أثيوبيا تستخف
بالموقف المصري من سد النهضة
لم تكن أثيوبيا تجرؤ في السابق على التطاول
على مصر ولا على تجاهل مطالبها في نهر النيل كما أصبحت تفعل في هذه الأيام، فهي لم
تعد تقبل من مصر حتى مجرد الاستماع إلى وجهة نظرها تجاه النيل، وهو إن دل على شيء
فإنما يدل على مدى ضعف القيادة المصرية، وتهافتها، واضمحلال استراتيجيتها، وضعف
سياساتها الخارجية إلى حد بعيد.
وما
يؤكد هذا الرأي اعتراف وزير الري والموارد المائية المصري محمد عبد المطلب في بيان
قرأه أمام الصحفيين وحمّل فيه الوفد الأثيوبي مسؤولية فشل المباحثات بسبب تعنته
ورفضه مناقشة المقترحات المصرية فقال: "إن مصر قدّمت ورقة شملت نقاطاً للتعاون
بين الدول الثلاث إلا أن الوفد الأثيوبي رفض مجرد مناقشتها في الاجتماع".
ولقد
حسم وزير الري الأثيوبي (المايو تيقنوا) أمره، وقطع على الوفد المصري أي كلام،
وذلك بقوله: "إن السد يمثل أحد الأهداف الاستراتيجية لأثيوبيا"،
وكأنه لا قيمة لأهداف مصر الاستراتيجية، وهو ما يدل على هزال الموقف المصري وتراجع
مكانة مصر أفريقياً، وفي هذا استخفاف كبير بمصر باعتبارها كبرى الدول العربية، وعدم
اكتراث باستراتيجيتها تجاه نهر النيل الذي يعتبر شريان الحياة بالنسبة لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق