هذه مدونة سياسية خاصة غير متأثرة بأي وجهة نظر سياسية حكومية ولا محسوبة على أية جهة رسمية. والمواد السياسية المنشورة فيها متجددة متنوعة تتضمن عناوين إخبارية وتعليقات سياسية وأبحاث سياسية ومواد أخرى.أرحب بجميع المشاركات والتعقيبات والاستفسارات ذات الصلة.
الاثنين، 29 يونيو 2009
الدول الناشئة تبحث عن مكان لها في الساحة الدولية
ثم تطور هذا المفهوم وأضيف إليه عاملان هما:
1) وجود انطلاقة اقتصادية حقيقية لدى الدول الناشئة.
2) وجود تصنيع متسارع.
ولعب المستوى السياسي دوراً هاماً في الدول الناشئة لإيجاد المناخ الاقتصادي السليم الذي يحد من الفساد ويفيد من رؤوس الأموال.
أما النقلة النوعية للدول الناشئة والتي صح أن توصف بالدول ذات الاستقلال الاقتصادي المدعوم بالقوة الديمقراطية من وجهة النظر الغربية فكانت متجسدة في ثلاث دول ليس غير وهي الصين والبرازيل والهند، فهذه الدول الثلاث هي التي تستحوذ على مفهوم النشوء الاقتصادي بشكل كامل.
أما روسيا فهي لم تنشئ صناعة وتصنيع لأنها في الأصل تملك ذلك، لكنها انشغلت في الحقبة التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي في البحث عن الاستقرار السياسي وأهملت الناحية الصناعية والإنتاجية.
ولما استقرت سياسياً بشكل نسبي عادت إلى التصنيع والإنتاج شأنها شأن الدول الناشئة فاندمجت في مفهوم الدول الناشئة اندماجاً كاملاً ضمن مجموعة ما يُسمى بدول ألـ(بريك) فأصبحت هذه الدول أربعة دول ناشئة رسمياً.
من سمات هذه الدول أنها تطورت صناعياً وارتقت اقتصادياً من مستوى الدول النامية إلى مستوى الدول المتطورة، فكان اصطلاح النشوء هو أبرز ما يميزها عن المستوى المتدني للدول النامية وعن المستوى المتقدم للدول الصناعية الغنية الكبرى.
يتم أحياناً إلحاق بعض الدول الأخرى بالدول الناشئة لكن ذلك غير دقيق وغير مطابق للواقع، وعلى سبيل المثال تم إلحاق تركيا والمكسيك بهذه الدول لوجود بعض الشبه بينها وبين الدول الناشئة، لكن المدقق في واقع تركيا والمكسيك يجد أن هاتين الدولتين لا تحملان مواصفات الدول الناشئة والسبب في ذلك أنهما وإن امتلكتا القوة الديمغرافية وامتلكتا شيئاً من التصنيع إلا أنهما تملكان تصنيعاً واقتصاداً مرهونان بالدول الغربية الوصية عليهما، لذلك كان التقدم الصناعي فيهما يعود أثره ونفعه إلى أمريكا وأوروبا ولا يعود أثره ونفعه على تركيا والمكسيك نفسهما.
أما جنوب أفريقيا فتم الحديث عنها أحياناً على أنها دولة ناشئة من باب أن اقتصادها متميز بالنسبة لسائر دول القارة الأفريقية لكن إمكاناتها الصناعية ضعيفة ومرهونة للدول الغربية.
لذلك كان من الدقة اعتبار أن دول البريك وهي الصين والهند والبرازيل وروسيا هي وحدها التي ينطبق عليها مفهوم الدول الناشئة.
أما بقية دول العشرين وهي إندونيسيا وكوريا الجنوبية والأرجنتين والسعودية فهي ما زالت دولاً نامية لا تملك صفات التسارع في التصنيع الذاتي ولا التقدم في الاقتصاد وتم دمجها في مجموعة العشرين من باب إشراك أكبر القوى الاقتصادية النامية في العالم إما للاستفادة من أموالها في دعم المؤسسات المالية الدولية كالسعودية، وإما لتكون شاهد زور على الاتفاقيات الدولية التي يتم التوصل إليها لإعطائها الشرعية الدولية.
لقد تمكنت الدول الناشئة الأربعة (البرازيل والصين وروسيا والهند) –البريك- أن تفرض نفسها وحضورها بشكل قوي في المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية، وقد أثبتت الأرقام قوة هذه الدول وخدمتها للاقتصاد العالمي، فقد نشرت مؤسسة التحويل الدولية التابعة للبنك الدولي دراسة تقول فيها: "إن القيمة السوقية لأسواق الأسهم في الاقتصادات الناشئة في العقد الماضي كانت أقل من 2 تريليون دولار في العام 1995م بينما تجاوزت في هذا العام الحالي رقم 5 تريليون دولار وشكَّلت ما نسبته 12% من قيمة الأسهم العالمية التي تصل إلى حوالي 40 تريليون دولار في الوقت الراهن".
لقد أقرت أمريكا وأوروبا بدور الدول الناشئة وظهر ذلك في مؤتمري قمة العشرين في لندن وفي ساوباولو حيث انعقدت قمة شارك فيها وزراء مالية ورؤساء البنوك المركزية في مجموعة العشرين.
ودعت مجموعة دول بريك إلى إحداث إصلاحات اقتصادية في العالم وخاصة في صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، واستجابت قمة العشرين استجابة جزئية لتلك المطالب حيث قدم صندوق النقد الدولي مليارات الدولارات للأسواق الناشئة وتقدمت الصين بخطة إنعاش ضخمة بقيمة (586) مليار دولار ساهمت في تنشيط الاقتصاد العالمي والأسواق المالية.
وفي اجتماعها الأخير الذي عقد في روسيا أواسط شهر حزيران (يونيو) من العام الجاري 2009م في مدينة يكاتيرنبرغ في جبال الأورال طالب الزعماء الأربعة في بيان دول البريك بإصلاحات في النظام النقدي العالمي وفي إصلاح الأمم المتحدة نفسها فورد في البيان: "إننا نعتقد أن هناك حاجة ملحة لنظام نقدي عالمي مستقر، أكثر تنوعاً ويمكن التنبؤ باتجاهاته المستقبلية"، كما حث البيان على "استقرار النظام التجاري العالمي وكبح الحمائية والسعي لتحقيق نتائج شاملة ومتوازنة لجولة الدوحة للتجارة العالمية"، وطالب البيان بمنح الهند والبرازيل دوراً أكبر في الأسرة الدولية فقال: "إننا نعيد التأكيد على الأهمية التي نعلقها على وضع الهند والبرازيل على صعيد الشؤون العلمية ونتفهم ونؤيد تطلعاتهما في لعب دور أكبر في الأمم المتحدة"(الجزيرة نت 24/6/2009).
إن الصراع الدولي الاقتصادي بين أمريكا وأوروبا فسح المجال للدول الناشئة بلعب دور جديد حيث تريد أمريكا وأوروبا استمالة تلك الدول لتقوية الاقتصاد العالمي، فأوروبا طالبت أمريكا بتشريعات رقابية ملزمة للمؤسسات المالية وبإعادة صياغة النظام المالي العالمي، بينما أمريكا تبنت خطط إنقاذ تعتمد على التحفيز المالي فقط، وعلى إثر هذا الصراع خشيت كل من أمريكا وأوروبا من قيام الدول الناشئة بتبني السياسات الحمائية والانكفاء وبالتالي بروز قيادات سياسية معادية للغرب كما حصل في ثلاثينيات القرن الماضي عندما ظهرت النازية والفاشية على إثر فشل مؤتمر لندن في العام 1933م في الخروج من الأزمة.
لذلك وافقت أمريكا وأوروبا على تشجيع مشاركة الدول الناشئة في المؤسسات الدولية للاستفادة منها، وزادت مخصصات صندوق النقد الدولي بمبلغ (500) مليار دولار، وحوَّلت (250) مليار دولار أخرى لدعم التجارة العالمية.
قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند: "إن حقيقة أن دولاً مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل هي أربعة شركاء في مناقشة مستقبل الاقتصاد العالمي هو في حد ذاته أمر له دلالته العظيمة لأنها تشير إلى أن الزعماء الغربيين لم يعودوا يؤمنون بأنهم يستطيعون حل مشكلة الاقتصاد العالمي بمفردهم"، وأضاف: "أعتقد أننا نعرف منذ ثلاثينيات القرن العشرين الأخطار التي تحملها الحمائية، إن الحمائية يمكن أن تحول التحطم إلى انهيار ومن الأهمية بمكان ألا ينكفئ العالم على نفسه هذه المرة".
وقال الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا: "إن هناك قبولاً لفكرة أن مجموعة السبع لدول النخبة المتقدمة في العالم لم تعد قادرة على العمل بمفردها ولقد حان الوقت إلى التوصل إلى اتفاق بين الحكومات بشأن بناء هيكل مالي جديد للعالم فهذه أزمة عالمية وتتطلب حلولاً دولية".
إن تطور الدول الناشئة أمر لا مفر منه، ودول البريك الأربع تمثل نحو 40% من سكان العالم وَ15% من الناتج الإجمالي فيه، فالصين تقدمت في حجم الناتج الإجمالي لها وفي الصادرات السلعية من المركز العاشر في نهاية التسعينيات إلى المركز الثاني الآن.
وساعدت الصين أمريكا في الأزمة المالية فاشترت من أذون الخزانة الأمريكية ما قيمته 767.9 مليار دولار قبل شهر آذار (مارس) 2009م، بينما اشترت روسيا ما قيمته 138.4 مليار دولار (نوفوستي 16/6/2009م) ودَّمت الصين مئات المليارات من الدولارات لدعم دول منظمة شنغهاي (دول آسيا الوسطى السوفيتية السابقة)، وهو دليل على تعاظم قوتها الاقتصادية والدولية.
وأما البرازيل فاستعانت بمجموعة (الميركوسور) (تجمع دول أمريكا اللاتينية) وتحولت إلى قوة اقتصادية ضخمة ومستقلة تخدم القارة اللاتينية قبل أن تخدم الاقتصاد الأمريكي والعالمي، يقول الرئيس البرازيلي: "إن هذه الأزمة تسمح للدول باتخاذ قرارات جريئة تسمح للدول بأن تتمكن من وضع قواعد جديدة للعلاقات مع دول أمريكا الجنوبية فيما بينها، ومثلاً نحن اعتمدنا مع الأرجنتين تبادلاً تجارياً بعملتينا بدلاً من الدولار الأمريكي وهذا يمكن تطبيقه بين كافة دول أمريكا الجنوبية".
وأما الهند فبدأت تكتسح بصناعتها الأسواق الخارجية فضلاً عن اعتمادها على ضخامة سوقها الداخلي الذي تتوق إلى الدخول إليه جميع السلع الأجنبية.
لقد بدأت الجغرافيا السياسية بالتغير فعلاً مع بروز هذه القوى الناشئة والمستقلة، وكانت قمة العشرين في لندن الذي انعقد في بدايات العام الجاري نقطة تحول رئيسية في خريطة دول العالم الاقتصادية. وقد صرح وزير بريطاني بالقول بعد المؤتمر: "إن مجموعة الدول الثماني قد ماتت"، وأما المندوب الأمريكي ديفيد ماكروميك مساعد وزير الخزانة الأمريكية للشؤون الدولية فقال: "لم أسمع أحد يرفض مجموعة السبع ولكنني سمعت حديثاً عن أهمية أكبر لمجموعة العشرين".
فبروز الدول الناشئة كان حدثاً دولياً مهماً لأنه يعتبر أول اختراق لقواعد اللعبة الدولية التي فرضت على الدول النامية قيوداً وسدوداً تمنعها من التطور والتقدم منذ الحرب العالمية الثانية.
إلا أن نجاح دول البريك في تحطيم القيود وتدمير السدود يعتبر إشراقة أمل باسمة للشعوب المستضعفة وفي مقدمتها شعوب الأمة الإسلامية التي يجب أن تعلم أن هناك مجالاً متاحاً للتغيير، وأن بإمكان الدول أن تنهض وأن تشب عن الطوق ومثال الدول الناشئة تجربة ناجحة عليها أن تستفيد منها وأن تستوعب المتغيرات العالمية والدروس الدولية للخروج من حالة الدول الكانتونات والمحميات التي تسودها.
لقد حان الأوان لشعوب الأمة الإسلامية أن تخرج عن طوع الإملاءات الاستعمارية الأمريكية والأوروبية وأن تنهي كابوس الشلل والتخلف والتبعية الذي تحياه هذه الشعوب بسبب حكامها العملاء ليحدث التغيير الحقيقي الذي لن يغير الخريطة الجيوسياسية تغييراً جذرياً وحسب بل سيقلب الأوضاع الدولية رأساً على عقب.
الخميس، 25 يونيو 2009
التعليق السياسي
حكام العرب يتكلمون بشعارات الوحدة ويعملون بأجندة الانفصال
درجت العادة لدى جميع حكام الدول العربية في الستين عاماً الأخيرة –بعد نيل الاستقلال الشكلي لهذه الدول- أن يتحدثوا عن الوحدة العربية كلاماً بينما تكرس أفعالهم على أرض الواقع سياسات الانفصال.
وتحولت هذه العادة السياسية إلى قاعدة سياسية متينة لديهم بنوا على أساسها كل سياساتهم الانفصالية. لكن لوحظ أن هناك فرقاً بين أسلوب الحكام العرب في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي وبين أسلوب الحكام العربي في العقدين الأخيرين.
فبحسب الأسلوب الأول كان الحكام العرب يثرثرون بشعارات كبيرة عن الوحدة، بينما هم في الواقع ينفذون سياسات الانفصال، أما بحسب الأسلوب الثاني فأصبح يتحدث الحكام صراحة عن الانفصال ولكن في سياق الكلام عن الوحدة وشعاراتها الجوفاء.
ومن أمثلة الأسلوب الأول ما كان يفعله الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر والذي كان يعتبر بالنسبة للكثيرين نموذجاً للوحدة العربية حيث كان يُشَنِّف آذان الشعوب العربية بالكلام الطويل عن ضرورات الوحدة العربية، بينما يمارس على الأرض سياسات تُناقض كل معاني الوحدة، ومن الأمثلة على ذلك أن مصر والسودان كانتا حتى العام 1956 دولة واحدة من ناحية دستورية، وكان الملك فاروق ملكاً لمصر والسودان، لكن عبد الناصر وافق على ما أملاه عليه المستعمر الغربي من فصل مصر عن السودان، وتم إقرار ذلك في مؤسسات البلدين الشعبية والدستورية.
وفي العام 1958م لاحت لعبد الناصر فرصة ذهبية حيث عرض ضباط سوريون على عبد الناصر الوحدة مع مصر فأُعلنت الوحدة بين البلدين، ولكن سرعان ما وقع الانفصال بعد ثلاث سنوات فقط في العام 1961م نتيجة للسياسات الانفصالية التي تم تنفيذها على الأرض، وبهذا الانفصال المرير تلقت فكرة الوحدة العربية طعنة نجلاء أفقدتها توازنها ومصداقيتها بالنسبة للمواطن العربي.
وما زاد الطين بلة وقتل فكرة الوحدة العربية نهائياً تلك المزايدات البهلوانية للرئيس الليبي عن الوحدة العربية، حيث أنه أعلن عن خمس محاولات وحدوية فاشلة بين ليبيا وكل من مصر والسودان وتونس والجزائر، وحوَّل القذافي بتلك المحاولات العقيمة الكلام عن الوحدة إلى مجرد شعارات فارغة من أية مضامين.
هذا بالنسبة للأسلوب الأول الذي مارسته القيادات العربية الأولى في القرن الماضي، أما بالنسبة للأسلوب الثاني والذي مارسته القيادات العربية في العقدين الأخيرين فإن الأمثلة عليه كثيرة، حيث أن الكلام عن الانفصال أصبح مشروعاً لدى حكام الدول العربية ولكنهم يضعونه في سياق الحديث عن الوحدة العربية وإطاراتها الفدرالية الاتحادية.
ففي السودان مثلاً تم توقيع اتفاقية نيفاشا لفصل الجنوب السوداني وبرعاية أمريكية واضحة، ومع ذلك أخرج حكام السودان هذه الاتفاقية الانفصالية ضمن شعارات وحدة السودان وتحت ذرائع وقف الحرب الأهلية وضرورة تقاسم السلطة والثروة بين الشمال والجنوب.
وعندما يستمع المواطن العربي إلى وسائل الإعلام الحكومية السودانية يظن أن الذي يجري من انفصال ممنهج وواضح لجنوب السودان ما هو إلا شكل من أشكال الوحدة وذلك من فرط ما تبثه تلك الوسائل من أكاذيب. وحتى عندما اختلفت القيادة الانفصالية بزعامة سيلفاكير مع حكومة البشير بخصوص عدة مواضيع في خطة الانفصال كموضوع التعداد السكاني لجأت الحكومة السودانية والحركة الشعبية الانفصالية كلتاهما إلى الحكم الأمريكي في واشنطن ليبت لهم في شأن تلك الموضوعات، ولتستمر الخطة في طريقها لتحقيق الانفصال المنشود.
ومن أمثلة الأسلوب الثاني أيضاً ما يجري في اليمن حالياً حيث يمارس نظام علي عبد الله صالح خطة جهنمية على الأرض من شأنها أن تُعيد تقسيم اليمن إلى دولتين متنازعتين مرة ثانية.
فالحكومة اليمنية تعامل أهل الجنوب وكأنهم شعب من الدرجة الثانية أو كأنهم شعب تحت الاحتلال، وهو الأمر الذي مكَّن الانفصاليين الجنوبيين من الثورة ثانية ضد النظام، وجعلهم يعودون وبقوة لطرح فكرة الاستقلال عن اليمن بعد أن كادت الدعوى للانفصال أن تتلاشى.
فتصرفات نظام علي عبد الله صالح الاستعلائية الحمقاء ضد أهل الجنوب منحت القوى الانفصالية الجنوبية مبررات المطالبة بالانفصال، بينما يبقى الكلام عن الوحدة بين شطري اليمن مجرد شعارات لا تُغني ولا تُسمن اليمنيين من جوع.
إن الوحدة الحقيقية التي تريدها الشعوب العربية هي الوحدة التي تقوم على العدالة والمساواة بين الشعوب المتحدة وليس الوحدة التي تقوم على توافق مصالح الفئات الحاكمة.
وهذه الوحدة المبنية على العدالة والمساواة لا يمكن أن تكون على أسس عربية أو قبلية أو وطنية؛ لأن هذه الأسس واهنة وتدعو إلى الانفصال والتنازع على السيادة وتنتج الصدامات الدموية والحروب الأهلية.
أما الوحدة الصحيحة التي تريح الجميع، وتعدل بين الجميع، وتراعي مصالح الجميع فهي الوحدة القائمة على أساس الإسلام حيث لا محاباة فيها ولا مشاحنات ولا تمييز، والكل في نظام الإسلام الوحدوي سواء لا فرق بين فرد على آخر إلا بالتقوى.
الأربعاء، 24 يونيو 2009
عناوين وأخبار
2- قصف للطيران الأمريكي وللطيران الباكستاني لذات المواقع في وزيرستان.
3- إقرار الكونغرس الأمريكي لمشروع الميزانية التكميلية لتمويل حربي العراق وأفغانستان.
4- استمرار مسلسل إفلاس المصارف الأمريكية رغم الحديث عن بدء تعافي الاقتصاد الأمريكي.
5- المجاعات تعم سدس سكان المعمورة.
الأخبار بالتفصيل
1- استمرت بريطانيا كحكومة وكوسائل إعلام بتأجيج المظاهرات وتشجيع المتظاهرين وتحريضهم على الاستمرار في التظاهر والنزول إلى الشوارع تنديداً بنتائج الانتخابات التي أُعلن فيها عن فوز أحمدي نجاد بنسبة زادت عن الستين بالمائة.
فمنذ الإعلان عن نتائج الانتخابات ورئيس الوزراء البريطاني يخرج علينا يومياً ويدلي بتصريحات تحريضية ضد القيادة الإيرانية. وتترجم تصريحاته التحريضية فوراً على شكل حملات إعلامية وصحفية عنيفة تشنها الصحافة ووكالات الأنباء البريطانية التي نجحت في شحن الرأي العام العالمي ضد نتائج الانتخابات الإيرانية.
ومن جانبها التزمت أوروبا بهذا النهج البريطاني وأدلى الزعماء الأوروبيون بتصريحات مماثلة عبَّرت عن مدى توْق أوروبا لتغيير الأوضاع في إيران عن طريق التحريض وإثارة القلاقل والفوضى ونشر البلبلة في الأوساط الشعبية الإيرانية.
فرئيس الوزراء البريطاني يدين يومياً ما يسميه بالعنف والقمع الذي تمارسه أجهزة الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين، مدعياً بأن العالم بأسره ينظر إلى إيران بنفس المنظار.
والرئيس الفرنسي ساركوزي هو الآخر يندد بـ(العنف) الحكومي الإيراني ضد المتظاهرين باستمرار ويتهم القيادة الإيرانية صراحة بالتزوير متذرعاً بالدفاع عن حقوق الإنسان!!!. وأما المستشارة الألمانية ميركل فتعبر عن خيبة أملها من خطاب خامنئي، وتعزف على نفس اللحن.
وأما الصحف البريطانية فإنها تهول الأخبار وتضخمها وتنقلها بطريقة مثيرة واصفة ما يحدث في إيران كأنه زلزال أو بركان انفجر في طهران ويصعب احتواؤه أو معالجته من قبل الحكومة الإيرانية.
ولقد أحست الحكومة الإيرانية عن كثب بالدور الهدّام الذي تمارسه بريطانيا ومن ورائها أوروبا فاستدعت الخارجية الإيرانية الثلاثاء الفائت السفير البريطاني والقائم بالأعمال التشيكي الذي يمثل الاتحاد الأوروبي وأبلغتهما باحتجاج الحكومة الإيرانية الشديد على الموقفين البريطاني والأوروبي من أعمال العنف التي تلت الانتخابات الإيرانية وتبع ذلك طرد متبادل للدبلوماسيين البريطانيين والإيرانيين من لندن وطهران.
واستخدمت بدورها وسائل الإعلام البريطانية خاصة ألـ BBC التي أطلقت خدمتها بالنسخة الفارسية كما استخدمت وسائل اليوتيوب والتوتير والفيسبوك لتكون أدوات إضافية فاعلة بأيدي الإيرانيين الثائرين وذلك بحسب ما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية.
ومن جهته اتهم المرشد العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية بريطانيا صراحة في خطابه بأنها تقف وراء الأحداث ووصفها (بالحكومة الخبيثة) التي تقف على رأس القوى الغربية التي تقوم بتأجيج المظاهرات، كما اتهم وزير الخارجية الإيراني بريطانيا بأنها وراء تصعيد الأحداث في منطقة جنوب العراق ضد الجوار الإيراني.
إن هدوء الموقف الأمريكي مقارنة بصخب الموقف البريطاني والأوروبي إزاء الاحتجاجات في الشارع الإيراني يعطي إشارات مؤكدة بأن مصالح أمريكا متناقضة تماماً مع المصالح البريطانية والأوروبية في إيران، وإن ذلك يؤكد بلا ريب على حقيقة استمرار الصراع الدولي في المنطقة والعالم.
2- قامت الطائرات الباكستانية بقصف مواقع لمقاتلي حركة طالبان باكستان في منطقة جنوب وزيرستان القبلية، وقالت الاستخبارات الباكستانية أنها كانت تستهدف معسكرات تدريب تابعة لقيادة زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود، ولم يعرف شيئاً عن ضحايا هذا القصف.
ويأتي هذا القصف للطيران الباكستاني لهذه المواقع بعد يوم واحد فقط من قصف أمريكي آخر لذات الموقع وفي نفس المنطقة قامت به طائرات أمريكية بدون طيار وأسفرت عن مقتل 13 شخصاً وذلك استناداً إلى ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
إن هذا التزامن والتنسيق فيما تقوم به الطائرات الباكستانية والطائرات الأمريكية لمواقع المجاهدين في وزيرستان يؤكد على حقيقة أن الموقف الحكومي الباكستاني مؤيد تماماً لما تقوم به الطائرات الأمريكية بدون طيار منذ عدة أشهر في قصف المناطق القبلية الباكستانية، بل إن تنسيق القصف بين الطرفين يضحد أكذوبة الحكومة الباكستانية التي تروجها وسائل الإعلام الباكستانية من أن حكام باكستان يحتجون على الغارات الأمريكية.
3- أقر الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب مشروع الميزانية التكميلية الضخمة التي تبلغ قيمتها (106)مليار دولار، وكان مجلس الشيوخ قد أجازها بواقع 91 صوتاً مقابل خمسة أصوات فقط، بينما مجلس النواب كان قد أجازها بواقع 226 صوتاً مقابل 202 صوتاً. وبذلك تصبح الميزانية جاهزة للتنفيذ بعد توقيع الرئيس الأمريكي عليها.
إن إقرار هذه الميزانية الإضافية الضخمة لتمويل حروب أمريكا العدوانية يعكس مدى فشل القوات الأمريكية في تحقيق أهدافها في العراق وأفغانستان، حيث ما زال الأمريكيون يُصرعون في هذين البلدين وذلك بالرغم من كل هذه الأموال المرصودة وهذه القوات الهائلة وهذا العتاد الضخم في كلا البلدين.
وفي الأيام الأخيرة فقط قتل العديد من الجنود الأمريكيين في أفغانستان وفي العراق وهو ما يدل على فشل كل الخطط الأمريكية المدعومة بمليارات الدولارات في مواجهة مجموعات صغيرة من المجاهدين.
4- بالرغم من التوقعات الرسمية التي تبثها وسائل الإعلام الأمريكية عن تعافي الاقتصاد الأمريكي، فقد اضطرت السلطات الأمريكية إلى وضع يدها على ثلاثة مصارف كبرى مفلسة جديدة في ولايات نورث كارولينا وكنساس وجورجيا ليصل عدد البنوك الأمريكية التي أعلنت إفلاسها منذ مطلع هذا العام 2009م إلى 40 بنكاً.
وستضمن المؤسسة الفدرالية لضمان الودائع التابعة للدولة خسائر هذه المصارف والتي يكلفها (177) مليون دولار ليصل المبلغ الإجمالي لضمان ودائع المصارف المنهارة منذ مطلع هذا العام الذي تكلفت به هذه المؤسسة إلى مبلغ عشرة مليارات وستمائة مليون دولار مقارنة بمبلغ 17.6 مليار دولار في العام 2008م والذي كان عام الانهيار الاقتصادي العالمي. والحقيقة أن الذي يقوم بتسديد هذه الخسائر الباهظة المتورطة بها البنوك الأمريكية هو المواطن الأمريكي الفقير أو العادي الذي يدفع الضرائب للحكومة الأمريكية باستمرار.
5- قال جاك ضيوف مدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو): "إن عدد الأشخاص الذين يعانون من المجاعة في العالم هذا العام مليار شخص، أي سدس سكان العالم، بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار المواد الغذائية خاصة"، وأوضح ضيوف: "أن أزمة الجوع الصامتة التي تشمل اليوم سدس البشرية جمعاء إنما تطرح خطراً جدياً على السلام والأمن في العالم. لذا من المتعين تكوين إجماع شامل بشأن العمل الحثيث والسريع لاجتثاث الجوع على وجه الأرض واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق تلك الغاية".
إن ما يجب أن يدركه جاك ضيوف وأمثاله أن الجوع لا يمكن القضاء عليه إلا بالقضاء على النظام الرأسمالي نفسه، وإن ما يطالب به ضيوف من ضرورة "العمل الحثيث والسريع لاجتثاث الجوع على وجه الأرض" لن يجد آذاناً صاغية لا من قبل أمريكا ولا من قبل الدول الاستعمارية الأخرى لأن طبيعة الجشع الرأسمالي تدفع بالمستعمرين إلى العمل المتواصل والمنظم من أجل الاستحواذ على المزيد من الثروة وبالتالي حرمان الشعوب الفقيرة منها، وهذا من شأنه أن يزيد من أعداد الجوعى في العالم. والدليل على ذلك أنه في كل عام يزيد بالملايين عدد المتحولين من حالة الفقر إلى حالة الجوع. وفي العام الأخير وحده ارتفعت أعداد الجائعين بنحو (100) مليون شخص إضافي وذلك بالرغم من استمرار قيام منظمات الأمم المتحدة بإطلاق النداءات والمناشدات من أجل تخفيف أعداد الفقراء والجائعين في العالم.
الأربعاء، 17 يونيو 2009
التعليق السياسي
بالرغم من اندلاع المظاهرات في شوارع إيران احتجاجاً على فوز نجاد في الانتخابات، وبالرغم من الضجيج الإعلامي الهائل في التحريض ضد إعادة انتخاب نجاد، إلا أن المصلحة الأمريكية تكمن في استمرار القيادة الإيرانية الحالية بالإمساك بزمام الأمور في إيران.
فالضجيج الإعلامي ضد نجاد وضد خامنئي مصدره الأوروبيون وليس الأمريكيين، فبراون وساركوزي اتهما القيادة الإيرانية بالتزوير وارتكاب العنف ضد المتظاهرين، بينما أوباما قال: "لم نكن على الأرض، لم يكن لدينا مراقبون هناك، فلا يمكنني أن أقول بشكل قاطع ما حدث في ما يخص الانتخابات". والصحافة الأوروبية والبريطانية بشكل خاص تحرض بشكل واضح ضد القيادة الإيرانية بينما الأمريكيون يخففون موجات العداء هذه.
إن هذا التمايز بين الموقفين الأوروبي والأمريكي من نتائج الانتخابات يدل على أن أوروبا تريد استغلال أية فرصة للعصف بالنظام الإيراني الحالي، بينما أمريكا تريد الحفاظ على هذا النظام بكل ما أوتيت من قوة.
ولو استعرضنا آخر المواقف الإيرانية العملية في السياسة الخارجية لوجدنا كم هي متطابقة وخادمة للأجندة الأمريكية، وبذلك تفسر السياسة الأمريكية الحقيقية تجاه دعم القيادة الإيرانية.
فبخصوص القضية الفلسطينية قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد: "إن إيران تؤيد الحل على أساس قيام دولتين إذا ما وافق الفلسطينيون أنفسهم على ذلك عبر الاستفتاء"(جريدة القدس27/4/2009م) وهذا عينه هو الموقف الأمريكي.
وبخصوص القضايا الأفغانية والباكستانية قال نجاد لزرداري وقراضاي رئيسا الباكستان وأفغانستان: "أصدقاؤكم أصدقاؤنا وأعداؤكم أعداؤنا" ومعلوم بالطبع أن الأمريكيين هم أصدقاء زرداري وقراضاي، بل معلوم أن الأخيرين هما من أخلص عملاء أمريكا في المنطقة، وبذلك يكون نجاد قد اعترف بصداقة إيران وبشكل خاص بصداقته هو للأمريكيين.
وما يؤكد ذلك ما تفعله إيران على الأرض، فقد صرَّح رئيس الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدم بقوله: "أعربنا عن استعدادنا لتدريب الشرطة الأفغانية"، وأعلن عن أن "سفيراً إيرانياً زار حلف الأطلسي للمرة الأولى منذ قيام الجمهورية الإسلامية"، وأوضح بأن: "الإيرانيين مهتمون بإمكانية التعاون حول أفغانستان".
فهل بعد كل هذا التعاون مع أمريكا وحلف الناتو وتدريب الشرطة الأفغانية العميلة التي تحارب المجاهدين إلى جانب الأمريكيين، هل بعد كل ذلك يصح أن يوجد من يشكك في تعاون إيران أحمدي نجاد وخامنئي مع أمريكا؟!!.
أما شعارات العداء التي يرفعها النظام الإيراني ضد الأمريكان فواضح أنها للاستهلاك الشعبي ليس إلا!!.
عناوين الأخبار
عناوين الأخبار
1· حركة حماس تؤيد الحوار الفلسطيني المبني على القبول والتراضي بقواعد (اللعبة الديمقراطية).
2· استمرار فشل و تخبط قوات الاحتلال الأمريكية والأطلسية في المستنقع الأفغاني.
3· كوريا الشمالية تستأنف نشاطها النووي الكامل بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم (1874) بتشديد العقوبات ضدها.
تفاصيل الأخبار
1- دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى: "القبول والتراضي بقواعد اللعبة الديمقراطية داخل الوطن الفلسطيني" باعتبار ذلك شرطاً ضرورياً لإنجاح الحوار وصولاً إلى المصالحة الفلسطينية.
ونفى مشعل أن تكون حركة حماس "ذيلاً لإيران في الأراضي الفلسطينية"، وشدد على أن حماس "لها قرارها المستقل وليست تابعة لأحد"، وبرَّر علاقة حركته بإيران بقوله: "لا ينبغي أن نُلام لطرق أبواب طهران بعد تقصير الآخرين"، وطالب: "بإبعاد التدخلات والاشتراطات الخارجية عن الشأن الفلسطيني"، ونفى أن يكون الدور المصري أو العربي نوعاً من التدخل واعتبره "ضرورة للقضية الفلسطينية" وقصد بالتدخلات المرفوضة: "التدخلات الأمريكية والرباعية تحديداً".
إن استمرار تنسيق حركة حماس مع النظام المصري المشبوه، ومع النظام العربي الرسمي البالي، واستمرار قبولها برعاية رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان للحوار، إن استمرار ذلك يعني استمرار خضوع الحركة للإملاءات الأمريكية بشكل غير مباشر وذلك من خلال بوابة النظام المصري التابع لأمريكا.
2- زعم القائد الأمريكي الجديد لقوات تحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال بأنه "سيمنع تنظيم القاعدة وحركة طالبان من العودة إلى أفغانستان" وادعى بأنه "سيتصدى بحزم لأي محاولة ترمي إلى تحويل البلاد إلى ملاذات آمنة في المستقبل".
وأضاف الجنرال الأمريكي ماكريستال في مقابلة له مع محطة إذاعية تابعة لـِ(BBC) يوم الجمعة الماضي بأن "أولوياته ستصب في نطاق مراجعة عمليات قوات الأطلسي للتخفيف من وقوع ضحايا بين صفوف المدنيين الأفغان"، وقال بأن: "أول مهمة سيقوم بها ستكون مراجعة قواعد الاشتباك" في إشارة منه لكسب ولاء السكان الذين شعروا بالمرارة من الغارات الأمريكية التي كثيراً ما أسفرت عن مقتل النساء والأطفال بدم بارد.
ولكن الجنرال الأمريكي أغفل حقيقة أن غالبية الشعب الأفغاني لديهم الاستعداد المطلق للقتال والموت ضد الأمريكان حتى يتم دحر آخر جندي أمريكي من البلاد.
ومما يدل على تفاقم الأوضاع الأمنية في أفغانستان وفشل قوات الغزو الأمريكية والأطلسية في تحقيق أيٍ من أهدافها ان ما يدل على ذلك وقوع المزيد من الهجمات والعمليات العسكرية النوعية ضد قوات الاحتلال وأذنابها من المرتزقة الأفغان، فقد شهد الأسبوع الماضي وحده وقوع أكثر من 400 هجوم ضد تلك القوات بزيادة مقدارها 8 مرات بالمقارنة مع معدل الهجمات في شهر كانون ثاني (يناير) من العام 2004م.
وفي تطور جديد آخر يدل على فشل القوات الغربية التي يزيد عددها عن 70 ألف جندي في أفغانستان قرَّر وزراء حرب الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالإجماع الجمعة الماضي في بروكسل استخدام طائرات استطلاع من طراز (أواكس) في أفغانستان.
ومن جهة ثانية صوَّت مجلس النواب الأمريكي على زيادة المساعدات الأمريكية للباكستان بثلاث مرات لتصل إلى (5.1) مليار دولار سنوياً حتى موازنة 2013م وذلك بحجة إبعاد الباكستانيين عمّا أسموهم بالمتطرفين الإسلاميين.
وكان قد أعلن عن مصرع ثلاثة جنود أمريكيين وبريطانيين في الأيام الثلاثة الماضية ليرتفع عدد القتلى من جنود القوات الأمريكية وقوات الحلف الأطلسي إلى (134) جندياً منذ مطلع العام الجاري.
وهكذا باءت بالفشل جميع المحاولات الأمريكية والبريطانية في زيادة عديد الجنود والمعدات أملاً في حسم حرب أفغانستان، وستبوء بالفشل كذلك أية محاولات أخرى للقيام بذلك في المستقبل.
فأفغانستان بلد استعصى على كل الإمبراطوريات الكبرى القديمة، فقد كان دوماً مقبرة للامبراطوريات، وسيستعصي حتماً على أمريكا وتوابعها من مرتزقة أفغان ومن قوات حلف الناتو.
3- بعد إجرائها تجربتها النووية الثانية الشهر الماضي وإطلاقها لعدة صواريخ باليستية رداً على عدم التزام أمريكا والمجموعة السداسية للمطالب الكورية الشمالية، بعد ذلك وقع هذا الأسبوع تصعيد جديد من قبل الطرفين، فقد تبنى مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية بالإجماع قرار رقم (1874) ينص على إجراء عمليات تفتيش على الشحنات التي يشتبه بأنها تحمل مواد محظورة ويشتمل كذلك على فرض قيود مالية جديدة لوقف أحد أهم موارد كوريا الشمالية من مبيعاتها للأسلحة.
وردَّت كوريا الشمالية على قرار مجلس الأمن هذا باستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم باستخدام جميع مخزونها من مادة البلوتونيوم لصناعة أكبر عدد من القنابل الذرية.
إن صمود كوريا الشمالية الأسطوري في وجه ما يسمى بالمجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا بصلفها وغرورها وعنجهيتها، وعدم رضوخها للإملاءات الأمريكية والدولية الاستفزازية، ان هذا الصمود وبالرغم من تخلي الصين عن دعمها، يُعتبر موقفاً مشرفاً ونموذجياً لكل الدول التي ترنو إلى الحفاظ على سيادتها وكرامتها وبغض النظر عما اذا كانت هذه الدول صغيرة أو ضعيفة.
الجمعة، 12 يونيو 2009
التعليق السياسي
تُعمق الانقسامات السياسية والطائفية والإثنية
البلدان العربية والإسلامية التي تجري فيها انتخابات على الطريقة الديمقراطية التعددية ليست بأحسن حالاً من البلدان العربية والإسلامية التي يحكمها أفراد حكماً دكتاتورياً، فكلا النمطين من أنظمة الحكم لم تحقق لبلاد المسلمين أية نجاحات تُذكر، ولم تفلح في إحداث أية نقلة حضارية أو سياسية أو صناعية فيها.
ومن آخر هذا النوع من الانتخابات ما جرى في لبنان في السابع من هذا الشهر الجاري حيث كان الكثير من المراقبين يعولون عليها الكثير، ويتوقعون تغييراً جوهرياً سيحدث في لبنان يُبدل من واقعه ويرسم له مستقبلاً واضحاً زاهراً، فإذا بنتائج الانتخابات التي حدثت لم تُغير شيئاً من الواقع، فلبنان قبل الانتخابات هو نفسه بعدها (وكأنك يا زيد ما غزيت)، فهذه الانتخابات لم تخفف من الاحتقان السياسي ولم تقلل من الانقسامات السياسية والطائفية الموجودة في لبنان، بل على العكس من ذلك فالانتخابات التي أُجريت كرَّست تلك الانقسامات وعمَّقتها، وأسلمت القوى السياسية المتناحرة المسماة بالرابع عشر من آذار والثامن من آذار إلى دوامة من الحقد والكراهية وعدم الثقة فيما بينها لمدة أربع سنوات أخرى.
لقد عكست تلك الانتخابات (الديمقراطية) الواقع السيئ في لبنان في مرآتها عكساً تاماً، حيث أبرزت قوة التكتلات السياسية الطائفية بما تحمل من مصالح ضيقة متناحرة على حساب المصالح العامة للبلد أو المصالح الأيديولوجية.
كما عكست هذه الانتخابات (الديمقراطية) قوة (المال السياسي) الإقليمي الذي ضخته السعودية وإيران في دعم مرشحين موالين لهما فكانت نموذجاً للصراع الطائفي الإقليمي السني الشيعي المدعوم من السعودية وإيران، وكانت الانتخابات اللبنانية أخيراً محطة تجاذب وتنافس بين النفوذ الدولي الأمريكي الأوروبي على لبنان والمنطقة.
وهكذا تحول لبنان في هذه اللعبة الانتخابية إلى مسرح كبير للتنافس السياسي بين القوى الطائفية والقوى الإقليمية والقوى الدولية. وبقيت النتيجة واحدة وهي أن لبنان ظل مرتعاً لكل تلك التجاذبات والانقسامات والصراعات.
هذه بالنسبة للتجربة (الديمقراطية) في لبنان أما بالنسبة لتجارب بلدان إسلامية أخرى، ففي إندونيسيا مثلاً أسفرت النتيجة الانتخابية (الديمقراطية) الأولى فيها عن خسارة إقليم تيمور الشرقية وأسفرت الانتخابات التالية لها عن زيادة التوترات العرقية والإثنية خاصة في آتشي وجزر الملوك.
وفي الباكستان أدت الانتخابات (الديمقراطية) الأخيرة إلى اندلاع حرب أهلية طاحنة في المناطق القبلية تأكل الأخضر واليابس.
وفي بنغلادش كرَّست الانتخابات (الديمقراطية) المتتالية فيها صراعاً سياسياً بين أبناء وبنات النخب السياسية الموالية للغرب ورافقها فقر وتخلف مريرين.
وفي العراق أدَّت الانتخابات إلى تحكم الطائفة الأكبر عدداً في مؤسسات الدولة.
وفي تركيا ثبتت الانتخابات الدستور العلماني فيها، ووثقت عرى الروابط الأمريكية والأوروبية بالدولة التركية التي تحولت إلى ذيل للدول الأوروبية.
وخلاصة القول أن الانتخابات (الديمقراطية) التي تُجرى في البلدان العربية والإسلامية لا تؤدي إلى نهضة ولا إلى تغيير ولا إلى استقرار ولا إلى أي نوع من أنواع التحسن في أي مجال من مجالات الحياة.
فالنتائج الكارثية التي ضربت البلدان التي أجريت فيها الانتخابات (الديمقراطية) من حيث تكريس الانقسامات السياسية وتعميق الصراعات الإثنية والطائفية وتردي الأوضاع الاقتصادية والصناعية، فهذه النتائج هي حصيلة حقيقية لتلك الانتخابات وهي بالتالي لم ولن تؤدي يوماً إلى وحدة الأمة وتقدمها.
الأربعاء، 10 يونيو 2009
عناوين وأخبار
عناوين وأخبار
العناوين:
استمرار تقوية العلاقات العلنية بين إدارة أوباما والنظام السوري
ارتفاع حدة المواجهة بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو
انهيار مصرف أمريكي جديد ضمن سلسلة الانهيارات المتواصلة للمصارف الأمريكية
التفاصيل
نقلت وكالات الأنباء أخبار التحسن المضطرد للعلاقات الأمريكية مع النظام السوري، ومن آخر هذه الأخبار إجراء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اتصالاً تليفونياً مع نظيرها السوري وليد المعلم، وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون العامة الأمريكي فيليب كرادني: "إن واشنطن بصدد تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وإن الاتصال التليفوني مع المعلم دار حول زيارة متوقعة تقوم بها كليتون قريباً لسوريا، وأن مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلمان وكبير مديري مجلس الأمن القومي دان شابير قاما بزيارتين لسوريا في إطار تحسين التواصل معها".
وقال كرادني: "إن المبعوث الأمريكي الخاص لعملية تسوية الصراع العربي الإسرائيلي جورج ميتشل سيتوجه للمنطقة في غضون الأسبوعين المقبلين كما أن وفوداً أمريكية أخرى ستتوجه إلى سوريا قريباً"، وأضاف كرادني: "إن سوريا لاعب مهم في المنطقة ويمكنها أن تتصرف بشكل بناء".
وذكر مسؤولون سوريون وأمريكيون أن من بين الوفود الأمريكية لسوريا سيكون هناك وفدٌ أمريكيٌّ عسكريّ يتوقع وصوله في غضون الأسابيع القليلة القادمة، وأوضح أحمد سلقيني السكرتير الصحفي بالسفارة السورية في دمشق "أن الوفد العسكري الأمريكي سيكون فريقاً عسكرياً من القيادة المركزية الأمريكية".
ورحب السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بقرار إرسال هذا الوفد والوفود الأخرى وقال: "إن إدارة بوش كانت تتهمنا بمساعدة المتمردين وكنا نقول أن ذلك ليس صحيحاً وكنا نريد إجراء مناقشات معهم لكنهم لم يردوا".
إن هذا التهالك السوري الرسمي على استقبال الوفود الأمريكية يؤكد على حقيقة النظام السوري الموالي لأمريكا في السر غالباً وأحياناً في العلن.
--------------
نقلت صحيفة القدس المقدسية في عددها الصادر يوم الجمعة في الخامس من الشهر الجاري أن المواجهة بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية تأخذ طابعاً تصاعدياً، فنقلت الصحيفة عن جورج ميتشل مبعوث الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط قوله: "لقد كذب علينا الإسرائيليون طوال الوقت، لقد انتهى هذا العهد".
وفي زيارة ميتشل المقبلة للقدس سيفتتح مكتباً دائمياً وسيشكل طاقم عمل كبيراً يكون كما قالت الصحيفة "وجع رأس" لنتنياهو رئيس الحكومة الذي يغرق اليوم في بحر من الاستياء.
وتنقل الصحيفة عن حاشية نتنياهو قوله "لقد قرر الأمريكان تركيعنا وإعادتنا إلى حدود العام 1967م خلال عامين".
وتسعى إدارة أوباما من خلال ما يبدو أنها خطة مدروسة بعناية لتشكيل لوبي ضغط أمريكي أوروبي من أجل دعم فكرة إقامة الدولة الفلسطينية المنفصلة في الضفة الغربية عن الدولة اليهودية، وطغت هذه الفكرة على السياسيين الغربيين مؤخراً لدرجة أن الصحف الإسرائيلية تنشر مقالات يومية تؤكد أن حكومة نتنياهو لم يعد أمامها مفر من القبول بفكرة الدولة الفلسطينية، وأنها إن رفضت الفكرة فلن تعمر طويلاً في السلطة.
إلا أن مفهوم الدولة الفلسطينية عند الأمريكان لا يعني سوى ضمان أمن دولة يهود وقيام العالم الإسلامي بهضم هذه الدولة وتطبيع علاقته معها على جميع الأصعدة.
-------------
ذكرت وكالة CNN للأنباء أن السلطات الأمريكية في ولاية إيلينوي قد أغلقت يوم الجمعة الماضي بنك (لينكولن وود) والذي كلَّف الشركة الاتحادية للتأمين على الودائع 83 مليون دولار.
وبهذا الانهيار يرتفع عدد المصارف الأمريكية التي أعلنت إفلاسها جرّاء الأزمة المالية العالمية إلى 37 مصرفاً منذ بداية العام الجاري 2009م وذلك بمعدل سبعة مصارف شهرياً وتبلغ قيمة أصول هذا المصرف 214 مليون دولار وتبلغ قيمة ودائعه 202 مليون دولار.
إن هذه الانهيارات المتوالية للمصارف الأمريكية تؤشر على عمق الأزمة الاقتصادية والمالية الأمريكية، وتؤكد على عقم الأساليب العلاجية الرأسمالية لها.
الثلاثاء، 2 يونيو 2009
سلطة من ورق تضرب بيد من حديد
سلطة من ورق تضرب بيد من حديد
وأخيراً ظهرت عنتريات السلطة الفلسطينية، واستعرضت عضلاتها، فأنذرت وتوعدت، وأرعدت وأزبدت، ولبست أكفاً من حديد، وهدَّدت باستخدامها في ضرب كل من تُسوِّل له نفسه الخروج عن طاعتها وقانونها.
لقد ذكَّرتنا عبارة (الضرب بيد من حديد) بالطواغيت الذين دعمتهم أجهزة المخابرات المرتبطة بأمريكا وبريطانيا من حكام البلدان العربية الذين مارسوا هذه المهنة ضد المخلصين في شعوبهم.
لقد قامت أجهزة دايتون المؤيدة من قبل السلطة الفلسطينية هذا الأسبوع بقتل مجاهديْن في قلقيلية بعد طول مطاردة وحصار، وبعد أن عجزت دولة يهود بكل جبروتها واستخباراتها بالوصول إليهما.
إن هذه السلطة الفلسطينية الهزيلة التي يتلقى موظفوها رواتبهم من الدول المانحة الغربية شهراً بعد شهر، والتي لا تملك أية سيادة حقيقية على أرض أو سماء، ولا وجود فعلياً لها إلا على الورق وفي وسائل الإعلام، هذه السلطة باتت تملك أجهزة قمع متطورة ضد شعبها.
فقد كشَّرت عن أنيابها، وشرعت من فورها في القيام بالأعمال الموكلة لها من قبل أمريكا وكيان يهود، فباشرت القيام بأعمال القتل والمطاردة والاعتقال ضد خيرة أبنائها بالتنسيق الكامل مع أعداء الأمة وبكل وقاحة وإجرام.
إن استخدام رئيسها محمود عباس وأحد أزلامه حسين الشيخ العبارة (الضرب بيد من حديد) وتوجيهها لأول مرة ضد مقاومي هذا الشعب وشرفائه الذين يُضحون بأنفسهم لردع العدو ما كان ليحصل لو كانت هذه السلطة أو أدعيائها يملكون ذرة من انتماء لهذا الوطن، أو كان لديهم بقية من كرامة لنصرة هذه الأمة، أو كان عندهم شيء من الإيمان يُذكِّرهم بدينهم.
إن أحداث قلقيلية الأخيرة قد أكَّدت أن مستوى التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة وكيان يهود قد بلغ أعلى درجاته، بحيث أصبحت تلك الأجهزة تمثل ذراعاً عسكرياً واستخباراتياً فعالاً في خدمة الدولة اليهودية لا يقل في مستوى أدائه عن مستوى أداء قوات النخبة لديها كلواء جولاني أو لواء جفعاتي.
إن الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية العميلة وبعد ارتكابها لجريمتها الأخيرة في قلقيلية لا ينبغي إحسان الظن بها ولا الوثوق باي عمل من أعمالها، بل يجب أن يُنظر إليها فعلياً على أنها أجهزة معادية، فقد كشفت بكل سفور عن وجهها القبيح، لذلك كان التبرؤ منها من أهم الواجبات التي على المسلم القيام بها، فلا يجوز لأي فلسطيني –بعد أن عُلِم واقعها- أن ينخرط في صفوفها، ويحرم على كل مسلم القيام باي عمل يتصل من قريب أو بعيد بها حتى ولو كان العمل كتابياً أو خدماتياً.
فقائد هذه الأجهزة القمعية الفعلي هو الجنرال الأمريكي كيت دايتون، فهو المشرف عليها سياسياً وتعبوياً وإدارياً ومالياً، وهو مثل الجنرال الإنجليزي كلوب بالنسبة للجيش الأردني في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين.
فحذاري من تأييدها أو تبرير تصرفاتها، وحذاري بشكل خاص لكوادر حركة فتح من فعل ذلك بحكم صلة الحركة بالسلطة الفلسطينية العميلة؛ لأنهم إن فعلوا ذلك فيكونون قد وصموا أنفسهم بالخيانة والعمالة، وأصبحوا في نظر شعبهم بمثابة طابور من المنتفعين والمرتشين والخونة.