التعليق السياسي
القتل الجماعي للمدنيين بدم بارد هو جزء من الثقافة الأمريكية
بكل حقد وهمجية وإجرام أغارت المقاتلات الأمريكية على بلدة فرح الأفغانية على مدى يومين متتاليين فقتلت مائة من أهل البلدة غالبيتهم من الشيوخ والنساء والأطفال، وكان مبرر هذه العملية الوحشية دعم القوات الحكومية المرتزقة في صد هجمات مقاتلين من حركة طالبان حاولوا عبور المنطقة، ثم غادروها إلى منطقة أخرى.
إن كثافة الغارات الأمريكية واستمرارها بشكل متواصل ولمدة يومين متتاليين على القرية توحي بأن المكان المستهدف يبدو وكأنه مراكز عسكرية حصينة فيها قوات مدججة بالأسلحة، لكن الناظر إلى الموقع الذي تم قصفه وتدميره لا يجده أكثر من بضعة بيوت طينية بسيطة تأوي مجموعة من السكان البسطاء الضعفاء.
هذه هي التكنولوجيا الأمريكية المتطورة لا تميز بين المواقع العسكرية والمنازل الطينية، ولا بين المسلحين والمدنيين!!
لقد مرت هذه الجريمة كما مر من قبلها عشرات الجرائم المشابهة بمجرد إصدار كلمات عن الأسف على وقوع الضحايا من قبل بعض المسؤولين!!
هكذا وبكل بساطة، تُزهق أرواح العشرات من الأبرياء بحرقهم بمقذوفات الطائرات الفتاكة وبدفنهم تحت الأنقاض ثم يُقال بعد ذلك نأسف لهذا الخطأ!! إنها مأساة ومهزلة أن يُستخف بأرواح البشر إلى هذا الحد!!
ثم إن تكرر وقوع مثل هذه الحوادث، وتكرر سقوط ضحايا من المدنيين في العراق وأفغانستان يؤكد على حقيقة أن القتل الجماعي للمسلمين بدم بارد هو في الحقيقة جزء من الثقافة الأمريكية المكتسبة من موروثات حضارية استعمارية عريقة لدى الأمريكيين، ابتداء من إعدام قبائل الهنود الحمر، ومروراً بإلقاء القنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكي، وانتهاء بذبح المدنيين في الأعراس والمناسبات الاجتماعية في العراق وأفغانستان بحجج وذرائع واهية.
فهذه هي الثقافة الأمريكية، وهذه هي الأخلاق الأمريكية، إنها جزء من شخصية الغرب الأمريكي المتوحش التي تطورت وترسخت لتصبح عدواناً وقتلاً وإرهاباً ضد الشعوب المستضعفة.
إن الرد على هذه الهجمة الأمريكية يجب أن يكون مكافئاً ومساوياً في العدوان لقوله تعالى: )َمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ(. فلا يمكن مواجهة هذه العقلية الأمريكية المتغطرسة إلا بقهرها وإذلالها وكسر بيضتها والنيل من عزيزها.
أما التفكير بإرضاء الأمريكان والسير معهم في الحلول والمشاريع التي يريدونها فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من الانبطاح والخنوع لهم، ولن يساعد في إعادة الحقوق إلى أهلها ولا في الخلاص من هيمنة الدول الاستعمارية ودولة يهود على مقدرات المسلمين.
والبداية يجب أن تتمثل في قطع جميع الصلات مع الأمريكان عسكرية أم سياسية كانت أو غير ذلك، فإذا قطعنا تلك الصلات فإننا نكون قد اتخذنا من أمريكا عدواً رئيسياً لنا ونكون بذلك قد وضعنا أقدامنا على أول الطريق الموصل إلى التحرر الحقيقي من الهيمنة والبلطجة الأمريكية.
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم :
بارك الله فيك وجزاك الله عنا خيرا على هذه المدونة ذات الطابع الراعي لشؤون هذه الأنمة والحريص على كشف ما يحاك ضدها ويجري حولها
أخي الكريم لي سؤال لو سمحت:
هل لتوقيت بدء معاودة الباكستان الهجوم على الطالبان مغزى معينا ؟؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه لدغا لطابان من جحرها مرة أخرى وأن التوقيت لا شيء فيه ؟؟؟
بارك الله فيك وجزاك عنا خيرا
الذي يجري هو اسلوب امريكي جديد يراد
يراد تجربته في افغانستان بعدما
فشلت الاساليب السابقة التي استخدمتها
ادارة بوش وفشلت في تحقيق اهدافها
فادارة اوباما وضعت افغانستان وباكستان س سلم اولوياي جادة ف
محاولتها للقضاء على طالبان باستخدام
باستخدام قوة الجيش الباكستاني بعد
ان عجزت هي وحلفائها من القضاء عليها.
إرسال تعليق