الخميس، 21 مايو 2009

أيام صعبة تنتظر قوات الاحتلال الأمريكية في العراق

التعليق السياسي


أيام صعبة تنتظر قوات الاحتلال الأمريكية في العراق


تتصاعد الهجمات اليومية ضد قوات الاحتلال الأمريكية في العراق وضد قوات المرتزقة العراقية التابعة لها. فمع مصرع ثلاثة جنود أمريكيين في تفجير ضخم في منطقة الدورة جنوبي بغداد تخطى عدد الجنود الأمريكيين الذين سقطوا هذا الشهر في العراق الثلاثة عشر جندياً، وهو ما لم تعتد عليه قوات الاحتلال في الأشهر القليلة الماضية.
لقد ظن الأمريكان وعملاؤهم أن الأوضاع في العراق قد استقرت، وأن قوات الأمن العراقية والجيش العراقي وما يُسمى بالصحوات تستطيع الإمساك بزمام الأمور وتستطيع إراحة الجيش الأمريكي الذي تنتظره مهمة أصعب في أفغانستان.
لكن تطور الأمور الميدانية على الأرض تثبت العكس، فالتفجيرات المخطط لها بعناية قد عادت لتضرب كل ما هو أمريكي أو متعاون مع الأمريكان في كل زاوية من زوايا العراق، ومشروع الصحوات قد بدأ بالترنح والتهاوي، وأطماع عملاء أمريكا من ذوي النعرات المذهبية ومحاولتهم الاستفراد بالسلطة قد أفسد على أمريكا خطتها في التوفيق بين عملائها من سائر المذاهب.
وبعد هروب قوات الاحتلال البريطانية التي أدركت مبكراً عقم المشروع الاحتلالي للعراق ها هي أمريكا تبقى وحيدة في العراق، وتحاول على الأقل تنفيذ الخطوة الأولى من مشروع الهروب الكبير وهي الخروج من المدن في المرحلة الأولى لتقليل خسائرها الجسيمة على الأرض بقدر الإمكان ولتجنب المواجهات اليومية غير مأمونة العواقب مع الحركات الجهادية.
إن قيام أمريكا بصياغة نظام سياسي في العراق مبني على أسس أمنية وطائفية هو الذي أفرز كل ما يشاهد في العراق من تمزق وتفلت واضطراب، فالحل الأمني الطائفي لا يمكن له أن يوجد الاستقرار في أي بلد في العالم فكيف الحال إذا كان البلد إسلامياً؟!.
قد يكون الحل الأمني الأمريكي نجح جزئياً بتكوين جيش عراقي كبير من المرتزقة ومن قوات الأجهزة الأمنية والصحوات، لكن هذا النجاح سرعان ما تلاشى مع ظهور أول اختلاف سياسي بين القوى الطائفية المتناقضة. وفشل الخطة الأمريكية في العراق قد تأكد الآن، وهو ما بدأ يُسهل لعملية عودة التفاف الشعب العراقي حول حركات المقاومة الجهادية، وإعادة عملية تغذية تلك الحركات بالمزيد من المقاتلين والقيادة.
إن قوات الاحتلال الأمريكية في العراق لن تحقق أهدافها ولن تفلح يوماً في السيطرة على العراق، وما زال أمامها أيام صعبة تنتظرها قبل هروبها النهائي من المنطقة.

ليست هناك تعليقات: