقى يضم دولا أوروبية تسهم قواتها العسكرية في حفظ الأمن في بعض أجزاء أوروبا، كما يمكنها الإسهام في استقرار الشرق الأوسط. "
ولكنه قال بأنّ:" الولايات المتحدة ستسعى في ظل ما يشهده العالم من تغيرات كثيرة، إلى الحفاظ على علاقات ثنائية مع بعض الدول الأوروبية كل على انفراد وليس مع الاتحاد الأوروبي بمجمله"، وتوقع هاس أن:" توثق الولايات المتحدة علاقتها الجديدة مع الدول الأوروبية التي ترغب في أن يكون لها دور تلعبه على المستوى العالمي بما فيه القوة العسكرية".
وأوضح هاس - بحسب الصحيفة- :"أن الشراكة الأميركية الأوروبية التي أثبتت جدوى كبيرة في إدارة الحرب الباردة والفوز فيها لم يعد لها ذلك البريق، وأن الدور الأوروبي في الشؤون العالمية آخذ بالانكماش والاضمحلال في السنوات القادمة. "
وأضاف:" ان سلوك الأعضاء الأوروبيين أسهم في تهميش دور الناتو في العالم، وأن السبب لا يعود لنقص في عدد القوات الأوروبية في الحلف، حيث هناك أكثر من مليوني عسكري أوروبي، ولا يتعلق بمدى حجم الإنفاق الأوروبي على الدفاع، حيث ينفقون ثلاثمائة مليار دولار في العام، ولكن الأمر يتعلق بمدى وكيفية تنظيم هذه القوات وبالطريقة التي يتم فيها إنفاق هذه الأموال "، وقال بأنّ:" معظم ملفات المحادثات بشأن القرارات الهامة تبقى رهينة الأدراج، ولا تترجم المباحثات والنقاشات إلى عمل حقيقي "، وخلص إلى أن "التغيرات السياسية والسكانية داخل أوروبا وكذلك داخل الولايات المتحدة تؤكد أن التحالف عبر الأطلسي من شأنه أن يفقد بريقه وشهرته في ظل ما تعانيه بعض أجزاء أوروبا من أزمات وتحديات اقتصادية مختلفة."
وأكّد هاس بالرغم من ذلك كله إلى أنّ بلاده تريد استمرار بقاء الحلف فقال:" برغم التغيرات المحتملة والتحديات التي تفرض نفسها على المستوى الأوروبي، يقول الكاتب إن حلف شمال الأطلسي سيبقى على حاله، وإنه سيبقى يضم دولا أوروبية تسهم قواتها العسكرية في حفظ الأمن في بعض أجزاء أوروبا، كما يمكنها الإسهام في استقرار الشرق الأوسط. "
ولكنه قال بأنّ:" الولايات المتحدة ستسعى في ظل ما يشهده العالم من تغيرات كثيرة، إلى الحفاظ على علاقات ثنائية مع بعض الدول الأوروبية كل على انفراد وليس مع الاتحاد الأوروبي بمجمله"، وتوقع هاس أن:" توثق الولايات المتحدة علاقتها الجديدة مع الدول الأوروبية التي ترغب في أن يكون لها دور تلعبه على المستوى العالمي بما فيه القوة العسكرية".
إنّ تصريحات غيتس وهاس هذه الموجهة لأوروبا هي تهديدات أكثر منها تعليقات، وانّ أمريكا تظهر من خلالها أنها ضاقت ذرعاً بأوروبا، وأنها لم تعد تحتمل القيام بمهام الحلف نيابة عنها، وان على أوروبا إما أن تتحمل مسؤولياتها وتُنفق على أعمال الحلف العسكرية بنفس المستوى الذي تُنفقه أمريكا
وإمّا أن تفقد مكانتها في الريادة الدولية بوصفها قوة عظمى، وتهديدات أمريكا هذه تُشير إلى أمرين اثنين واضحين وهما:
1 – انها لا تريد ان ترى أوروبا موحدة فهي تريد أن تتعامل مع كل دولة على حدة وفي هذا إضعاف للأوروبيين للاستمرار في قيادتهم.
2 – ان أمريكا نفسها قد تراجعت اقتصادياً بشكل حقيقي ولم تعد تستطيع الاستمرار بالقيام بدور شرطي العالم وتحمل نفقات القيادة العالمية، ولذلك فهي تُطالب الأوروبيين بالمشاركة الحقيقية في القيادة وعدم الاعتماد عليها كما كان في السابق.
وقد ظهر هذا الضعف في التمويل في حرب ليبيا حيث الكل يشكو من الانفاق مع انها حرب صغيرة بالمقارنة مع الحروب الأخرى، ومع أن معظم هذه الأموال التي يُنفقها أعضاء الحلف سيستردونها مضاعفة من إيرادات النفط بعد ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق