عبود الزمر والانتقال من الفكر الانقلابي إلى الفكر الترقيعي
عندما كان عبود الزمر يواجه نظام السادات في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات كان رجلاً صلباً صاحب مبدأ، يحمل دعوة ورسالة، فطالب بتغيير النظام تغييراً كلياً، وأراد تطبيق الاسلام تطبيقاً انقلابياً.
وعندما وجد من النظام استكباراً وصلفاً وعناداً تحول إلى العمل لتغيير النظام بالقوةُ ، وتبنى الفكر العسكري في التغيير الانقلابي، والتحق في صفوف الجماعات الاسلامية المقاتلة، وقارع النظام بكل ما أوتي بقوة، فكان خصماً صلباً لدولة، ثابتاً على افكاره لا يتزعزع.
وبعد مقتل السادات زُج في السجن لمدة طويلة أثّرت على صموده وعلى فكره الانقلابي تأثيراً واضحاً، فانخرط بعد - امتناع - في لعبة المراجعات التي تريدها الحكومة من السجناء العقائديين بهدف حرف أفكارهم وجعلهم يقبلوا باعتبار النظام نظاماً شرعياً يحرم الخروج عيه، فقلبت المراجعات فكره رأساً على عقب، وتلوثت أفكاره، وتحطمت شخصيته، وخرج من السجن شخصاً آخر غير الذي نعرف، وكأنه أجريت له عملية غسيل دماغ، فكان مجرد اسم لا يحمل من ماضيه النضالي شيئاً.
وبلغت به الانتكاسة الفكرية مبلغاً أوصلته إلى منافقة النظام وتملقه، ومن آخر ما صدر عنه من تصريحات ومواقف لا تليق بأي شخصية اسلامية من الدرجة العاشرة.
فقد طالب عبود الزمر "بضرورة الالتفاف حول المجلس العسكري الحاكم في مصر وتهيئة المناخ له خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر ليتاح له حكم البلاد"، كما طالب ب"إتاحة الفرصة للدكتور عصام شرف وحكومته لتأدية مهامها" على حد قوله .
وبدلاً من الارتقاء في المطالب لتصل الى مستوى تطبيق الشريعة واقامة دولة الاسلام، تدنت مطالب الزمر لتنحدر إلى مستوى المطالبة:" بصرف تعويضات للمعتقلين الذين أخذوا أحكاماً نهائية".
وأصبح يلتقي الزمر مع المسؤولين الحكوميين وينافقهم فمثلاً في لقاءه مع وزير الداخلية منصور العيسوي كان "يحمل شعار مصر أولا "، ومدح الوزير وادعى بأنه لاحظ على الوزير:" وطنية وإخلاص ومدى حبه للإصلاح"، وذلك بعد أن جلس معه وظهر له ذلك
من خلال :" استماع الوزير لطلبات أفراد الجماعة الإسلامية ومدي معالجته الموضوعية للمشكلات" على حد وصفه.
وأصبح يتحدث الزمر كما يتحدث (الزعماء الكبار!) في الدول التعيسة فقال:" بأن الحوار تطرق إلي أشياء كثيرة تضمن مستقبلا مشرقا لمصر في ضوء المشاركة الفعالة لكل القوى السياسية المصرية من أجل بناء مصر الحديثة دون إقصاء أي من التيارات السياسية مع ضمان مشاركة فعالة من الجميع".
ثم أكد عبود الزمر بأنه: "يثق الآن في نوايا وزارة الداخلية الحسنة في رفع الظلم عن كل مظلوم من المرحلة الماضية، وإنهاء ملف المسجونين تباعًا في أقرب وقت، والعمل على استعادة الطيور المهاجرة في الخارج" على حد وصفه.
وبدا بعد الاجتماع ان العلاقة حميمية بين الزمر ووزير الداخلية الذي طالبه ( أو قل كلّفه ) :" بضرورة المساهمة في مواجهة الفتنة الطائفية" في مصر.
إلى مثل هذا المستوى من التشوه الفكري بلغ أداء عبود الزمر الذي كان احد عمالقة الفكر في مصر في يوم من الأيام.
هناك 9 تعليقات:
وتتكرر قصة عالم بني اسرائيل "بلعام بن باعوراء"
يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات
السلام عليكم
يقول الله عز و جل و اذا قلتم فاعدلوا. و الظاهر ان فهم العدل قد ضاع. و اول ضياعه الحفاظ عل الامة نائمة لمحاسبة الحاكم غيبة و العلماء و قيعة في أعراضهم بغض النظر عن ما يفعلون و حملة الدعوة مثرثرون و ان قاموا بعمل صاروا موقدون للفتنة و التصريح بعمالة الأنظمة هو نظرية مؤامرة و مهادنة الحكام اعتدال و المطالبة بتخمين الشرع ان لم يقال حلم يقال تطرف
طوبي لأعداء الامة من وجود مثل هذه الأفكار بين أمة كانوا يهابون جانبها و لتهدء اعينهم و لتنام.
من كان يغتاب الزمر في السابق و يقول انه ارهابي الان يدافع عنه و يحرم الكلام عنه و يصفه بالغيبة . لكِ الويل لا تزني و لا تتصدقي
انا استغرب كلامك يا (غير معرف)كيف نصّبت نفسك محامي للزمر وبدأت تطعن بالشباب وتغمز من قناتهم مع اننا نفتح لك المجال بكل حرية لتتحدث كما تشاء، ولكن نطالبك بشيئ من النزاهة وعدم التحامل علينا، ولا يليق بك ان تتباكى على الزمر وانت تعلم انه غيّر وبدّل، فموقفك فيه غرابةكيف تدافع عن شخص بالرغم من انه باع نفسه للشيطان وتهاجم جماعة لا تبتغي سوى وجه الله.
فان كاندافعك فقط هو النيل منا فانصحك بالابتعاد عنا، وان كنت تريد الحق فناقش بالحجة والدليل، وكل كلامك ومداخلاتك لا يوجد بها اي دليل بالرغم من انني بينت لك بادلة كثيرة لماذا انحرف الرجل ولا رد عندك سوى مدح الرجل والكلام عن الغيبة والتباكي عليه بدون معنى، فقليل من النزاهة يا رجل ولا تتلبس بثوب الواعظين فقد سئمنا مثل هذه الاسطوانة المشروخة فاما ان تأتي بأدلة واحكام واما ان تصمت ولا تبيعنا نصائح مملة وسقيمة، والسلام.
إرسال تعليق