ما
بعد تهديدات كوريا الشمالية
إن اللهجة العدائية الصارمة،
والتصعيد السياسي المفاجئ لكوريا الشمالية الشيوعية تجاه كوريا الجنوبية
الرأسمالية، وتجاه أمريكا وعملائها في المنطقة، ليس المقصود منه إدخال منطقة شرق
آسيا في حالة حرب جديدة، بل المقصود منه تحسين شروط الوضع التفاوضي لكوريا الشمالية
مع أمريكا وتابعاتها بما يجعلها قوة إقليمية يحسب لها حساب.
فكوريا الشمالية تدرك أن قوتها لا تستطيع مواجهة القوة الأمريكية الضخمة في
المنطقة، وتدرك أيضاً أن حليفتها التقليدية الصين ليس بمقدورها دعمها في حرب خاسرة
إذا خاضتها، خاصة وأن الصين نفسها لها مصالح اقتصادية كبيرة مع أمريكا ولا تستطيع
المجازفة بتضييعها.
إن هذه التهديدات بقصف المرافق الأمريكية بالرؤوس النووية تُفهَم على أنها
نوع من الضغط الدبلوماسي النوعي على أمريكا لحملها على التفاوض معها بشروط أفضل.
فقوة كوريا الشمالية النووية قوة صغيرة وبدائية مقارنة بالقوة الأمريكية
وبالتالي فأي هجوم كوري شمالي يُشن ضد أمريكا يعتبر انتحاراً حقيقياً لكوريا
الشمالية.
فقادة كوريا الشمالية يحاولون استخدام قوتهم العسكرية لتحسين موقعهم
التفاوضي في مفاوضات السلام المتوقع انطلاقها بعد هذه الزوبعة الكلامية من
التهديدات التي اصطنعتها القيادة الجديدة الشابة لكوريا الشمالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق