قضية فلسطين لا حل لها إلا بالإسلام
إن النظرة الغربية إلى الوجود اليهودي في فلسطين هي امتداد تاريخي للنظرة الصليبية إلى سواحل بلاد الشام، حيث يريد الغربيون إعادة التموضع في فلسطين لتكون رأس جسر لهم فيها يستخدمونها للدفاع عن أوروبا وللهجوم على المسلمين وتفريق جموعهم والحيلولة دون توحدهم والإبقاء عليهم في حالة من الضعف والتبعية للغرب من خلال إشغالهم الدائم بالكيان اليهودي الذي زرعوه في فلسطين.
فالدولة اليهودية في فلسطين هي مشروع غربي خالص، واليهود هم أداة لتنفيذه ليس إلا، وباستعراض بعض المحطات التاريخية المهمة يتبين للمتابع بشكل قطعي أن فكرة إنشاء الدولة اليهودية هي فكرة أوروبية أمريكية منذ قرون، فما بين العامين 1798م وَ 1800م دعا نابليون بونابرت يهود أوروبا إلى مناصرته في إقامة دولة لهم في فلسطين ولكن هزيمته في عكا حالت دون تحقيق مشروعه.
ولكن نابليون وإن فشل في تحقيق هدفه لكنه نجح في إرساء فكرة الدولة اليهودية على المستوى الأوروبي والأمريكي. ففي العام 1818م نادى جون آدمز الرئيس الثاني لأمريكا بإقامة الدولة اليهودية في فلسطين، واختمرت الفكرة لدى البريطانيين الذين حاولوا تنفيذ الفكرة عملياً على أرض الواقع عندما اتصلوا في العام 1827م من خلال وسطاء بمحمد علي والي مصر العثماني الذي اختلف مع الدولة العثمانية وحاربها، فاستغل البريطانيون ذلك النزاع وعرضوا عليه إقامة مستوطنات يهودية في فلسطين لإقامة دولة يهودية فيها.
وفي العام 1840م تبلورت الفكرة بشكل أوضح فقامت بريطانيا بعرضها على مؤتمر الدول الأوروبية الذي انعقد للنظر في النزاع الدائر آنذاك بين محمد علي والدولة العثمانية.
وفي العام 1897م عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا برعاية أوروبية ودعا بوضوح إلى إقامة الدولة اليهودية، ثم عرض اليهود والإنجليز الفكرة على الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني الذي رفضها بشدة، ولكن ومع بدء ترنح الدولة العثمانية عرضت بريطانيا على الدول الأوروبية الفكرة مجدداً في العام 1907م لتتحول إلى إستراتيجية ثابتة لجميع الدول الأوروبية.
وفي العام 1917م ومع هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وخسارتها لفلسطين التي سقطت بأيدي الإنجليز صدر وعد بلفور الداعي إلى إيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين.
وبذلك يتبين أن مشروع الدولة اليهودية وإقامتها في فلسطين هو مشروع أوروبي أمريكي صليبي أصيل يهدف إلى تقطيع أوصال العالم الإسلامي بزرع ذلك الجسم الغريب في أحشائه. ومن هنا كان الأصل في المسلمين أن تكون المواجهة بالنسبة إليهم مع أوروبا وأمريكا قبل أن تكون مع دولة يهود لأن المشروع هو أمريكي أوروبي قبل أن يكون مشروع يهودي.
ولما كان الهدف من المشروع هو إيجاد الدولة اليهودية في فلسطين فإن الحل يجب أن يتعلق بإزالة هذه الدولة وليس بتقاسم فلسطين معها، لذلك كان البحث في المسألة الفلسطينية في الأساس يتعلق بوجود دولة يهود أم بعدم وجودها ولا يتعلق بترسيم الحدود معها.
والقضية الفلسطينية من منظور إسلامي هي قضية عقائدية حضارية وليست مسألة قضية تقرير حق المصير للفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية في أي جزء من أجزاء فلسطين، فالناحية الشرعية تجعل من فلسطين بالنسبة لكل المسلمين بمثابة الوديعة التي أودعها الله سبحانه أمانة بأيدي الأمة الإسلامية لأنها مربوطة بالعقيدة من جهة كون بيت المقدس مسرى الرسول r وقبلة المسلمين الأولى ووديعة الصحابة بعد فتح عمر t لها فهي بذلك الاعتبار ليست ملكاً خاصاً لأحد، ولا يملك أي إنسان مهما علا شأنه التنازل عن أي جزء منها أو التصرف بها إلا وفق الحكم الشرعي.
لكن نظرة الزعماء العرب والفلسطينيين لفلسطين لم تكن يوماً نظرة شرعية لأنهم نظروا إليها باعتبار أن (إسرائيل) التي زرعت فيها قد وجدت لتبقى وزعموا أنه لا يمكن القضاء عليها، فلم يكونوا جادين يوماً في أية محاولة للقضاء عليها بل كان الاعتراف بوجودها مسألة حتمية ومسألة وقت لا مناص من القيام به.
وخوَّفوا شعوبهم بالقول بأنها قوة نووية ولا توجد إمكانية لتدميرها، فكانت نظرتهم منذ البداية نظرة اعتراف بها وتثبيت لوجودها بهضمها والتعايش معها بوصفها حقيقة أبدية.
وأما منظمة التحرير الفلسطينية فلم تؤسس في الأصل على أيدي الزعماء العرب إلا من أجل الاعتراف (بإسرائيل) بوصفها الممثلة الشرعية لأهل فلسطين الذين يحق لهم التنازل عن فلسطين لليهود من خلال ممثليهم.
هذه النظرة الاستسلامية التآمرية لمنظمة التحرير هي التي أوصلت القضية إلى ما وصلت إليه من تثبيت للكيان اليهودي في فلسطين والمناداة بالصلح مع الدولة اليهودية وبالتفاوض معها.
ولكن الصلح الذي جرَّبوه لعقود لم يحل المشكلة ولم يعيد حقاً لأهله وبقي خطر دولة يهود يتفاقم وتحول إلى سرطان فتّاك يتمدد ويهيمن على المنطقة بأسرها.
لو أن هؤلاء قد نظروا إلى حل القضية من منظور إسلامي لاستطاعوا التخلص من دولة يهود قبل استفحال أمرها، فالناظر إلى النصوص الشرعية القطعية يتوصل إلى الحقائق بدون عناء وبدون تجارب مريرة كما حصل مع اللاهثين وراء سراب السلام مع دولة يهود.
لقد نهانا الإسلام بشكل قاطع عن المسالمة والتنازل للأعداء بسبب الضعف كما هو حاصل الآن، قال تعالى: )فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ( وهذا الصلح الدائم الذي يروجون له مع كيان يهود يتصادم مع النصوص القطعية التي تدعو إلى الجهاد ذروة سنام الإسلام، قال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ(، وقال تعالى: )وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ{190} وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ(. فهذه الآيات توضح بطريقة مبسطة وواضحة وحاسمة كيفية التعامل مع أي عدو حاله كحال الدولة اليهودية المعتدية على المسلمين وذلك من خلال رد العدوان بالقتال والإخراج والاستئصال.
على أن واجب الإعداد لمواجهة العدوان اليهودي والأمريكي والأوروبي أمر من بديهيات الإسلام قال تعالى: )وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ(
فالإعداد والرباط والجهاد مسائل بديهية في حياة المسلمين الذين يخوضون حالة صراع دائم مع الأعداء وهي الحالة الأصلية بين المسلمين وأعدائهم، فالأصل في العلاقة مع الكفار هو الصراع وليس المسالمة.
ومن أساسيات العلاقة بين المسلمين والكفار عدم الموالاة وعدم الركون قال تعالى: )لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ(، وقال: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ(، وقال: )وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ(.
فهذه الآيات القطعية الدلالة القطعية الثبوت تؤكد على حرمة اتخاذ الكفار أولياء وأوصياء على المسلمين وتحرم التحاكم إليهم والاعتماد عليهم وتلقي المشاريع والقرارات منهم كما يحصل في هذه الأيام، حيث كل المشاريع المشبوهة يصيغها الكفار ويفرضونها على المسلمين كخطة خارطة الطريق التي تشرف عليها الرباعية الدولية وما شاكلها.
ومن هنا كانت النظرة الشرعية للصلح مع كيان يهود تؤكد على أنه حرام شرعاً وأن إثم الصلح كبير وخطره فظيع والسكوت عنه أمر لا يجوز، ويجب إنقاذ الأمة من هذا البلاء وتحريرها من السقوط في حمأته والتبرؤ من فعلته.
إن اليهود كما وصفهم القرآن قوم جبناء وأنذال وليسوا بأهل حرب، والآيات الكريمة بينت لنا واقعهم. قال تعالى: )وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ(، وقال: )ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ(.
فالله سبحانه قد حكم على اليهود بالذلة أينما وجدوا أبد الدهر إلا بحبل من الله وحبل من الناس كما هو حالهم اليوم مع أمريكا ودول الغرب الكافرة العدوة للمسلمين.
لكن حماية أمريكا لهم مؤقتة لأن الله قد تأذن وحكم بأن يسلط عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب لبغيهم وإفسادهم في الأرض وعصيانهم وكفرهم بآيات الله.
فدولة يهود من ناحية شرعية ستُزال حتماً وسيقضى عليها لا محالة لأن سوم العذاب الدائم باليهود إلى يوم القيامة تقتضي أن لا يكون لهم كيان يرفع عنهم العذاب والذلة.
فلا يهولنكم –أيها المسلمون- أمر (إسرائيل)، ولا يخيفنكم ما أعدوه من عدة وسلاح فذلك لن يحميهم ولن ينفعهم ولن يحول دون استئصالهم من شأفتهم والقضاء عليهم، وسيحل بهم ما حل بمن سبقهم من يهود بني قريظة إذ ظنوا أن حصونهم مانعتهم من الله ولكنها لن تغني عنهم شيئاً قال تعالى: )مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ(.
هذا هو المصير الطبيعي المؤكد والحتمي لهذه الدولة الجرثومية القذرة الفتاكة المسماة (إسرائيل)، فثقوا بأن مصيرها إلى زوال قطعاً، أما الرضوخ لدولة يهود ولأمريكا وأوروبا والسير في مسلسل التصفية الذي ينقل المسلمين من حالة اعتراف إلى حالة تفاوض وإلى حالة صلح في دوامة مفرغة ومتاهة لا مخرج منها، فإن هذا الرضوخ سيفضي فقط إلى تقديم التنازلات المهينة التي لا تنتهي، ومن يسير في مثل هذا الدرب فلن يحصل على شيء. فقد جرَّب دعاة السلام الزائف كل الحلول فانظروا إلى ماذا أوصلتنا حلولهم!!!.
لقد أضاعوا فلسطين وأضاعوا معها ما تبقى لنا من عزة وكرامة أمام الأعداء، وتعقدت الأمور والنتائج دائماً كانت كارثية، فمن احتلال إلى مصادرة للأراضي وهدم للبيوت وتقطيع أوصال البلاد والعباد من خلال الجدار والتهويد والحواجز والاعتقالات وما شاكل ذلك من إجراءات مذلة لأجل ذلك كله يجب أن لا ننظر إلى حل قضية فلسطين إلا من خلال الجهاد الذي أوجبه علينا الله سبحانه وتعالى.
أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي r قال: "لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي تعال فاقتله".
وقد وعدنا الله سبحانه –ووعده حق- بقتال اليهود تحديداً وبالانتصار عليهم. قال تعالى: )َقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً{4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً{5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً{6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً{7} عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً(. ولقد حصل العلو والإفساد من قبل اليهود مرتين قبل البعثة ووقع الإهلاك والتدمير حسب وعد الله الذي كان مفعولاً.
وها هم اليهود اليوم يعودون إلى العلو والإفساد بشراسة وفظاعة لم يسبق لهما مثيلاً، وبسبب ذلك فإن الله سبحانه سيعود عليهم بالقتل والتدمير والإهلاك حسب وعده القطعي الثبوت والقطعي في دلالته التي أفادها قوله سبحانه: )وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا( فها هم عادوا بالعلو والإفساد ويجب أن يعود الله عليهم بالإهلاك والدمار جزاءاً وفاقاً.
لذلك كان أمر القضاء على (إسرائيل) قطعياً، وكان حقاً أن يكون هذا القضاء باسم الإسلام وعلى أيدي المسلمين وليس باسم العروبة أو الفلسطينية لقول الرسول r في الحديث الصحيح: "يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي تعال فاقتله".
وأما اللاهثون السائرون وراء الحلول الاستسلامية والذين يلتحقون بركب الزعماء الخونة فإن ذلك اللهاث واللحاق لن ينفعهم لا في الدنيا ولا في الآخرة، بل إن زعماء الخيانة والعمالة سيتبرؤون من تابعيهم يوم القيامة كما قال تعالى: )إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ{166} وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ(.
وختاماً أقول: إن فلسطين أرض خراجية إسلامية رقبتها موقوفة على جميع المسلمين في الدنيا ولا يجوز التصرف بها بيعاً أو شراءً أو صلحاً ومن يفرط بذرة تراب منها فهو خائن لله ولرسوله وللمؤمنين وينطبق عليه قوله تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ(.
هذا هو حكم الشرع في القضية الفلسطينية أيها المسلمون فالتزموه قال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(. فباستجابتكم لله وللرسول ستعيدون عزكم ومجدكم قال تعالى: )مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً(.
فالمطلوب هو الالتزام بالحكم الشرعي في هذه القضية وفي غيرها فإن فعلنا فزنا بالدارين وإن لم نفعل خسرنا كل شيء وكانت العاقبة وخيمة، واعلموا أن الله سبحانه ليس بحاجة لمن ينصره بل نحن بحاجة إلى نصر من عنده فلنتوكل عليه، ولنعمل وفقاً لما يرضى، ولنكن من الذين يوصفون بأنهم عباداً لله إذا أرادوا أراد، ولا نكون عاصين لله عاقين لأمتنا.
هناك تعليقان (2):
رضي الله عنك أبا حمزة وجزاك الله عنا خيرا ولي سؤال :
ماذا يقصد يهود بفكرة الوطن البديل ؟ أهي إخراج أهل فلسطين للخاررج أم أن الأمر متعلق بمن هم في الخارج أصلا ؟؟ وهل لهذه الفكرة علاقة بأمريكا أو بريطانيا ؟؟\
بارك الله فيك
يقصدون التخلص من اكبر قدر من فلسطينيي الداخل ان استطاعوا لكن ذلك مجرد محاولات اقرب لان تكون احلاما
إرسال تعليق