بريطانيا
تُحذّر الغرب من تنامي الثورة الاسلامية في سوريا
قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج:" إنه
كلما طال القتال الجاري بسوريا بين الثوار والقوات الموالية للرئيس بشار الاسد كلما زادت
مخاطر تشكيل جيل جديد من المتشددين المدربين على القتال وهو ما سيمثل تهديدا
لبريطانيا ودول أوروبية أخرى".
ووصف سوريا بأنها أصبحت:" المقصد رقم واحد
للجهاديين في كل مكان في العالم اليوم"، وحذّر في خطاب تناول إستراتيجية
بريطانيا لمكافحة ما أسماه بالإرهاب من أن الثورة السورية "ستكون الحالة
الأكثر حدة لانتفاضة يختطفها الإسلاميون".
وكان
هيغ يتحدث للصحفيين في المعهد الملكي المتحد للخدمات - وهو مركز للدراسات العسكرية
- وأضاف "ربما لا يمثلون تهديدا لنا عندما يذهبون أولا إلى سوريا،
لكنهم إذا ظلوا على قيد الحياة ربما عاد بعضهم وقد ازدادوا تشددا في الفكر
واكتسبوا خبرة في السلاح والمتفجرات".
وخاطب
الروس ناصحاً: "كلما طال أمد الصراع تزايد خطر هذا الأمر، وهي نقطة يجب
ألا يغفلها صناع القرار في روسيا وغيرها"، وحث روسيا والصين على دعم جهود
مجلس الأمن الدولي من أجل التوصل إلى حل للصراع، وحذّر في حال عدم التوصل الى حل
بقوله: "وإلا واجهنا خطر استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية
السورية".
وتسعى
بريطانيا في الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي - الذي سيعقد
في بروكسل الأسبوع القادم - الى حث الدول الأوروبية على مراجعة حظر السلاح الذي يفرضه
الاتحاد على سوريا والذي سينتهي في الأول من مارس/آذار
المقبل:" كي يسمح بمزيد من المساعدة للمعارضة السورية التي تسعى للإطاحة
بالأسد".
لقد بات واضحاً انّ الذي يؤرق بريطانيا والغرب من الثورة في سوريا هو
اسلاميتها، فلو تمكن الغرب من توجيه الثورة نحو العلمانية والديمقراطية والدولة
المدنية، او لو تمكن من مسك زمام قيادها، لكانت في نظرهم ثورة مقبولة ولدعموها بكل
اشكال الدعم.
فلو نجح الغرب اذاً في
امتطاء الثورة السورية لاطيح ببشار الاسد
منذ زمن بعيد، ولكانالآن في عداد الحكام الذين تم اسقاطهم اوقتلهم او نفيهم
اوسجنهم كما حصل مع القذافي او زين العابدين او حسني مبارك.
ولكن لما كانت ثورة الشام عصية على الاختراق او الامتطاء او الاحتواء
فقد طالت الحرب في سوريا، واستمرت الثورة فيها بسند ذاتي شعبي حقيقي، وعجزت الدول
الغربية عن ايجاد او صناعة قيادة بديلة عن بشار يرضى بها الثوار.
ان من سمّاهم هيغ بالمتشددين الجهاديين هم في الواقع من سيقود الشام
نحو الاستقلال الحقيقي عن الغرب، وهم من سيقود المنطقة الاسلامية برمتها الى حالة
من المواجهة الحقيقية مع الغرب المستعمر، وهم ايضاً من سيعملون على طرد النفوذ
الغربي بقواعده وعساكره وعملائه ومشاريعه واستثماراته من بلاد المسلمين طرداً
نهائياً، فيكنسون وجوده كنساً تاماً فلا يبقى للغرب بعد ذلك اي وجود استعماري في
ديار الاسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق