عداء امريكا للامة لا يقل عن عداء ( اسرائيل ) لها
أمريكا دولة عدوة للأمة، ومواقفها من القضية الفلسطينية ومن دعم دولة يهود بلا حدود لأكبر مثال على عداوتها، ولم يكن خطاب أوباما الأخير والذي كشف فيه عن مدى حجم التأييد الأمريكي المطلق للمواقف (الإسرائيلية) وكشف عن عداء غير مسبوق للأمة ، لم يكن موقف أوباما هو الوحيد الذي يجسد ذلك العداء، بل إن زعماء كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس قد تسابقوا في إظهار عدائهم للأمة وولائهم وتحيزهم الأعمى (لإسرائيل) بطريقة لم تُعهد من قبل.
فقد حمّل ريك بيري حاكم ولاية تكساس وأوفر المتنافسين حظاً في الفوز بترشيح الجمهوريين حمّل الرئيس الأمريكي أوباما مسؤولية تشجيع الفلسطينيين على السعي لنيل عضوية الأمم المتحدة وقال: "بكل بساطة كان بوسعنا أن نتجنب هذا الموقف الخطير لو لم تكن سياسة أوباما الشرق أوسطية بهذه السذاجة والغطرسة والتضليل والخطورة".
وأما منافسه في نفس الحزب حاكم ولاية ماساشوسيتس السابق ميت رومني فقد وصف ما يجري في الأمم المتحدة بأنه "كارثة دبلوماسية محققة"، وأكد أنه "تتويج لمحاولات الرئيس أوباما الحثيثة في السنوات الثلاث الماضية لرمي إسرائيل تحت الحافلة للذئاب" على حد قوله.
فالكونغرس الأمريكي إذاً وبمجلسيه غدا حصناً (إسرائيلياً) خالصاً، وقد هدَّد أعضاؤه بغالبيتهم أكثر من مرة بإلغاء المعونات المالية عن الفلسطينيين في حال لجوئهم إلى الأمم المتحدة.
وكان النواب والشيوخ في الكونغرس قد وقفوا 36 مرة للتصفيق لنتنياهو لدى إلقاء الأخير كلمة أمامهم الصيف الماضي، كما قام 80 من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بزيارة نادرة (لإسرائيل) قبل فترة في سابقة لم تتكرر منذ إنشاء أمريكا ذاتها.
فإذا كان من يُفترض فيهم تمثيل الشعب الأمريكي يوالون (إسرائيل) إلى هذا الحد، ويجاهرون بعداء الامة بشكل صريح فان هذا العداء يوجب على المسلمين عموماً وعلى أهل فلسطين خصوصاً أن يعتبروا أن أمريكا هي عدو رئيسي للأمة الإسلامية ولقضية فلسطين، وعليهم أن يعلنوا ذلك بوضوح، وأن يعتمدوا سياسة العداء الصريح أساساً استراتيجياً رسمياً للتعامل معها في العلاقات الخارجية، وأن ينتهجوا خطا واضحاً في مواجهتها.
هناك تعليقان (2):
سيدي الموقر
بغض النظر عن كل ما ذكرت وانا معك فيه لابعد الحدود ..علينا ان لا نغفل حقيقة واقعية ان وجود دولة بني صهيون في قلب الامة العربية هي مصلحة واستراتيجة امريكية وهذا موضوع يطول الحديث فيه كثيرا هذا من جهة ومن جهة اخرى فان قرار اوباما او غيره من الرؤساء الامريكان ليس قرارا او عداءا شخصيا للعرب
انها سياسة ومنهج تطبقه امريكا كدولة وليس كفرد ,,فهذه الدولة هي عبارة عن مجموعة من الشركات الكبرى الرأسمالية وحيث تكون المصالح تذهب اراؤها السياسية باتجاهها ...فعلى سبيل المثال ايهام العرب ان ايران عدوة وان امريكا وحدها القادرة على ايقافها وعقد صفقات السلاح الكبرى مع دول الخليج مع اننا نعلم تماما ان ايران عميلة قوية لامريكا في الخفاء
انها ببساطة خبايا السياسة ولعبة امريكا التي تلعبها دوما بشكل صحيح ليس من فرط ذكائها
ولكن من ضعف ووهن وتفكك الدول العربية ممثلة بحكامها الذين كل همهم ان يلتصقوا بكراسيهم الى اخر نفس في اجسادهم.
واخيرا
لا ننكر قوة اللوبي الصهيوني وسيطرته في امريكا خصوصا على الاعلام
دمت بخير
تقبل مرور
اوافقك الرأي قيما قلت لكن الخطاب السياسي يتطلب ان نفهم الامة حقيقة هذا العدو الامريكين وان نربط بين مستوى عدائه وبين العدو اليهودي المعروف.
فالمشكلة التي نواجهها كثيرا هي ان الناس يتفهمون عداء دولة يهود لهم لكنهم لا يتفهمون عداء امريكا، والعلاج السياسي لهذه المشكلة يكون بربط العداء الامريكي للامة بعداءدولة يهود لها.
وبعنى آخر برفع مستوى الصراع مع امريما.
إرسال تعليق