الثورات العربية والمفهوم الثوري الاسلامي
ان
اي ثورة في بلاد العالم الاسلامي ومنها البلدان العربية لن يكتب لها النجاح اذا لم تتخذ من الاسلام اساسا
لها، وما يتم عمله في مصر من محاولة تجميع القوى السياسية المختلفة والمتناقضة في بوتقة واحدة لا يمكن ان يسفر الا عن
فشل ذريع للثورة وقتلها في مهدها.
فالثورة من حيث هي ثورة تعني التغيير، ولا تغيير اذا تم الجمع بين المتناقضات السياسية والفكرية، وبالتالي
فلا مجال للجمع بين الناصريين القوميين والاسلاميين، ولا بين العلمانيين الليبراليين
وبين الاسلاميين. فالمسألة تكمن في الاختيار بين تطبيق الشريعة او عدم تطبيقها،
فالثورة - والتي تعني التغيير الشنامل والجذري - تعني بالنسبة لنا تطبيق الشريعة بشكل
كامل في جميع مناحي الحياة. واي بديل غير هذا النوع من التغيير لا يعتبر بديلا ثوريا ولا مقبولا، ولا تطبق الشريعة الاسلامية الا من خلال وجود دولة اسلامية حقيقية.
ونظام الجمهورية في مصر لا يمكن ان يتمخض عنه اي تطبيق لاحكام الشريعة، والذين يتحدثون عن تطبيق الشريعة في ظل النظام الجمهوري هم واهمون.
ان الشراكة
بين الاسلام وغيره من الافكار الوضعية تعني بالضرورة عدم تطبيق الاسلام وتعني بالتأكيد تطبيق الافكار
الوضعية، فبمجرد القبول بفكرة الشراكة يعني الخروج نهائياً من بوتقة الاسلام، لان الاسلام
دين لا يقبل فكرة المشاركة ولا يحتملها.
والمفهوم
الثوري بالنسبة لنا يعني التطبيق الجذري والفوري للاسلام، ولا يكون ذلك ممكنا الا
باقامة دولة الاسلام دولة الخلافة الاسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق